بدء عملية إزالة مخيم «كاليه» بعد إجلاء نحو ثلاثة آلاف مهاجر

  • 10/26/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

بدأت بعد ظهر الثلاثاء، عملية إزالة الخيم والأكشاك التي تؤلف مخيم كاليه العشوائي في شمال فرنسا تحت مراقبة أمنية، وذلك بعد إجلاء نحو ثلاثة آلاف من سكانه منذ بداية العملية أمس الإثنين. وبدأ عمال يرتدون زيا برتقاليا أعمال تفكيك أو تدمير لقسم من المآوي غير الصحية المقامة من خشب أو قماش بواسطة مناشير كهربائية. وكانت حتى الأيام الأخيرة تؤوي ما بين ستة وثمانية آلاف مهاجر يحلمون بالعبور إلى المملكة المتحدة. ووسط كميات كبيرة من الأغطية وأواني الطبخ، تعمل فرق أخرى بمساعدة آليات حفر، على جمع كل ذلك في حاويات. وتم تأخير عملية الهدم التي كانت مقررة صباحا بضع ساعات، وذلك لحين نشر عدد كاف من الشرطيين لمواجهة أية حوادث محتملة. وتم تعليق العملية مساء الثلاثاء. وواصلت قوات الأمن في موازاة ذلك مواكبة عمليات مغادرة الحافلات باتجاه 451 مركز استقبال موزعة على مختلف مناطق فرنسا. وغادر أكثر من 1260 راشدا كاليه الثلاثاء بعد 1918 الإثنين، بحسب أرقام وزارة الداخلية. وصرحت رئيسة بلدية كاليه اليمينية ناتاشا بوشار، «هناك نوع من الارتياح الكبير» مع إزالة المخيم. وأول المغادرين كانوا في معظمهم سودانيين. وقبيل الظهر حل دور الأفغان الذين كانوا حتى الآن أكثر ترددا في التقدم في مجموعات صغيرة للتكفل بهم. «انتقاء وفق السحنة» .. يستمر فحص ملفات القاصرين غير المرافقين التي تشكل نقطة توتر بين فرنسا وبريطانيا. ومن بين 1300 طفل وفتى تم إحصاؤهم في المخيم، قال 500، إن لديهم أقارب في المملكة المتحدة. وحاول كثيرون منهم الثلاثاء أن يسجلوا أسماءهم لكن العملية تباطات بسبب مشاكل واجهت التأكد من أعمارهم. وقالت منظمة أطباء بلا حدود، «إنها عملية انتقاء وفق السحنة، وهذا غير مقبول». ورد بيار هنري المدير العام لجمعية «فرنسا أرض اللجوء»، التي فوضت عملية الاختيار، «ليس هناك فرز بحسب السحنة، بل فقط إبعاد للمتظاهرين البالغين من المجموعة». وأضاف، أن «233 عبروا إلى بريطانيا» منذ بداية الأسبوع الماضي، بينهم 33 الثلاثاء. ومساء الثلاثاء، تم إيواء 772 قاصرا ينتظرون ردا في مركز استقبال موقت في المخيم. وأكد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف الإثنين، أن المملكة المتحدة «ستستقبل كل من لديه صلات أسرية في بريطانيا»، مضيفا، أن السلطات البريطانية ستدرس أيضا ملفات قاصرين بلا مرافقين وبلا صلات أسرية، «ولكن من تكمن مصلحتهم العليا في التوجه إلى البلاد»، أي بريطانيا. مدينة أشباح .. بدا المخيم الذي خلا من قسم كبير من سكانه أشبه بمدينة أشباح. وخلت شوارع كانت تعج بالحركة قبل أسبوع وبدت متسخة تتناثر فيها خيم فارغة وممزقة. ومع بداية المساء تدخل إطفائيون لإخماد حرائق نشبت في بعض الأكواخ في المخيم. وقال الأفغاني حسن قبل أن يغادر، «انتهى الدغل»، كما يطلق على مخيم كاليه، مضيفا، «سأستقل الحافلة». وقال مواطنه سهير (33 عاما)، إن أحد رفاقه غادر المخيم الإثنين بحافلة إلى مركز استقبال واتصل به لدى وصوله، «وقال لي المكان جيد، وسيكون جيدا لي أيضا». وكان صرف النظر عن التسلل إلى المملكة المتحدة بعد أن أصيب مرارا لدى محاولة صعود شاحنة. إلا أنه يبقى من «المتعنتين» الذين «سيغادرون قبل» الانتهاء من هدم مخيم كاليه ليجرب مجددا العبور إلى المملكة المتحدة، بحسب قوله. واعتبر سليم (17 عاما)، وهو أفغاني آخر، أن «مخيم الدغل سيبقى»، وبعد هدم مخيم كاليه، «سيولد آخر في مكان آخر».

مشاركة :