نشرت صحيفة «هافينجتون بوست» الأميركية مقالا عن موجة الغضب التي اجتاحت مصر، في أعقاب فيديو لسائق توك توك غاضب بسبب سوء الأوضاع وارتفاع الأسعار، واعتبر أكثر مقاطع الفيديو انتشارا في مصر. يشير المقال إلى أن صفحات التواصل الاجتماعي الموالية للحكومة تجاهلت كلمات السائق والغضب الذي أشعله الفيديو في الآلاف من الناس، وادعت أن السائق ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين وليس سائق توك توك. تقول كاتبة المقال منة الناقة: إنه بغض النظر عن كون السائق ينتمي للإخوان، ألم تكن كلماته قوية؟ ألم يتكلم نيابة عن آلاف آخرين؟ ألم تزلزل كلماته وسائل الإعلام الاجتماعي لأنها استرعت انتباهنا جميعا للواقع الأسود؟ وأضافت: الناس يتضورون جوعا في الشوارع، ووجود البرجوازية والبروليتاريا يخرج عن نطاق السيطرة. ووصل الدولار الأميركي تقريبا إلى 15 جنيها في السوق السوداء. أعضاء البرلمان والوزراء تقريبا لا يفعلون شيئا على الإطلاق لمساعدة الناس، لدرجة أن الحكومة لا تستطيع الآن توفير سلع أساسية مثل الأرز والسكر، كما ذكر السائق. وتابعت: تعمل وزارة الداخلية بكل ما أوتيت من قوة، لقمع الناس ونشر الأكاذيب وإجبار المراهقين والشباب الآخرين على قضاء حياتهم في السجن. وجنود الجيش الشباب يقتلون على الحدود بين الحين والآخر لأن النظام مشغول جدا في القمع والسرقة والتدمير، بدلا من رعاية الجنود. وتساءلت: ألم يحن الوقت للتوقف عن التظاهر بأن كل شيء على ما يرام في مصر؟ لم يصبح الوضع سيئا فقط بل قبيح ورهيب ومخز ومرعب. لا يجب أن تكون مصر هكذا أو أن يحكمها نظام مثل هذا. وأضافت: ألم يحن الوقت للبدء في العمل على إطعام أولئك الذين يتضورون جوعا؟ ألم يحن الوقت لمواجهة الواقع ومعالجة القضايا التي من شأنها أن تكون سببا في تدمير هذا البلد؟ ألم يحن الوقت لوقف القمع وإطلاق سراح أولئك الذين يقضون حياتهم في السجون الظالمة؟ وختمت مقالها بالقول: الناس لن يصبروا كثيرا. الغضب يتراكم مع كل ساعة ودقيقة وثانية، وبمرور الوقت سيثور البركان بعد أن يكون قد فات الأوان لإنقاذ أي شيء في هذا البلد.;
مشاركة :