يبقى تصريح المسؤول هو الأساس في التلفزيون والفيديو والصحف والكاميرات الشخصية هو المحرك، حوار الوزراء الأخير أعاد للتلفزيون أهميته والذين هجروا التلفزيون من زمن عادوا لمشاهدة القنوات الرسمية، والذين فكروا في وداع الصحف الورقية والإلكترونية عادوا يبحثون عن الحقيقة قراءة ومتابعة بعد أن زاحمتهم المواقع والمقاطع والنصوص ومجموعات الزملاء والأصدقاء والقرايب. حوار الوزراء مع داود الشريان وتصريحاتهم حرّك (كوامن) الناس وتنطّقت رجل الشارع الذي كان ساكتاً ولا يشارك، أما لماذا فلان الزمن تحول وأصبح المواطن مشارك بالرأي، ويستطيع التعبير عبر وسائل عدة دون الحاجة لوسيط. بعض المسؤولين يتحدث باستمرار مع زملاء العمل ومع الموظفين بكل أريحية، لكنه لم يفحص نفسه مع الرأي العام والجمهور، لذا تحدث أخطاء فادحة للجهاز والمسؤول عند المواجهات الجماهيرية. فيما مضى كانت المواجهة بين المسؤول والنخب المثقفة والأكاديميين، أما في الوضع الراهن المواطن لا يريد وسيطاً أو من يتحدث عنه أو من يكون عنه بالنيابة، المواطن يملك وسيلته، وأدواته الإعلامية بين يديه يستطيع التعليق أو ينقل (منقول) أو يغرد في أي موضوع متى أراد. صحيح أن هناك شرطة إلكترونية للمتجاوزين ومن يريد الإضرار بالمجتمع والآخرين، ومن يريد تحويل وسيلة التواصل إلى ترويج الفوضى والممنوعات، فكان لا بد من شرطة للإنترنت، ما عدا ذلك يستطيع الجميع التعبير ورد وكشف المسؤول الذي يريد أن يمرر ما يراه مناسباً لتوجهاته، وما تراه إدارته. نحن في فترة صعبة وحساسة بسبب محاصرة الأعادي لمنطقة الخليج والمنطقة العربية، فالحملة الشرسة على: الدين الإسلامي والعرب والسنة. ومحاولة الحصول على المكاسب السريعة قبل أن تسترد الحكومات والشعوب العربية أنفاسها حين غرقت في ربيعها العربي عام 2010م، لذا فالمطلوب هو المسؤول (الرشيد) الذي يخاطب الرأي العام بوعي وتحضير دقيق، ومطلوب الإعلامي (الرشيد) الذي يفعل ويخلق المادة الإعلامية، ومطلوب (الرشيد) الناقل النشط في التواصل الاجتماعي أثناء نقل الأحداث. أوطاننا لا نرهنها أو نعيرها لأحد هي مسؤولية وأمانة نحافظ عليها مهما كلّفنا الثمن.
مشاركة :