أسفرت الانتخابات البرلمانية التي جرت في المغرب عن نتائج غير متوقعة للعديد من النساء اللواتي عملن على كسب مقعد لهن في مجلس النواب، أهم غرفة تشريعية بالبلاد. وكانت المفاجأة هي إخفاق بعض الوجوه المؤثرة بمقعد برلماني، وعلى رأسهم زعيمة فيدرالية اليسار الديمقراطي نبيلة منيب، التي قامت بحملة انتخابية واسعة، وجابت معظم المناطق المغربية من الشمال إلى الجنوب، لكن ذلك لم ينعكس على مستوى عدد الأصوات التي حصلت عليها. وكان العديد من المثقفين المغاربة والإعلاميين يتوقعون نجاحها، خاصة أنها ترشحت ضمن قائمة النساء في اللائحة الوطنية التي تفرز على المستوى الوطني، وكذا تلقيها دعماً كبيراً من طرف الشباب. خسارة وزيرة الصحة السابقة ياسمينة بادو، التي ترشحت باسم حزب الاستقلال في الدائرة المحلية لآنفا بمدينة الدار البيضاء (أكبر مدن المغرب)، فقد منيت هي الأخرى بخسارة، اعتبرها العديد من المتتبعين منطقية بالنظر إلى أنها لم تحصل على نتائج جيدة في الانتخابات البلدية السابقة لسنة 2015، ولأنها لم تعد تحظى بالدعم الشعبي الكبير. وخلافاً لكل التوقعات، قرر حزب العدالة والتنمية في آخر لحظة حذف اعتماد الزاهيدي، أصغر برلمانية (عمرها 31 عاماً) من اللائحة الوطنية، على الرغم من أن حظوظها كانت وافرة؛ لكونها كانت تحتل مرتبة متقدمة ضمنها، وهي التي سبق لها أن نجحت في الدائرة المحلية لمدينة تمارة (قرب الرباط). فوز رغم النتائج السلبية التي حققتها هذه النساء، فإن أخريات حققن الأهم بفوزهن بالمقعد البرلماني، وهو الأمر الذي ينطبق على نوال المتوكل، وكيلة اللائحة الوطنية للتجمع الوطني للأحرار، وفازت أيضا أمينة ماء العينين، التي فازت باسم حزب العدالة والتنمية، بعد ترشحها وكيلة للائحة محلية في مدينة الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية للمملكة، وهي دائرة الحي الحسني. كما فازت من نفس الحزب زميلتها عزوها العراك، التي ترأست لائحة حزبها في وادي الذهب (جنوب المغرب)، وبالتالي العودة مجدداً إلى مجلس النواب المغربي من بوابة اللائحة المحلية، بعدما ولجته لأول مرة من خلال اللائحة الوطنية للنساء. ومن بين الناجحات الصحافية في جريدة «الأحداث المغربية» رحاب حنان، التي تلقت التهاني؛ لكونها ستدخل المؤسسة التشريعية لأول مرة، بعدما كانت ضمن النساء الست اللواتي حجزن مقعدهن من خلال اللائحة الوطنية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. لائحة الاتحاد الاشتراكي يتعلق الأمر أيضاً بماجدة بنعربية، العضوة بحزب العدالة والتنمية، التي اختيرت على رأس لائحة الحزب النسائية، حيث حصلت على أعلى الأصوات المعبر عنها وطنياً، وكذا بابتسام العزاوي، المهندسة نجلة الصحافيين فاطمة التواتي ومدير الإذاعة المغربية محمد العزاوي، المنتمية لحزب الأصالة والمعاصرة. وضمن كوكبة الفائزات نجد ابتسام مراس، وكيلة لائحة نساء الاتحاد الاشتراكي، وفتيحة سداس، العضوة بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، التي شغلت سابقاً منصب مدير ديوان وزير الثقافة الأسبق بنسالم حميش.