أمل سرور يمثل مهرجان الشارقة السينمائي الدولي تظاهرة سينمائية عربية موجهة إلى براعم المستقبل، تحتضنها الإمارة الباسمة، عاصمة الثقافة الإسلامية والسياحة والصحافة العربية، احتفاء بالفن السابع، باعتباره ذلك الفن الذي يوثق لتاريخ وثقافات الشعوب. يعرض المهرجان في دورته الرابعة 121 فيلماً من 33 دولة، ما يشكل تحدياً رئيسياً أمام لجان التحكيم، لاختيار القائمة القصيرة المرشحة للفوز بجوائز هذا العام ضمن 8 فئات، هي: أفضل فيلم من صنع الأطفال، وأفضل فيلم طلابي، وأفضل فيلم إماراتي، وأفضل فيلم قصير من الخليج، وأفضل فيلم عالمي قصير، وأفضل فيلم رسوم متحركة، وأفضل فيلم وثائقي، وأفضل فيلم روائي طويل. علماً بأن جميع الأفلام موجهة في المقام الأول إلى شريحة الأطفال حتى عمر 12 عاماً، وللناشئين من عمر 13 وحتى 18 عاماً. تُرى ما هي المعايير التي يحدد على أساسها أعضاء لجان التحكيم نجاح الفيلم وحصوله على الجائزة؟ وما هي المعوقات التي تواجههم طوال طريق الوصول إلى النهائيات خصوصاً مع زيادة عدد الأفلام المشاركة هذا العام؟ تلك وغيرها أسئلة يجيب عليها هنا عدد من أعضاء لجان تحكيم المهرجان. البداية مع المخرج الإماراتي عبدالله حسن، الذي يمتلك خبرة تتجاوز 12 عاماً في مجال الإخراج والإنتاج السينمائي، والذي تحدث قائلاً: التحديات التي واجهتنا تمثلت في العدد الكبير من الأفلام المشاركة والنوعية المتميزة لهذه الأفلام، ما جعل من التحكيم عملية معقدة نوعاً ما، إذ إننا قمنا بمشاهدة وتقييم واختيار الأفضل من بين أعمال كثيرة مصنّفة بين أفلام روائية قصيرة وطويلة، وأفلام وثائقية، ورسوم متحركة. وعن المعايير التي تعتمد في هذا الإطار، قال عبد الله حسن: نحن كمحكمين نتطلع إلى أفلام روائية ممتعة، وجذابة في لغتها السينمائية التعبيرية، وفريدة في لهجتها، لكن نظراً إلى طبيعة المهرجان، فإننا نهتم أيضاً بمدى القدرة الفنية للفيلم على إيصال القيم الأخلاقية بقوة، إلى الشريحة الجماهيرية المستهدفة. وأشار حسن إلى أهم الموضوعات اللافتة للأنظار في دورة هذا العام من المهرجان: ليس جديداً على الشارقة السينمائي الاهتمام بالأفلام التي تخص اللاجئين وحقوق الطفل في العالم، لكن هذه الدورة كان الموضوع الشاغل لنا هو الأفلام التي صنعها أطفال اللاجئين السوريين في لبنان، والتي عبروا من خلالها عن معاناتهم، وكان المميز فيها أنها استطاعت أن تجمع بين الألم والأمل. د.شاهين يزداني، الإيراني المولد، وهو صاحب شهرة عالمية، كتب العديد من السيناريوهات لأفلام شهيرة، وشارك في مهرجانات سينمائية ومعارض فنية ومؤتمرات خاصة بالإعلام، وكذلك في عروض الشوارع دولياً، وعمل في الإمارات على إنتاج العديد من مشاريع الأفلام الطلابية الفائزة، وكان عضواً في لجان التحكيم في الدورات السابقة من المهرجان. وعن عمله كمحكم هذا العام قال: نحن أمام مهمة صعبة في هذه الدورة من الشارقة السينمائي، تتمثل في تقييم العديد من الأفلام المشاركة، واختيار الفائزين بجوائز المهرجان لهذا العام، وآمل أن نتمكن أنا وزملائي من الارتقاء إلى مستوى التحدي، وأن نتحمل هذه المسؤولية على أساس النزاهة والشفافية والمهنية. وعن كواليس عمليات الاختيار، أشار إلى أن أعضاء لجان التحكيم يمكن أن يختلفوا أو تنقسم آراؤهم، لكن المهم الوصول إلى درجة من التفاهم والتناغم والقدرة على الإقناع لكي نصل في النهاية إلى قرارات صحيحة تتوج الفائز عن حق. وعن مشاركة الأطفال والشباب في الدورة المقبلة، أعرب يزداني عن سعادته الغامرة بذلك، قائلاً: خطوة ذكية وناجحة تضيف إلى رصيد المهرجان. وأضاف: الورش والفعاليات التي يقدمها المهرجان في نسخته الرابعة، تجعلني أقول إنه قد وصل إلى مرحلة عالية من النضج والرقي، ليستحق لقب العالمية. ثالث أعضاء لجان التحكيم الذين التقيناهم، فردوس بلبلة، التي نالت العديد من الجوائز في مجال الإنتاج والإخراج والتدريب السينمائي والإعلامي، وترأست مجلس إدارة مؤسسة إذاعة الأطفال في إفريقيا، والتي تشارك في المهرجان للمرة الأولى كعضو في لجان التحكيم، قالت: سعيدة بمشاركتي في هذا الحدث السينمائي العربي والإقليمي والدولي، وتشرفت بأن أكون أحد أعضاء لجنة التحكيم، وقد أعجبت بجودة أفلام المهرجان وتنوع محتواها، ولاسيما الأفلام الممثلة للإمارات والشرق الأوسط، والتي شكلت مصدر إلهام خاص بالنسبة لي، وقدمت لمحة فريدة عن العالم، كما أن قضايا الأطفال تم تناولها بحس مرهف وذكاء. وتابعت أن التحدي يكمن دائماً في إنتاج أفلام سواء عن الأطفال أو لهم، وكلاهما مهم وحيوي. وفي جميع الأحوال فإن العمل على إعداد محتوى للأطفال يمثل مجالاً بالغ التخصص، حيث يتولى المخرج مسؤولية التركيز على الطفل.
مشاركة :