لعل من طالع الفأل الحسن ان يكون اول لقاء لي بصاحب السمو الملكي الامير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز امير منطقة مكة المكرمة في احتفالية فنية فى مساء طرز بآيات الجمال والابداع وتعانق الماضي مع الحاضر مما أشاع البهجة والابداع والفرحة والسرور.. وتماهت جدة عروس البحر الاحمر وهي تتكئ على شاطئ البحر والمساء الحالم يبث النجوم في سماء كانت وما زالت متحفا للابداع الالهي وكانت شاهدا على الحياة والاحياء فى جدة. أميرنا الجديد ومرزوق المطيري : تفضل الابن مرزوق المطيري مسئول العلاقات العامة بامارة منطقة مكة المكرمة والرجل المخضرم الذي شهد العهود الثلاثة.. عهد عبدالمجيد، يرحمه الله، وعاش عصر خالد الفيصل وها هو يتفاعل ويتجلى في هذه الحقبة الجديدة مع الامير مشعل بن عبدالله.. قدمني لاميرنا الجديد معرفا فكان ان لقينا سموه الكريم بفيض من الترحاب والادب السامي الراقي والبشاشة، ولا غرو وهو قد تربى فى مهد عبدالله بن عبدالعزيز، سلطان الادب والسمو الاخلاقي والتواضع وقربه من الناس.. كان الانطباع لاول وهلة يعكس حيوية هذا الامير اطال الله في عمره ووفقه ورعاه ولكني اقطع يقينا بان عقله الذهني قد فاق عمره الزمني.. مما اكسبه الرزانة والرصانة والقدرة على ان يملأ مكان رجل في حجم وقوة واقتدار خالد الفيصل. جدة والمجسمات الجمالية : استدعى امامي ذلك المساء الحالم اللوحة الجمالية التى ابدع في رسمها بالكلمات شاعر جدة الكبير حمزة شحاتة : النهى بين شاطئيك غريق والهوى فيك حالم ما يفيق ورؤى الحب في رحابك شتى يستفز الأسير منها الطليق. لقد عشنا في وسط اجواء احتفالية تجلت فيها ابداعات فنانين سعوديين التقت مع القدرات العالمية لرسامين وفنانين كبار، كل ذلك من اجل صياغة فنية اظهرت المجسمات القديمة في صور مشرفة فيها الكثير من مقومات الابداع والجمال. عبد اللطيف جميل والدور الوطني : لقد تتالت مبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية وهي تسهم بالحراك الفني من خلال نشاطها الاجتماعي كما رصدها الاستاذ ابراهيم باداود.. وتاتي بادرة الاسهام في متحف جدة لترصد وتعطي الدلالة والقياس على اهمية هذا الدور وتقدم انموذجا حيا للشراكة بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص في سبيل اضافة ما يستحق الاضافة وخاصة في ميادين الفن وخلق البيئة الجمالية التي تعين سكان جدة وزوارها على ان يهربوا من قسوة الواقع ومن عنعنات المشاكل فارين الى البحر والى المتنزهات التي اخذت نصيبها في عهد الدكتور هاني ابو راس واصبحت من ابرز معالم جدة.. لقد قامت مبادرة عبداللطيف جميل الاجتماعية باحضار الشركات العالمية المختصة من عدد من الدول الاوربية واستعانت بخبرات الفنانين الكبار وانشأت ورشة خاصة لتجديد هذه المجسمات بداية من نقلها من موقعها القديم في الكورنيش الاوسط الى الورشة ثم اعادتها الى موقعها الجديد في متحف جدة للمجسمات. العناية بإشاعة المعالم الفنية : لعل من ابرز ما توليه المدن الكبرى هو اتاحة الفرص والمجالات امام المواطنين والتوجه الى امزجتهم الخاصة من اجل ارضاء تطلعاتهم وطموحاتهم.. كيما يخلق ذلك جوا من الالفة والانسجام بين الامانة بكل معطياتها وبكل مقومات الخلق والابداع والتصميم والجري وراء تكريس وتأسيس نقلة حضارية موضوعية.. تعتمد سبلا تستعين فيها بخبرات وثقافات الدول في تلاقح فني وفكري.. كل ذلك من اجل خطب ود المواطن والزائر على السواء. ان جدة تمتلك الكثير الكثير من المعطيات والمقومات الطبيعية.. متى ما وجدت من يحسن استغلالها واعادة صياغتها لتسهم في خلق محطات ابداعية.. تكون اثارها الايجابية اضافات بارزة ومجدية في ان يجد كل فرد غايته ومتعته خارج بيته.. في مستوى حضاري وجذاب يشجع على نمو حركة السياحة الداخلية. لعلنا ومن باب الانصاف ان نسجل هذه الخواطر ونتمنى على المسئولين في الامانة ان تتوالى الاعمال الكبيرة والايجابية والفنية وان تتسع رئة جدة ليتنفس من خلالها الجميع هواء نقيا يرفع من معدلات الصحة العامة بعيدا عن التلوث ومسببات الازعاج، وحسبي الله ونعم الوكيل.
مشاركة :