دار السلام – أبرم المغرب وتنزانيا مساء الاثنين أكثر من 20 اتفاقية في مجالات سياسية واقتصادية وثقافية للتعاون، وذلك خلال زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس لهذا البلد الواقع في شرق افريقيا. وتنزانيا هي المحطة الثانية لجولة زار خلالها الملك محمد السادس رواندا ويستعد لزيارة اثيوبيا في اطار التوجه الذي ينتهجه المغرب منذ سنوات لتفعيل التعاون مع دول افريقيا "جنوب-جنوب". وتتعلق هذه الاتفاقيات التي جرى التوقيع عليها بحضور العاهل المغربي والرئيس التنزاني جون بومبي ماغوفولي، بالتعاون الاقتصادي والعلمي والثقافي وإرساء آلية للتشاور السياسي، وقطاع الهيدروكاربورات والطاقة والمعادن والجيولوجيا، والنقل الجوي والفلاحة والصيد البحري والأسمدة والطاقات المتجددة والسياحة والتأمين الزراعي. كما تغطي الاتفاقيات مجالات تطوير وحدات صناعية ولوجستية، وتطوير أروقة لوجستية وسككية بين الموانئ والوحدات الصناعية بتنزانيا، والشراكة بين اتحادي أرباب المقاولات بكلا البلدين، والقطاع البنكي والصحة وتسهيل المبادلات التجارية والاستثمار بإفريقيا، فضلا عن إحداث وحدة لتثمين وتعبئة الشاي عالي الجودة. وقال الرئيس التنزاني ان بلاده "مستعدة للتعاون معكم بكامل قواها"، مشيرا إلى أن اتفاقيات التعاون الـ22 الموقعة الاثنين ستمكن من المساهمة في تحول وتحديث اقتصاد تنزانيا، البلد الذي يزخر بموارد طبيعية ومعدنية هامة للغاية. وصرح وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار أن الزيارة تمثل منعطفا جديدا في العلاقات الثنائية، مؤكدا أن الوقت قد حان للعمل سويا من أجل بناء شراكة مستدامة. وقال مزوار أن التوقيع على الاتفاقيات الـ22 "يجسد على أرض الواقع النموذج الملموس للتعاون جنوب- جنوب الذي يدعو إليه جلالة الملك من أجل تنمية والنهوض بالقارة الإفريقية". من جانبه، أكد وزير الخارجية التنزاني أوغستين ماهيغا على أن توقيع هذه الاتفاقيات "يطبع صفحة جديدة في تاريخ العلاقات القائمة بين المغرب وتنزانيا". وتأتي الجولة الملكية بعد ان قرر المغرب العودة الى الاتحاد الافريقي بعد أكثر من ثلاثين عاما من تعليق عضويته في هذا التكتل، احتجاجا على قبول عضوية جبهة بوليساريو الساعية الى فصل الصحراء المغربية عن المملكة.
مشاركة :