صحيفة المرصد: أكد الكاتب الحصري لصحيفة المرصد، البروفيسور صالح بن سبعان، أن العقاب بالنسبة للفرد يعتبر وخزة للضمير الميت أو الخامل ليستيقظ من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنه تذكرة للمرء إذا ما نسي أو غفل أو تغافل عن حقيقة أن الإنسان مسؤول عن أفعاله شراً كانت أم خيراً. وقال بن سبعان إن العقاب بالنسبة للجماعة عندما يوقع بأحد أفرادها، فإن ذلك يصبح رادعاً لئلا يسقط غير المُعاقب في فعل مشابه، كما أنه يشيع الشعور بالأمان والطمأنينة بين الجماعة. وأضاف: من الملاحظ تاريخياً أن حدة وشدة وقسوة العقاب خلال مسيرة الجماعات البشرية كانت تتدرج وما زالت نزولاً وتلطفاً، وتابع: ففي بعض المجموعات النيلية في جنوب السودان كان السارق يوثق إلى عمود وتشعل حوله النيران ويدور حوله رجال القبيلة ومحاربوها بحرابهم ويوسعونه طعناً وهم يؤدون رقصة طقسية حتى يموت. وقال البروفيسور إن الفراعنة كانوا يقطعون كف الكاتب المزور، كما أنه في الشريعة الإسلامية يرجم الزاني والزانية المحصنان حتى الموت وتقطع يد اللص، مشيرا إلى أن عقوبة الإعدام على الجرم السياسي في عهد الخليفة عبد الله التعايشي تتم بالضرب بالعصي الثقيلة. وقال: والآن كما نرى – فقد أخذت كثير من الدول بمبدأ إلغاء عقوبة الإعدام، وبعضها يحاول أن يتلطف في تنفيذه مثل الولايات المتحدة حيث يتم عن طريق حقنة. ويرى بن سبعان أن الضرب يبدو آلية تربوية على شيء من القسوة، موضحا أنه من الضرورة الحفاظ على الحدث والمجتمع يفرضه أحياناً، وتابع: لا أرى مانعاً يحرمه في ظل انفلات وانحراف سلوكي استطار شره، وتعدى تأثيره وأذاه حدود بيت الجانح ليطال المجتمع وأبناء الناس الآخرين ممن يبذلون جهداً جهيداً لتربية أبنائهم وتنشئتهم بطريقة قويمة. وأضاف بن سبعان: وما علينا سوى أن نراجع ما تنشره الصحف هذه الأيام عن حوادث الاعتداءات الجنسية على الأطفال من مراهقين لم يحسن آباؤهم تربيتهم، ليستبين لنا مدى خطر هؤلاء المجرمين الصغار. واستنكر البروفيسور تطاول تلاميذ المتوسطيات والثانويات بالضرب على معلميهم، معلقاً: وللأسف نجد في بعض هذه الحالات، ليس تواطؤ الآباء والأمهات، بل واشتراكهم في الاعتداء بالضرب والشتم والسباب على المعلمين والمعلمات.
مشاركة :