تزداد يومياً حدة التوتر بين روسيا والدول الغربية في شكل تصاعدي، ليس فقط بسبب الصراع الدائر على الأرض في سورية، بل نتيجة للتصعيد العسكري لدول الاتحاد الأوروبي ومعها دول الحلف الأطلسي وروسيا، على نحو غير مسبوق منذ انتهاء الحرب الباردة قبل ربع قرن أو حتى منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، خصوصاً التصعيد بين بريطانيا وروسيا، حيث تتهم الدول الغربية روسيا بأنها تدفع بقواتها إلى المناطق الحدودية مع الدول التابعة للاتحاد الأوروبي وتنصب صواريخ تهدد الأمن الأوروبي عامة، فبادر الحلف الأطلسي أمس، بمشاركة بريطانيا إلى توجيه أربع فرق قتالية مزودة بأحدث الأسلحة لمواجهة القوات الروسية، وسيتم عاجلاً توجيه قوات أخرى شبيهة إلى منطقة بحر البلطيق وشرق بولندا، وستكون هذه الفرق مدعومة بقوة التحرك السريع التابعة للأطلسي البالغ عدد أفرادها 40 ألف جندي. وقال وزير الدفاع البريطاني السير مايكل فالون، أثناء وجوده في مقر الحلف الأطلسي في بروكسيل أمس «بريطانيا هنا وتدفع الحلف الأطلسي إلى الأمام وتزيد من تأكيداتها في شأن الدعم العسكري الذي يمكنها تقديمه»، وأضاف «رغم أننا سنترك الاتحاد الأوروبي، إلا أننا سنبذل المزيد لضمان أمن الأطراف الشرقية والجنوبية للحلف». وفي لندن قال الناطق باسم وزارة الدفاع البريطانية «تُصعِّد المملكة المتحدة من حزمة الإجراءات التي تتخذها دعماً لحلفائها في أوروبا في وجه الإصرار الروسي». من الجهة الأخرى يرى الروس أن الغرب هو الذي يُصعِّد ضد روسيا منذ أن نُصبت الصواريخ بعيدة المدى في بولندا وجورجيا والتدخل في أوكرانيا وفي سورية، وأدى التصعيد الغربي ضد روسيا إلى دفع «غالبية المواطنين الروس إلى الاعتقاد أن الحرب العالمية الثالثة قد بدأت».وضمن التصعيد الغربي تجاه روسيا تدخل وزير الدفاع البريطاني هذا الاسبوع، وأعرب عن قلقه من إمكانية أن توافق إسبانيا على طلب تقدمت به روسيا للسماح بالقطع التسع التابعة لأسطول البلطيق الروسي بالتوقف في ميناء سبتا المغربي على البحر المتوسط الذي تحتله إسبانيا من أجل التزود بالوقود، فسارعت روسيا إلى سحب الطلب والإعلان عن أن سفنها لم تعد بحاجة إلى التزود بالوقود. ونجحت بريطانيا من خلال متابعتها لقطع الأسطول الروسي المتجهة إلى سورية في لفت أنظار الرأي العام العالمي للنشاط الروسي في البحر المتوسط.
مشاركة :