نعى رموز كرة القدم في العالم نجم البرازيل كارلوس ألبرتو الذي توفي على إثر أزمة قلبية مفاجئة باغتته في منزله بمدينة ريو دي جانيرو مساء أول من أمس. وأعرب أسطورة كرة القدم البرازيلية بيليه عن شعوره بالأسف لوفاة كارلوس ألبرتو، الذي كان زميلا له في سانتوس ونيويورك كوزموس والمنتخب، الذي توجا معه بلقب كأس العالم 1970 بالمكسيك. وقال بيليه في بيان له: «أشعر بالحزن لوفاة صديقي وأخي كارلوس ألبرتو، أتذكر الأوقات التي كنا فيها معا في سانتوس والمنتخب البرازيلي ونيويورك كوزموس، حيث شكلنا معا ثنائيا حقق انتصارات كثيرة، لقد توجنا بالألقاب مع الفرق الثلاثة». وأضاف بيليه، قائلا: «بكل أسى علينا أن ندرك أن الحياة تستمر، أبعث بتعازي لعائلته». ولعب بيليه وكارلوس ألبرتو جنبا إلى جنب في المنتخب البرازيلي لفترة طويلة، كما تزاملا عشر سنوات في نادي سانتوس بين عامي 1965 وحتى 1975، وفازا معه بلقب الدوري البرازيلي مرتين (1965 و1968). وانتقل اللاعبان الكبيران إلى نادي نيويورك كوزموس الأميركي وحصدا لقب الدوري هناك. ونعى نادي سانتوس في بيان له نجم أفريق السابق قائلا: «ينعى سانتوس ببالغ الأسى وفاة الرمز كارلوس ألبرتو توريس. خاض 445 مباراة وسجل 40 هدفا بين عامي 1965 و1975 ويعتبر أعظم ظهير في تاريخ النادي». كما أصدر نادي بوتافوغو بيانا قال فيه: «شكرا لك أيها القائد. ارقد في سلام». ونعى الاتحاد البرازيلي لكرة القدم لاعبه السابق في بيان جاء فيه: «ترك كارلوس ألبرتو إرثا ضخما من الانتصارات والتعاون المكثف في تطوير كرة القدم. شكرا لك أيها القائد. ستظل ذكراك معنا إلى الأبد». وقال نجم ألمانيا وأسطورتها فرانز بيكنباور: «نشعر أنا و(زوجتي) هايدي بالصدمة الشديدة. كان كارلوس ألبرتو بمثابة الأخ.. أحد أعز أصدقائي». كما نعى جيرسون صديقه وزميله في منتخب البرازيل عام 1970: «لم يكن مثل أي لاعب يحمل شارة القيادة بل كان قائدا.. كان رجلا بكل معنى الكلمة. فقدنا جميعا شيئا برحيل كارلوس ألبرتو». أما كارلوس ألبرتو باريرا المدرب المساعد لمنتخب البرازيل 1970 ومدرب منتخب البرازيل الفائز بكأس العالم 1994 فقال: «كان كارلوس ألبرتو دون شك أحد أفضل اللاعبين في مركز الظهير على مر العصور.. وقائدا في كل الفرق التي لعب لصالحها.. سانتوس وفلامنغو وفلومينيزي وقائدا في كأس العالم 1970 إلى جانب بيليه وجيرسون». وكان كارلوس ألبرتو الذي اعتبر أحد أفضل اللاعبين في مركز الظهير ومنتخب البرازيل في السبعينات والذي اعتبره الكثيرون الأفضل في تاريخ كرة القدم، قد سجل الهدف الرابع في المباراة النهائية لمونديال المكسيك في مرمى إيطاليا، وهي المباراة التي انتهت بفوز المنتخب البرازيلي 4 -1، واعتبر الكثيرون هذا الهدف من أجمل أهداف كأس العالم عبر التاريخ. وانطلق كارلوس ألبرتو في مساحة خالية في الناحية اليمنى عندما كان المتبقي من الوقت أربع دقائق على النهاية وكان زملاؤه يتناقلون الكرة بلا مبالاة في انتظار أن يطلق الحكم صافرة النهاية، لكنه وجد الفرصة لتسجيل هدف رابع رغم أنه كان في مكان بعيد في ملعبه وبالفعل انطلق وسجل. وعلق كارلوس ألبرتو بعد ذلك قائلا: «الأمر بدأ عندما خطف توستاو الكرة في الناحية اليسرى ومرر الكرة إلى بياتسا الذي مررها بدوره إلى جيرسون ومنه إلى كلودوالدو..كنا متقدمين 3 - 1 والفريق يتناقل الكرة من أجل أضاعة الوقت. كنت في الدفاع التقط أنفاسي. كل ما أردته أن ينهي الحكم المباراة.. مر كلودوالدو من ثلاثة لاعبين وعندما هيأ الكرة إلى ريفيلينو في الناحية اليسرى تذكرت ما قاله لنا المدرب ماريو زاغالو حول استدراج المنافسين إلى الناحية اليسرى». وتابع: «نظرت ووجدت أن الناحية اليمنى خالية تماما لأن جيرزينيو كان في الناحية اليسرى ومعه الإيطالي جيانسينتو فاكيتي.. قلت لنفسي سوف انتظر وإذا ذهبت الكرة إلى جيرزينيو وشعرت أنه سيمررها إلى بيليه سوف أنطلق لأنني أعلم أن بيليه سيمرر الكرة لي». واستطرد: «وهذا ما حدث. ركضت بكل سرعتي ووجدت الطاقة الكافية للركض لمسافة 50 مترا على الأقل وكنت في المكان المناسب للتسجيل وسددت مباشرة داخل المرمى من 11 مترا». وواصل كارلوس ألبرتو الركض وعندما اهتزت الشباك كان يقفز فرحا خلف المرمى وتبدو عليه الراحة والسعادة التي لا توصف. وبجانب هدف دييغو مارادونا الرائع للأرجنتين بعد مجهود فردي في مرمى إنجلترا على نفس الملعب في دور الثمانية لكأس العالم 1986 فإن هدف كارلوس ألبرتو كان أحد أفضل الأهداف في تاريخ كأس العالم وكان بمثابة تتويج لمجهود كارلوس ألبرتو الكروي. وقال كارلوس ألبرتو لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بعد سنوات من الهدف: «لا أحد يتحدث عن هدف بيليه الأول أو الهدف الثاني. الحديث دائما عن الهدف الرابع. أعتقد أنه أفضل هدف على الإطلاق في نهائيات كأس العالم».
مشاركة :