حذر مايكل ويس، المحلل والكاتب الأمريكي ومؤلف كتاب "داعش.. من داخل جيش الرعب"، من إمكانية تعرض أوروبا لموجة قاسية من الهجمات يشنها عناصر من تنظيم داعش سبق أن تسللوا إلى دولها، مؤكدا أن التنظيم دأب على اتباع تلك الاستراتيجية لتشتيت الانتباه عن خسائره الميدانية. وقال ويس، في مقابلة مع CNN، ردا على سؤال حول رأيه إزاء التحذيرات من موجة هجمات جديدة في العالم مع عودة مقاتلي داعش من مناطق القتال إلى سوريا والعراق: "أجل. هذه المخاوف مشروعة، لأن داعش يفضل دائما تشتيت التركيز في ميدان المعركة على خسائره من خلال شن هجمات بأماكن لا يتوقعها أحد، وقد رأينا ذلك على مستويات إقليمية ودولية." واستدل على صحة موقفه بالقول: "إذا نظرنا إلى ما فعله التنظيم منذ بدء معركة الموصل سنجد أنه هاجم كركوك وضرب بلدات في الأنبار، وبذلك تسبب في تشتيت بعض القوات التي كانت على جبهات القتال." وأضاف: "أما بالنسبة للهجمات خارج العراق، فإن داعش دأب على ضرب أهداف في الغرب للتغطية على خسائره، ونحن لذلك نسمع تحذيرات المسؤولين الغربيين من إمكانية وقوع هجمات في فرنسا وبلجيكا وإيطاليا وإسبانيا، أعتقد أن هذه الدول هي ميادين الاستهداف الأكبر لإرهاب داعش في أوروبا." وحول هوية العناصر التي قد تشارك بالهجوم وما إذا كان التنظيم سيعتمد على مقاتليه مباشرة أو على متعاطفين مع أفكاره رد المحلل السياسي الأمريكي بالقول: "الأمر يتعلق على الأغلب بعناصر مرتبطة مباشرة مع داعش. التنظيم يرسل عناصر إلى أوروبا منذ عام 2013، أي حتى منذ فترة التحضير لقيام خلافته المزعومة، وقوات الأمن الأوروبية تعرف عدد المقاتلين الذين عادوا من ميادين القتال ولديهم خبرات عسكرية وهم الآن خلايا نائمة موزّعة في أوروبا." وعن مدى معرفة المخابرات الغربية بتحرك عناصر داعش طالما أنهم قد دخلوا أوروبا منذ أشهر قال ويس إن أجهزة الأمن تربط معلومات جمعتها من بلدات كانت بين يدي التنظيم مضيفا: "كلما ازداد الضغط الميداني على داعش سيكون لدى التنظيم مشاكل أكبر في الحفاظ على سرية عمل خلاياه النائمة. الوضع في أوروبا أخطر من الوضع في أمريكا لأن هناك مئات المقاتلين من فرنسا مثلا والذين سيعودون إليها ويمكنهم التخطيط لشن هجمات كبيرة."
مشاركة :