النفط دون 50 دولارا للبرميل للمرة الأولى في 3 أسابيع بضغط ارتفاع المخزونات

  • 10/27/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

واصلت أسعار النفط تراجعها في الأسواق الدولية لتهبط دون 50 دولارا للبرميل لأول مرة في ثلاثة أسابيع أمس، وسط بيانات مفاجئة عن ارتفاع المخزونات النفطية الأمريكية والمخاوف بشأن عدم التوصل إلى اتفاق لخفض الإنتاج في اجتماع منظمة "أوبك" المقبل في فيينا. واعتبر بعض المختصين أن منح وضع استثنائي لبعض الدول قد يضعف أي اتفاق بشأن خفض الإنتاج ويجعله هزيلا فيما تركز روسيا على فكرة تجميد الإنتاج كحل لتعافي السوق. وتضم قائمة الدول التي ترغب في الاستثناء من خفض الإنتاج العراق وإيران ونيجيريا وليبيا وفنزويلا وإندونيسيا – بحسب تقديرات مراقبين في السوق -. إلى ذلك، يقوم محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" بجولة تشمل الإمارات والكويت خلال الأسبوع الأول من الشهر المقبل في إطار تكثيف الاتصالات والمشاورات مع الدول الأعضاء في المنظمة لبحث آليات تنفيذ اتفاق الجزائر والخاص بخفض إنتاج دول المنظمة وذلك قبل أسابيع قليلة من عقد الاجتماع الوزاري المرتقب رقم 171 لمنظمة أوبك في فيينا في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. في سياق متصل، أكد حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي أنه لا تزال هناك فرصة لبلاده لحل الخلاف الحالي مع منظمة "أوبك" حول مستوى الإنتاج وفكرة خفض الإنتاج خلال الاجتماع الوزاري المقبل للمنظمة في فيينا الشهر المقبل. وأوضح باركيندو خلال مؤتمر صحافي مع العبادي في بغداد أن "أوبك" تواجه أكبر تحد لها عندما يناقش الأعضاء في الشهر المقبل خفض الإنتاج اللازم لتحقيق التوازن في سوق النفط. من جانبه، قال جبار لعيبي وزير النفط العراقي إن بلاده تدعم جهود "أوبك" خاصة في التعامل مع ظروف سوق النفط الحالية مشيرا إلى التزام العراق بالعمل جنبا إلى جنب مع بقية الدول الأعضاء في "أوبك" وخارجها للمساعدة في تحقيق استقرار وتوازن سوق النفط. وأوضح لعيبي أن زيارة الأمين العام موضع تقدير وترحيب من الحكومة العراقية، مشيرا إلى أن هذه الزيارة تأتي في الوقت الذي تعمل فيه بلاده بجد لتطوير صناعتها النفطية. وأعرب باركيندو عن سعادته بزيارة العراق وهي الدولة التي شهدت ميلاد المنظمة عام 1960 مشيرا إلى أن بغداد لعبت ولا تزال تلعب دورا مهما جنبا إلى جنب مع الدول الأعضاء الأخرى في "أوبك" في المساعدة على تحقيق الاستقرار في السوق وتحقيق مصالح وتطلعات جميع المنتجين، وكذلك المستهلكين. وبحسب أمين "أوبك" فإن سوق النفط تعرض لهزة عنيفة ما بين حزيران (يونيو) 2014 وكانون الثاني (يناير) 2016 وانخفض سعر سلة "أوبك" بنسبة 80 في المائة وهو أكبر نسبة هبوط في ست دورات عايش فيها السوق الانخفاض الحاد في الأسعار خلال العقود الثلاثة الماضية. وأكد باركيندو أنه من المهم أن ندرك أن الدورة الحالية للنفط أدت إلى انخفاض حاد في الاستثمارات النفطية، مشيرا إلى أن الإنفاق العالمي على التنقيب والإنتاج انخفض بنسبة نحو 26 في المائة في 2015، ويتوقع حدوث انخفاض آخر بنسبة 22 في المائة هذا العام، وهو ما يعادل أكثر من 300 مليار دولار. وشهد نشاط باركيندو في العاصمة العراقية بغداد أمس نشاطا واسعا شمل اتصالات مع رئيس الدولة فؤاد معصوم واستكمال المشاورات مع رئيس الوزراء حيدر العبادي ومع بعض قيادات الكتل البرلمانية العراقية. من جانبه، أوضح لـ "الاقتصادية"، سيفين شيميل مدير شركة "في جي إندستري" الألمانية، أن تحرك "أوبك" سريعا لإجراء مباحثات مع الحكومة العراقية جيد مضيفا أن الموقف العراقي المفاجئ لن يقوض جهود التعاون بين المنتجين كما أنه من الطبيعي أن تسعى كل دولة لخدمة مصالحها مشيرا إلى أن المفاوضات في الأيام المقبلة ستؤدي إلى تعديلات في مواقف المنتجين مرجحا أن يتجاوب