يعد الرسم على وجوه الأطفال نوعاً من الاحتفال، ويسعد الطفل ووالداه به خصوصاً عندما يكون مستوحى من الشخصيات الكرتونية، لكن ما لا يعرفه الأبوان أن هذه الرسومات البسيطة قد تكون بمثابة السم الذي يسبب للطفل اضطراباً في الهرمونات، ما قد يعيق نموه العقلي والحركي. وكشف تقرير أعدته منظمة "صندوق التبرعات لسرطان الثدي" الأميركية بعنوان "إماطة اللثام عن المواد السامة في أدوات تجميل الأطفال" أن أكثر من 50 في المئة من مستحضرات الرسم على الوجه المخصصة للصغار، تحتوي عنصراً واحداً على الأقل من العناصر التي تزيد نسبة الإصابة بالسرطان، أو تسبب خللا في الهرمونات، أو تأخراً في النمو، أوصعوبات في التعلم. وارتكزت نتائج التقرير على تجارب شملت 187 مستحضراً، تبين احتواءها على أكثر من مادة خطرة مثل: الرصاص، والكادميوم، والستايرين، والفورمالديهايد، والمركبات العضوية المتطايرة مثل البنزين والتولوين. وقال الباحثون إن "وجود كل من الرصاص والكادميوم في منتجات الأطفال أمر خطر ومثير للقلق... فهناك ارتباط قوي بين الرصاص وضعف تدهور النظام العصبي والفكري عند الأطفال، فيما يؤثر الكادميوم على هرمونات الجسم"، موضحين أن تعرض الطفل لهذه المواد لفترات طويلة يزيد نسبة الخطر. وتسمح "هيئة الغذاء والدواء الأمريكية" (FDA) بوجود نسب منخفضة من بعض المواد الضارة، على اعتبار أنها نسب قليلة غير مؤثرة. لكن التقرير كشف احتواء المنتجات التي تمت دراستها على نسب أعلى من المسموح بها، على رغم كونها مخصصة لفئة الأطفال، وهم الفئة الأضعف والأكثر تأثراً بالمواد الضارة، الأمر الذي يُعد مفارقة لفتت نظر الباحثين. وأمام كل تلك المخاوف، ينصح الخبراء بتجنب الرسم على وجوه الأطفال قدر الإمكان، واستخدام الأقنعة عوضاً عنه، ويُفضل أن يحتوي القناع على فتحات للأنف والفم، حتى لا يستنشق الطفل أياَ من المواد المستخدمة في صنعه التي عادة ما تكون البلاستيك. ولو كان الطفل يحب الرسم على الوجه بشدة، يمكن البحث عن ألوان مصنوعة من مواد طبيعية، مع الحرص على مسحها في أقرب وقت ممكن.
مشاركة :