توصل مجموعة من العلماء إلى أول علاج ناجح لمرض التوحد، بعد تدريب الآباء والأمهات على أفضل الطرق للتعامل، وتلبية احتياجات أطفالهم، الذين يعانون من هذا المرض. نشرت صحيفة ذا تليجراف، دراسة أجراها مجموعة من الباحثين بجامعة مانشستر، وكينجز كوليدج لندن، وجامعة نيوكاسل، والتي أظهرت أول تأثير المدى الطويل من التدخل المبكر لمرض التوحد. استخلص الباحثون، في الدراسة المنشورة في مجلة لانسيت الطبية، نتائج رائعة ولافتة للنظر وطويلة الأجل، بعد خضوع الأطفال المصابون بالتوحد لبرامج اتصال مكثفة، والتي تهدف خروجهم من قوقعتهم. تعتبر هذه الدراسة، أكبر تجربة عشوائية، حيث تتبعت 152 أسرة لمدة 6 سنوات، وبدأت حين كانت أعمار الأطفال بين سنتين وأربع سنوات من العمر، وقسمت الأسر إلى مجموعتين، وخضعت المجموعة الأولى إلى تدريبات التواصل والتفاعل بين الأطفال والآباء، فيما يتم توجيهم لأفضل السبل للرد في كل موقف. في المجموعة الأولى، انخفضت نسبة الأطفال الذين يعانون من أعراض حادة من 55% إلى 46% على مدى 6 سنوات، في الوقت الذي عانت منه المجموعة الثانية، مشكلات متفاقمة وارتفاع نسبة الأعراض الحادة للتوحد عند الأطفال من 50-63 % بحلول نهاية الدراسة، عندما كانت أعمارهم تتراوح بين 7 و11. تضمن التدريب، 12 جلسة للآباء والأمهات، لكل واحدة واجب منزلي، هو قضاء 30 دقيقة مخطط لها مع أطفالهم، بتوجيهات الخبراء الذين يتابعوهم عبر الفيديو، كما درس أولياء الأمور استراتيجيات الرد على الأطفال. وصف معد الدراسة البروفيسور جوناثان جرين، وأستاذ الطب النفسي للأطفال والمراهقين بقسم علم الأعصاب وعلم النفس التجريبي جامعة مانشستر، النتائج أنها على النحو لافت للنظر، مضيفًا نتائجنا مشجعة، لأنها تمثل تحسنًا في الأعراض الأساسية للمرض التوحد، كان يعتقد في السابق أنها مقاومة للتغيير.
مشاركة :