استشهد رجلا أمن من قوة أمن المنشآت في المنطقة الشرقية (السعودية) صباح أمس، بعدما أطلق مجهولون النار عليهما أثناء خروجهما من أحد المطاعم في طريق الملك سعود بالدمام، في طريقهما إلى مقر سكنهما في الحي ذاته. وأظهرت تحقيقات أن ثلاثة مسلحين كانوا يستقلون سيارة، استهدفوا برشاش رجلي الأمن. وقال المتحدث الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية العقيد زياد الرقيطي، في بيان أمس: «عند الساعة الـ12 بعد منتصف ليل الاثنين وأثناء توقف رجلي أمن من منسوبي قوات أمن المنشآت بسيارة خاصة عند أحد المواقع التجارية في شارع الملك سعود في حي الضباب بمدينة الدمام تعرضا لإطلاق نار كثيف من مصدر مجهول ما نتج منه استشهادهما». وأضاف أن الجهات المختصة باشرت إجراءات الضبط الجنائي لهذه الجريمة، التي لا تزال محل المتابعة الأمنية وتحديد دوافعها والمتورطين فيها. وعلمت «الحياة» أن الشهيدين أحدهما برتبة جندي، والآخر برتبة جندي أول، ويعملان ضمن قوة أمن المنشآت المكلفة بتأمين مصفاة «أرامكو» في محافظة رأس تنورة. وتواصل الجهات الأمنية تحقيقاتها بحثاً عن منفذي الهجوم، كما فرضت طوقاً أمنياً في موقع الحادث. وكشفت وزارة الداخلية السعودية أمس، أن مطلوباً أمنياً منذ 8 أعوام بادر إلى تسليم نفسه لها خارج المملكة. وقال الناطق الأمني في وزارة الداخلية اللواء منصور التركي إن «المطلوب إلى الجهات الأمنية أسامة علي عبدالله دمجان، المُعلن اسمه على قائمة الـ85 مطلوباً، اتصل بالجهات الأمنية في المملكة، مبدياً رغبته في العودة وتسليم نفسه إلى الجهات الأمنية». ولفت التركي إلى أنه تم ترتيب وتنسيق عودة المطلوب دمجان، ووصوله صباح الثلثاء، وتم إخضاعه إلى فحص طبي، وترتيب التقائه بذويه، في إطار الجهود الأمنية الرامية لمتابعة المطلوبين خارج السعودية، ودعوتهم إلى العودة وتسليم أنفسهم. وأوضح التركي أنه ستتم معاملة دمجان «وفق الأنظمة المرعية»، مجدداً دعوة وزارة الداخلية إلى «المطلوبين والمغرر بهم كافة ممن اتضحت لهم الرؤية حيال ما يُراد بهم من رموز الفتنة والفساد إلى العودة إلى رشدهم والكف عن الانسياق خلف من يسعى لاستخدامهم أدوات يحقق بها أهداف أعداء الدين والوطن، والمبادرة بتسليم أنفسهم إلى الجهات الأمنية». يُذكر أنه في شباط (فبراير) 2009، أصدرت وزارة الداخلية السعودية بياناً، ذكرت فيه أنه تم التعرف إلى حوالى 85 مطلوباً أمنياً، من ضمنهم دمجان واثنان من الجنسية اليمنية والبقية من المواطنين جميعهم في الخارج، مشيرةً إلى أنها تنسق مع «الإنتربول» لتعقبهم. ونوهت في وقت لاحق إلى أن من سلموا أنفسهم بلغ عددهم 15 مواطناً. وبعد أقل من عامين على إعلان قائمة الـ85 مطلوباً أمنياً، كشفت «الداخلية» عن قائمة الـ47 وهي خامس قائمة يتم إصدارها لمطلوبين أمنيين، منذ بدأ تنظيم «القاعدة» نشاطه في 12 أيار (مايو) 2003، وذلك بعد أربع قوائم ضمت 166 إرهابياً، بعضهم تمت تصفيته، والبعض الآخر قام بتسليم نفسه، بينما لا تزال هناك مجموعات طليقة، جميعها خارج البلاد.