ليبرمان يحذر حركة «حماس»: الحرب المقبلة في غزة «ستكون الأخيرة»

  • 10/25/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

حذر وزير الدفاع الإسرائيلي المتشدد أفيغدور ليبرمان في مقابلة نادرة مع صحيفة فلسطينية نشرت الاثنين من أن الحرب المقبلة في قطاع غزة «ستكون الأخيرة»، فيما اتهمت الصحيفة التي أجرت المقابلة معه بـ»الترويج للتطبيع». وأكد الوزير الإسرائيلي أنه لا توجد أي نية لبدء أي حرب مع القطاع والتي إذا حصلت ستكون الرابعة منذ عام 2008. وفي حديث مع صحيفة «القدس» الفلسطينية، الأكثر توزيعاً، حض ليبرمان سكان القطاع على الضغط على حركة «حماس»، قائلاً أنه «حان الوقت لسكان قطاع غزة للقول لقيادتهم أوقفوا سياستكم المجنونة». وأضاف: «أنا كوزير للدفاع، أوضح بأنه ليس لدينا أي نوايا لبدء حرب جديدة ضد جيراننا في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وسورية، أما نواياهم في قطاع غزة، مثل الإيرانيين، (فهي) القضاء على دولة إسرائيل». وتوعد ليبرمان أنه في حال «فرضوا على إسرائيل الحرب المقبلة فستكون الحرب الأخيرة بالنسبة لهم. وأود التوضيح مرة أخرى، ستكون بالنسبة لهم المواجهة الأخيرة حيث سندمرهم بالكامل». وتسيطر حركة «حماس» على قطاع غزة الذي يعمه الفقر والبطالة وشهد ثلاث حروب إسرائيلية منذ 2008، بينما تقفل مصر معبر رفح، المتنفس الوحيد مع الخارج للقطاع الذي يعاني من أزمة إنسانية وركود اقتصادي. وإثر سيطرة «حماس» على قطاع غزة في حزيران (يونيو) 2007 شددت إسرائيل الحصار البري والبحري والجوي الذي فرض في حزيران 2006 اثر خطف جندي إسرائيلي. وبحسب ليبرمان فإنه «إذا أوقفوا أنفاقهم ونشاطهم بتلك الأنفاق وإطلاق صواريخهم ضدنا، نحن سنكون أوائل المستثمرين في مينائهم ومطارهم ومنطقتهم الصناعية». وتابع: «سيكون بالإمكان أن نرى في يوم من الأيام غزة سنغافورة أو هونغ كونغ الجديدة». تسلم ليبرمان زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» اليميني القومي، وزارة الدفاع في نهاية أيار (مايو)، في الحكومة التي يتزعمها بنيامين نتانياهو، وتعد الأكثر يمينية في تاريخ الدولة العبرية. وكان ليبرمان المعروف بمواقفه المتطرفة، أكد عند توليه منصبه التزامه بحل الدولتين. وكرر ليبرمان في المقابلة التزامه بحل الدولتين القائم على مبدأ تبادل الأراضي والذي يضع تحت إدارة الفلسطينيين جزءاً من الأقلية العربية في إسرائيل مقابل احتفاظ إسرائيل بالمستوطنات في الضفة الغربية المحتلة. وقال ليبرمان: «أدعم حل الدولتين. وأعتقد أن المبدأ الصحيح ليس الأرض مقابل السلام، وأفضل تبادل الأرض والسكان. لا أعتقد لماذا نحن بحاجة إلى (بلدة) أم الفحم (العربية في شمال إسرائيل). هم يعرفون أنفسهم كفلسطينيين ولا يعترفون بيهودية الدولة». وكرر ليبرمان أيضاً انتقاداته للرئيس الفلسطيني محمود عباس، مؤكداً أنه يتوقع خسارته في حال إجراء انتخابات في الأراضي الفلسطينية. وقال ليبرمان: «هناك ما يكفي من الأشخاص المنطقيين في السلطة الوطنية ممن يفهمون الأوضاع ويعرفون أن في حال الاختيار بين حماس وإسرائيل، يعتقدون أن الشراكة مع إسرائيل أفضل لهم». ورأى ليبرمان أن «الغالبية من مواطنينا لا يؤمنون بأنه من الممكن التوصل لأي اتفاق حول الوضع النهائي ونفس الشيء مع الفلسطينيين، فإن الغالبية منهم لا يؤمنون بإمكانية التوصل لاتفاق الوضع النهائي». وليبرمان نفسه مستوطن يقيم في مستوطنة «نوكديم» جنوب الضفة الغربية المحتلة. وهذه أول مقابلة يجريها ليبرمان مع وسيلة إعلام فلسطينية. وتعرضت صحيفة «القدس» لانتقادات حادة على وسائل التواصل الاجتماعي من نشطاء فلسطينيين أكدوا أنه لم يكن عليها إجراء مقابلة مع ليبرمان. ودعا بعض النشطاء إلى مقاطعة الصحيفة التي تعد الأكثر توزيعا في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وباستخدام هاشتاغ #إعلام_التطبيع، اتهم مغردون على موقع تويتر الصحيفة بأنها تروج «للتطبيع» مع إسرائيل. ودعت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل الصحيفة إلى الاعتذار للشعب الفلسطيني بعد مقابلتها مع ليبرمان الذي وصفته بأنه «مجرم حرب». وقالت اللجنة في بيان على موقعها الإلكتروني إن «قيام أي إعلام فلسطيني بخدمة البروباغندا الصهيونية المتطرفة لنظام الاحتلال والاستعمار- الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي لا يمكن أن يندرج تحت حرية الصحافة وحرية التعبير، بل هو تطبيع إعلامي يرقى إلى درجة التواطؤ». ومن جهتها، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان أن ليبرمان كغيره من أعضاء الائتلاف اليميني الحاكم في إسرائيل اعتاد على «تسويق جملة من المواعظ والأكاذيب، التي تتناقض مع الاتفاقيات الموقعة، وتنتهك القانون الدولي». وبحسب الوزارة، فان الوزير الإسرائيلي عبر مقابلته مع الصحيفة الفلسطينية «أعاد تكرار هذه الأوهام والآراء العنصرية»، مشيرة إلى أنه يحاول «تعزيز مكانته عند اليمين الحاكم وصورته لدى الرأي العام، وإظهار نفسه بمظهر الشخص القادر على تحمل المسؤولية». وأضاف أن «ليبرمان يواصل محاولاته الخبيثة للفصل بين الشعب الفلسطيني وقيادته، مكرراً أسطوانته المشروخة في الهجوم على رأس الشرعية الفلسطينية الرئيس محمود عباس».

مشاركة :