لا يزال العقم الهجومي للأهلي هو أخطر ما يهدد مسيرة الفريق منذ فترة طويلة بالرغم من تعاقب أكثر من مدرب، ورغم تغلب حسام البدري على الأمر منذ انطلاق الموسم إلا انه سقط في فخ التعادل السلبي أمام بتروجيت. البدري حاول تغيير الطريقة أمام الفريق البترولي لعله يجد ضالته، خاصة وأن مهاجمي الفريق جميعًا لا يظهرون بالشكل الأمثل، ما يدعوه للتغيير فليس لديه ما يخسره، أو بالأحرى لا يوجد لديه لاعب يستطيع فرض نفسه على التشكيل الأساسي ومن ثم تثبيت طريقة اللعب. خطة جديدة بدأ البدري اللقاء بخطة لعب 4-3-3 وهي مغايرة عن الطريقة التي اعتاد اللعب بها منذ توليه مسئولية الأهلي بـ4-2-3-1، ليس ذلك فحسب بل قام بتغيير مراكز أكثر من لاعب.. كيف؟ لعب البدري برباعي في الخط الخلفي، سعد سمير ومحمد نجيب وصبري رحيل وأحمد فتحي، وفي وسط الملعب حسام عاشور وعمرو السولية و(كريم نيدفيد ؟)، وفي الأمام جونيور أجاي وخلفه قليلا على اليمين مؤمن زكريا وعلى اليسار (عبدالله السعيد؟). ماذا أراد البدري؟ رهان جديد دفع البدري بكريم نيدفيد كلاعب وسط ثالث يميل للجبهة اليمنى كثيرًا من أجل الاستفادة منه في شقين، الأول انطلاقاته الهجومية حين يمتلك الفريق الكرة نظرًا لطبيعته الهجومية فهو في الأساس لاعب هجومي وليس دفاعي، والأمر الثاني هو تأمين خروج أحمد فتحي الذي يعتمد عليه البدري كثيرًا هجوميًا في ظل المستوى المتردي الذي يقدمه الظهير الأيسر صبري رحيل. كذلك غير البدري من توظيف السعيد كصانع لعب إلى مركز الجناح أو المهاجم المتأخر في كثير من الأحيان، أراد البدري اقتراب السعيد من مناطق الخطورة لدى بتروجيت مستغلا رأسياته أو أحد تسديداته كذلك دخوله كمهاجم ثان.. لكن هل نجح نيدفيد والسعيد في القيام بدورهما؟ لم يقم نيدفيد بالدور الهجومي وذلك لانشغاله بالأدوار الدفاعية بشكل أكبر وذلك لتواجد ناصر ماهر لاعب بتروجيت في نفس المكان تقريبًا للعب خلف أحمد فتحي الذي يتقدم للأمام كثيرا ما أثقل مهمة نيدفيد الدفاعية وبدا كأنه لاعب وسط بأدوار دفاعية فقط الأمر الذي أثر بشكل كبير على هجوم الأهلي. لاحظ نيدفيد دائما ما تقيد بالدور الدفاعي أمام فتحي وفي وسط الملعب خاص وأن بتروجيت كدس أغلب لاعبيه في وسط الملعب. أما السعيد فبدا واضحا أنه لا يجيد إلا في مركز صانع اللعب من عمق الملعب وتواجده على الأطراف يضعف من قوته الهجومية كثيرًا. شاهد.. كان السعيد دائما على أطراف الملعب قبل أن يعود لمركزه المعتاد في الشوط الثاني لدقائق سبقت خروجه. أمام انخفاض مستوى السعيد وإنهاك نيدفيد دفاعيًا ظهرت معظم الخطورة الهجومية للأهلي من محاولات أجاي ومؤمن فقط انتظارا لتمريرات السولية أو انطلاقات فتحي ما أثر بشكل كبير على المردود الهجومي، لاسيما وأن مؤمن أهدر فرصتين كانتا كفيلتين بإنهاء الأمور مبكرًا. مؤمن زكريا في أحد التدريبات قام بتنفيذ جملة طلبها البدري مثل التي لعبها مع اجاي لكنه بدلا من الانطلاق في العمق، ركض ناحية الطرف ما جعل البدري يوقف المران ويطالبه بالتحرك خلف المهاجم بشكل مستقيم للعمق، ربما يبدو الأمر بديهي ولا يحتاج لتعليمات وهذه مشكلة أخرى تواجه البدري عدم فهم اللاعبين للدور الهجومي وتنفيذه بشكل جيد. شاهد انطلاقة مؤمن للعمق أجبرت أجاي على التمرير بدلا من النقلات العرضية الغير مجدية، وهو ما خلق فرصة هدف مؤكدة. تدخلات البدري أمام سوء الحظ الذي لازم اللاعبين وإهدار أكثر من فرصة سهلة، تدخل البدري مجددا وعدل طريقة اللعب بعد خروج نيدفيد ونزول وليد سليمان، ليعود السعيد كوسط مهاجم أمام السولية وعاشور ويتقدم وليد كجناح، لتصبح الطريقة 4-2-3-1 كالمعتاد، ثم شارك صالح جمعة كبديل للسعيد، وغالي على حساب السولية، في تغييرين تقليديين للغاية، وكان أولى الدفع بعنصر هجومي أكثر للطغط على بتروجيت خاصة وأن الفريق البترولي كان يضغط بشكل متقدم أي أنك بحاجة لزيادة عددية تردع هذا التقدم وتعيده للخلف. شاهد هذه الحالة، مؤمن يمرر لوليد ويتسلمها مجددا، أجاي يتحرك بشكل مثالي ويشير للاعبي الأهلي للتحرك في هذه المساحة التي خلت من صالح جمعة بديل السعيد أو غالي بديل السولية وكلاهما كانا كثيرا ما يتواجدان في هذه المنقطة،(يفترض أن يتحرك صالح أقرب اللاعبين للعمق مثلما موضح في الصورة، لكنه تأخر كثيرًا)
مشاركة :