وماذا بعد قرار منظمة اليونسكو؟ - مقالات

  • 10/26/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لم تكن المناورات الاسرائيلية على الاراضي الفلسطينية المحتلة آتية من فراغ وإنما جاءت لتكرس اجندة صهيونية استيطانية مخطط لها مسبقاً. وقد رأينا سياسة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تجاه القضية الفلسطينية وهروبه التام من عملية المفاوضات الرسمية وسط موجة من التباين في المواقف والسجال العقيم الذي عصف بين تل ابيب وواشنطن بسبب التعنت الاسرائيلي ومواصلة المشروع الاستيطاني وتعثر عملية المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني - الاسرائيلي. فالمشروع الاستيطاني امتد الى الضفة الغربية والقدس الشرقية وطاول المسجد الاقصى تحت حماية قوات الاحتلال وسط اعتداءات صهيونية من مجموعات يهودية لم يتوقف يوما تدنيسها، في حين لم نر تحركا من اي دولة عربية او اسلامية تجاه ما يحدث من حفريات تحت «الاقصى» فمتى تفيق هذه الدول من سباتها لإنقاذ «الاقصى» من ويلات الحرائق وقنابل الغاز لمنع المصلين؟ نعم انها خطة صهيونية واضحة لإضعاف القوة والعزيمة في الداخل، ومحاولة لفرض واقع يكرس سيادة الاحتلال داخل الاراضي الفلسطينية حتى تم تقسيم زمن الدخول الى «الاقصى». واليوم فرض علينا واقع جديد تمهيدا للوصول الى ابعد من ذلك وهو الاخطر في تاريخ الامتين العربية والاسلامية من خلال تحقيق حلم اقامة «الهيكل المزعوم». تلك هي خرافات وحكايات مضحكة لا تمت بصلة للواقع التاريخي الديني ولا سيما ونحن نتلقى خبر قرار منظمة «اليونسكو» الذي نفى اية علاقة بين المسجد الاقصى واليهود على مدى التاريخ! نعم انها الصفعة الدولية التي لا يريد هؤلاء الصهاينة التعلم منها، لأنها الحقيقة. الا ان الاطماع الاسرائيلية قد عمت عيون الحقيقة وطغت على ممتلكات الشعب الفلسطيني فهي لا تزال اسيرة ولا يوجد من يتصدى للعدوان ويستنكر الاعمال الوحشية التي تؤجج مشاعر الغضب والحمية الدينية وتقضي على كل الجهود الماضية بين الجانبين (الفلسطيني - الاسرائيلي). ان ما تقوم به حكومة نتنياهو من تباين في المواقف ومواصلة الاطماع باستكمال المشروع الاستيطاني يساعد على التصعيد والتأزيم بين حكومة الاحتلال والادارة الأميركية. وبالتالي تتعثر اي محاولة لاستئناف عملية المفاوضات وتعرض سياسة نتنياهو بأطماعه التوسعية الى المزيد من الانتقادات الدولية. وقد لاحظنا اخيراً كيف اختلف الاثنان (أوباما ونتنياهو) على خلفية هذه المواقف المتقلبة وعدم الأخذ بجدية حول موقف واشنطن تجاه السياسات الاسرائيلية حول عملية الاستيطان، ما أدى الى سجال حاد بينهما وظهور خلافات علنية على السطح. وقد تعمد نتنياهو في الفترة الاخيرة، التوسع في انشاء مساكن جديدة، مثل بؤرة عمونا العشوائية التي يفترض هدمها بموجب حكم قضائي من المحكمة العليا، ولكن في الواقع هذه المبادرات لا تتوافق مع مصالحه التوسعية في القدس الشرقية وفي الضفة الغربية مع المستوطنين. وبالتالي استمرار الخلاف هذا انتقل الى مندوب اسرائيل ونائب السفير الاميركي في الامم المتحدة خلال الجلسة الشهرية لتكتمل فصول التأزيم بين حكومتي نتنياهو واوباما، لذلك ينظر رئيس حكومة اسرائيل إلى الرئيس الاميركي على انه يشكل خطراً وجودياً على المشروع الاستيطاني وبالتالي استحالة التعامل مع ادارة اوباما الحالية بهذا المنظور ولاسيما ونحن على ابواب الانتخابات الأميركية الرئاسية، والفترة المتبقية للرئيس اوباما قد تعطيه الحق لفرض خطوات احادية صارمة. لم يكن التقرير الذي قدمته منظمة «بتسيلم» التابعة للمركز الاسرائيلي لحقوق الانسان ملبيا لطموحات نتنياهو، بل كان بمثابة صفعة وضربة قاصمة لسياسة حكومة الاحتلال لأنها بينت حقيقة ما يجري على الاراضي الفلسطينية من انتهاكات لا إنسانية ولا قانونية مع وجود البناء الاستيطاني العشوائي على مدى49 عاماً من الظلم المستبد المعروف باسم الاحتلال والسيطرة على حياة الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية. وفي ضوء هذه التعديات المستمرة نطلب من مجلس الامن الدولي تحمل مسؤولياته لارغام اسرائيل على وقف الاستيطان بأي شكل من الاشكال، فما يجري هناك بحاجة الى تحرك دولي حازم. «عاشت فلسطين حرة أبية»... alfairouz61_alrai@gmail.com

مشاركة :