الجميع مع فكرة العمل المشترك من أجل تنشيط وتوازن السوق. من ناحيته، يقول لـ "الاقتصادية" ألكس فولر مدير تنمية الأعمال في مبادرة الطاقة الأوروبية، إن اجتماع فيينا المقبل من الاجتماعات التي يتم الإعداد لها بشكل مسبق وجيد حيث تشهد الفترة الحالية حراك واسع في الاتصالات بين المنتجين حيث يقوم أمين أوبك باتصالات واسعة في العراق ودول الخليج قبيل انعقاد الاجتماع وهو ما يعني أن اتفاق الجزائر سيرى النور قريبا بعد تقريب وجهات النظر بين المنتجين كافة. وأشار فولر إلى أن منح وضع استثنائي لعدة دول مثل العراق وإيران وليبيا وفنزويلا ونيجيريا واندونيسيا سيفرغ بالفعل الاتفاق من مضمونه لأن هذه الدول تمثل تقريبا نصف أعضاء "أوبك" ولكن يمكن منحها حصة أقل تقديرا لظروفها واحتياجاتها الاقتصادية لافتا إلى أن الطرح الروسي بشأن الاكتفاء بتجميد الإنتاج هو طرح جيد أيضا خاصة إذا تم الاتفاق على الالتزام بالتجميد لفترة طويلة. إلى ذلك، قال لـ "الاقتصادية" رالف فالتمان المحلل بشركة "إكسبرو" للخدمات النفطية، إن السوق تأثرت سلبا من الارتفاع المفاجئ في المخزونات الأمريكية وهو ما يجدد المخاوف من تخمة المعروض وضعف مستوى الطلب مشيرا إلى وجود أزمة ثقة بين المنتجين وهو يجعل التوافق على التحرك المشترك يواجه صعوبات كثيرة منوها إلى ضرورة أن يكون اجتماع فيينا بمنزلة انطلاقة جديدة لمرحلة من التعاون والثقة المتبادلة لمصلحة استقرار السوق وازدهار الصناعة. وهبطت الأسعار أمس لليوم الثالث على التوالي دون 50 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 3 تشرين الأول (أكتوبر) مع تنامي شكوك المستثمرين في أن توافق الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" على تخفيض الإنتاج في الوقت الذي سجلت فيه المخزونات الأمريكية زيادة كبيرة ومفاجئة. وفي ظل توقعات باستثناء إيران ونيجيريا وليبيا من الاتفاق إضافة إلى فنزويلا وإندونيسيا التي قالت شركة إنتاج النفط الحكومية فيها أمس الأول إنها تستهدف زيادة إنتاجها بنسبة 42 في المائة العام القادم تتراجع ثقة التجار والمستثمرين في فرص إبرام اتفاق مؤثر. وبحسب "رويترز"، فقد هبطت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت لأقرب استحقاق 1.05 دولار أو 2.1 في المائة إلى 49.74 دولار للبرميل بعد أن لامست في وقت سابق من الجلسة 49.70 دولار هو أضعف مستوى لها منذ الثلاثين من أيلول (سبتمبر). وتراجعت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 95 سنتا أو 1.87 في المائة إلى 49.01 دولار للبرميل بعد أن هبطت في وقت سابق إلى 48.93 دولار وهو أدنى مستوى منذ الرابع من تشرين الأول (أكتوبر). وأظهرت بيانات المعهد الأمريكي زيادة مخزونات البنزين بينما تراجعت مخزونات المشتقات الوسيطة، مضيفا في تقريره الأسبوعي أن مخزونات الخام ارتفعت 4.8 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 21 تشرين الأول (أكتوبر) لتصل إلى 471.9 مليون برميل متجاوزة توقعات المحللين التي كانت تشير إلى زيادة قدرها 1.7 مليون برميل. وهبطت مخزونات الخام في نقطة تسليم العقود الآجلة في كاشينج بولاية أوكلاهوما 2.3 مليون برميل، وأشارت بيانات المعهد إلى أن مخزونات البنزين زادت 1.7 مليون برميل في حين كان محللون شملهم استطلاع قد توقعوا انخفاضا قدره مليون برميل. وانخفضت مخزونات المشتقات الوسيطة -التي تشمل الديزل وزيت التدفئة - بمقدار 940 ألف برميل في حين كان من المتوقع أن تهبط 1.4 مليون برميل. وأفادت البيانات بأن واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي قفزت 452 ألف برميل يوميا إلى 7.5 مليون برميل يوميا، وعقب صدور تقرير المعهد زادت عقود النفط خسائرها في التعاملات اللاحقة على الإغلاق إلى أكثر من 2 في المائة لتصل إلى 49.42 دولار للبرميل من الخام الأمريكي و50.29 دولار للبرميل من خام برنت.

مشاركة :