يجهل البعض الأسباب التي تدفع الكُتّاب لنقد بعض التصرفات أو بعض القرارات أو بعض الجهات أو حتى الأشخاص ويعتقد أولئك أن غرض الكاتب هو غرض شخصي أو أنه استخدم قلمه لأغراض خاصة ولكن للأسف أن هؤلاء الفئة يحق للكاتب انتقادهم وكشفهم للمجتمع وذلك لأنهم يحاولون لبس أقنعة زائفة فيخشون من سقوطها أمام الجميع وفي محاولاتهم الفاشلة لإبراز الوجه الحسن أمام المسؤولين أو أصحاب القرار يفاجئهم أحد الكُتّاب أو الناقدين بوجههم القبيح الذي يتفنون في أخفائه ويجهلون أن الكذب لا يمكن أن يستمر للأبد ولا بد للحقيقة أن تخرج للنور ذات يوم مهما حاولوا التمثيل ببراعة على مسرح الواقع. معظم الكُتّاب إن لم يكونوا كلهم يكتبون بدافع الحب..الغيرة.. التصحيح.. عرض الحقيقة.. .. محو السلبيات..التركيز على الإيجابيات.. وغيرها من الأهداف التي من شأنها رفعة المجتمع ويشترك معظم الكُتّاب في أهدافهم المذكورة وتكون مهمتم محاولات تصحيح السلبيات والأخطاء التي يعاني منها المجتمع بجميع هيئاته ووزاراته وباقي مرافقه من أجل إيجاد مجتمع قريب إلى المثالية خالٍ من العيوب بقدر الإمكان ولو أن هذه مهمة مستحيلة يركض وراءها كل كاتب وصحفي ولكنه يعلم أن النظريات المثالية يصعب تطبيقها في واقع مليء بالسلبيات وجو يسوده النفاق والخداع والغش إلا أنه لا ييأس من المحاولة عل وعسى يجد من يسمعه ومن يشد على يده ويفهم هدفه ونيته التصحيحية. أولئك المُنتَقدون الذين لا يترددون في اختلاق الأكاذيب واستغلال وظائفهم لأغراضهم الشخصية يثورون بمجرد شعورهم أن حقيقتهم انكشفت.. وانهم اصبحوا تحت المجهر والتدقيق من قِبل الإدارات العليا فلا يترددون في نعت أولئك الناقدين بأبشع الصفات.. وتحقير أفكارهم واتهامهم بالعنصرية والغيرة وعدم المصداقية ليس لشيء وإنما لمجرد شعورهم بأن هناك من كشف حقيقتهم للمجتمع . أعتقد أننا وصلنا مرحلة من الوعي والثقافة والانفتاح على العالم الآخر لدرجة تجعلنا نحترم آراء الآخرين ولا نحقر من أفكارهم او نحاسبهم عليها فكل له رأيه ووجهة نظره التي يحاول من خلالها أن يقوم بعملية اصلاح في المجتمع وأعتقد اننا في بلد يحترم الحريات ويدافع عن حقوق الصحفيين بوجود مركز الاعلام للحريات فيجب أن يتقبل المسؤولون والأفراد عملية الانتقاد ولا يُحمل الناقد إثما بل يجب أن يسعوا إلى عملية تصحيح أخطائهم ومعالجة سلبياتهم لإثبات قدراتهم لا أن يجاهروا بأخطائهم ويتشبثوا بتصرفاتهم الخاطئة ولا يتعرضون للمحاسبة بمبدأ الثواب والعقاب. علينا أن نشكر من يلفت نظرنا إلى أخطائنا لأنه بالتأكيد يسعى للارتقاء بأدائنا فهذا دليل على الصدق أما من يجاملنا ويضحك في وجهنا وينافقنا في ظهرنا فلا أعتقد أن عملية الاصلاح تهمه لا للشخص نفسه ولا للمجتمع.
مشاركة :