عراقيون يروون مشاهد الرعب لحظة هروبهم من تنظيم الدولة

  • 10/26/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

التقطت أم محمود أنفاسها أخيرا لدى وصولها إلى مخيم للنازحين يقع إلى الجنوب من الموصل، بعد مسيرة استمرت طوال الليل لتهرب من المسلحين، لكن طموحها الوحيد الآن «العودة يوما ما» إلى منزلها. قالت أم محمود وهي محاطة بزوجها وأطفالهما الثلاثة في خيمة باللونين الأبيض والأزرق على مقربة من القيارة: «ساعدنا أحد عناصر تنظيم الدولة في الهرب للوصول إلى قرية، مقابل 100 دولار على الشخص الواحد». بعد مسيرة ليلة كاملة، وصلت أم محمود وعائلتها إلى مخيم جدية على بعد نحو عشر كيلومترات من خطوط المواجهات، لكن جيرانها الذين فروا معهم «قتلوا بانفجار عبوة ناسفة قبل وصولهم» إلى هنا. ويتواجد مئات المدنيين في مخيم جدية، وقد فروا من الموصل ومناطق حولها، حيث كانوا يعيشون ظروفا قاسية جدا تحت سيطرة المسلحين على مدى أشهر طويلة. كما يوجد آخرون وقد فروا من بلدة الحويجة، أحد أبرز معاقل تلك العناصر الواقع في محافظة كركوك القريبة. وافتتحت محافظة نينوى بمساعدة منظمة اليونسيف مخيم جدية في 19 أكتوبر الحالي. وقال محمد سامي أحد المسؤولين عن المخيم: «لدينا 1000 خيمة لاستقبال خمسة آلاف شخص، لكننا سنضاعف ذلك، والأمر الأهم لدينا هو توفير الحمامات والمياه». على بعد كيلومترات قليلة، أقام جنود عراقيون حاجز تفتيش لاستقبال النازحين الذين تمكنوا من التسلل عبر خطوط المواجهات باتجاه ممرات فتحتها القوات العراقية. وتتولى القوى الأمنية التدقيق مع النازحين، لمنع تسلل مسلحين مع الفارين، الذين يعانون نقصا في المواد الغذائية ويبحثون عن مكان آمن للإقامة. وقال أحد النازحين: «إذا كنت مع تنظيم الدولة تستلم كل ما تحتاج إليه، لكن الآخرين لا يحصلون على شيء، ولا حتى الطعام بحجة الحصار». واحتشد عشرات المدنيين في العراء بين حطام سيارات، يحملون أكياسا وحقائب مليئة بالملابس والخبز وبعضا من مقتنياتهم. وكانت سحب الدخان الأسود ترتفع على امتداد الأفق من آبار نفط متفرقة، أشعلها المسلحون لدى بداية العمليات ضدهم في يوليو الماضي. وقال أبو جواهر (27 عاما) على مقربة من سيارة إسعاف وصلت من جبهة القتال التي تبعد حوالي عشر كيلومترات: «هرب الجهاديون من قريتنا جنوب الموصل، منذ أربعة أيام عند الليل لتجنب القوات العراقية المحاصرة» للمنطقة. وتابع: «لكننا بقينا محاصرين بلا طعام ولا ماء... بعضنا قرر مغادرة القرية وبقي آخرون لرعاية أغنامنا». بعد ذلك وصلت شاحنة صغيرة تحمل مدنيين تكدس بعضهم وقوفا في القسم الخلفي، بينما كان أحدهم يحمل راية بيضاء. ويقول أحمد ماجد: إنها «عملية تحرير حقيقية» ينتظرها منذ يونيو 2014، تاريخ الهجوم الذي تعرضت له مدينته سامراء على بعد نحو 250 كيلومترا من المكان، والتي تعرض خلالها «للخطف». ويروي لفرانس برس: «عند انسحابهم، أجبرونا على مرافقتهم، وأمرونا بالإقامة في قرية قرب الموصل تحت سيطرة الخلافة التي أعلنوها». وسيتم توزيع هؤلاء النازحين بعد خضوعهم للتفتيش إلى أحد المخيمات التي أعدت في المنطقة. وقالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الاثنين: إنها ستكون قريبا قادرة على توفير 30 ألف خيمة تكفي 150 ألف نازح.;

مشاركة :