الساير: الإجراءات الحكومية والبيروقراطية أهم العقبات أمام المبادرين والشباب - اقتصاد

  • 10/28/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

اختتمت أعمال اليوم الثاني من مؤتمر «تمكين الشباب»، والذي أقيم تحت رعاية سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وبحضور وكيل وزارة الدولة لشؤون الشباب الشيخة الزين الصباح. وشهدت الجلسة الثانية من المؤتمر التي أدارها علي الفضالة، الحلقة النقاشية الثانية في المؤتمر التي جاءت بعنوان «رحلة المشاريع الصغيرة إلى النجاح العالمي»، مشاركة المدير التنفيذي عن شركة مشاريع الساير حمد الساير، والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة سيفكو نور القطامي، والرئيس التنفيذي لمجموعة سبارك عبد المحسن البابطين، والشريك الإداري لشركة ريادة كابيتال طلال العجيل. وبدأ الساير الحلقة النقاشية بالحديث عن عوامل النجاح لأي مشروع، ناصحاً المبادرين بتوسيع نطاق تفكيرهم للعمل داخل الكويت وليس خارجها، لافتاً إلى أن أهم المعضلات التي تواجه المبادر الكويتي في البلاد هي المعضلات الحكومية من تعطيل الاجراءات، لكنه أشاد بمشروع الشباك الواحد والمنفذ من قبل وزارة التجارة. وأكد ضرورة زيادة الدعم الحكومي للمشروعات الصغيرة، وإعطاء المزيد من التسهيلات للشباب، مبيناً أن المعضلة الثانية تكمن في عدم رغبة بعض المبادرين في تطوير ذاتهم، لافتاً إلى ضرورة التدرج الصحيح ما بين المشاريع الصغيرة إلى المتوسطة، ومعرفة كيفية تطبيقها إلى الحياة العملية والتركيز على الخطوة الأولى لبناء هذه المشاريع. وأضاف الساير أنه من السهل والأفضل الخروج اليوم من فكرة التركيز على التكنولوجيا، والتحول نحو دعم الأشخاص المتميزين ودعمهم لتطبيق أفكارهم الجديدة على أرض الواقع، فما يحدث اليوم هو فقط صراع في المجال التكنولوجي دون دعم للمبدعين والموهبين في هذا المجال. وأكد أن المشروع هو عبارة عن عمل جماعي يكمل بعضه البعض، حتى تظهر الصورة النهائية واضحة، مبيناً أن العامل الآخر للنجاح يكمن في كيفية توفير الخدمات المتميزة التي تخرج فيها من الصندوق المعتاد للأفكار، فمثلا «كاريبو كافيه» وهو أحد مشاريعها، وطبقت فيه خدمة توصيل القهوة إلى المنزل أو العمل، وهذه أول فكرة يتم تطبيقها داخل الكويت، ولديها أفكار قادمة متميزة في القريب العاجل. ولفت إلى أن «كاريبو كافيه» تتواجد في 10 دول وهي منتشرة على المستوى الخليجي، مؤكداً سعيها للتوسع في الخارج، إذ سيتم افتتاح فرع في مصر. ورأى أن الابتكار في الفكرة هو أساس أي مشروع، فمن السهل جدا تقليد الآخرين ولكن إذا تم وضعها في نظام معين وترتبت الأفكار وعرفت كيفية تنفيذ الفكرة بشكل صحيح، معتبراً أن التمويل المادي هو تمويل جزئي، إنما التمويل الحقيقي هو تمويل الفكرة، لأن الفكرة هي التي تجلب التمويل للمشروع وليس العكس. وذكر الساير أن الكويت دائماً بها عقول سباقة ومميزة، ومنذ بداية انطلاقة دعم المشاريع الصغيرة بين دول الخليج، إذ إنه بدلاً من استقطاب دول العالم لأفكار الشباب لديه، وجهت الدولة اهتمامها إلى جذب الشباب لإنشاء مشاريعهم وتطبيق أفكارهم، لجعل الكويت مركزاً مالياً وتجارياً عالميا بناء على توجيهات صاحب السمو أمير البلاد. البابطين من ناحيته، قال الرئيس التنفيذي لمركز «سبارك» الرياضي، عبدالمحسن البابطين «لدينا الفرصة في خلق شيء من لاشيء، فلا بد وأن يكون لدينا حس من الإبداع والحماس، فدراستي في الولايات المتحدة كانت لها الأثر في التفكير بشكل أوسع والتوجه نحو مجال تأسيس ناد يعتمد على العلم الرياضي». وأضاف أن التحدي كان كيفية تحويل هذا المضمون إلى أمر يخدم المجتمع بشكل أكبر، بحيث يتم نشر فكرة الرياضة والعيش بشكل أحسن، وتطوير قيمة الحياة الصحية لدى الأفراد في المجتمع الكويتي. ودعا البابطين إلى عدم اقتصار الرغبة على العمل الحكومي، وأكد ضرورة الإبداع والابتكار، ووجود العديد من المشاريع في الكويت ولكنها بحاجة إلى من يبحث عنها ويجدها. وأفاد أنه لا بد وأن يكون المبادر قائماً على عمله ويتابع تفاصيل مشروعه من البداية إلى النهاية، مع الحرص على تطوير خدمات المشروع، إلى جانب المتابعة الدائمة لتفاصيل المشروع، مع محاولة تحسين الخدمة أو المنتج للوصل إلى رضا العملاء. وأكد أنه من المهم جدا التواصل مع العملاء وعدم جعل العقبات في تنفيذ المشاريع، تخفف من عزيمة المبادر، بل تكون دافعاً له لتطوير المنتج، لافتاً إلى ضرورة أن يكون لديه استعداد وحس للمغامرة والمخاطرة مع الاعتماد على دراسات الجدوى لسوق العمل والمنافسين. القطامي أما المؤسسة والرئيس التنفيذي لشركة «سيفكو» نور القطامي فوجهت نصائح للمستثمرين الصغار، منها الإتقان في العمل وحبه، إذ إن مشكلة العديد من الناس أنهم يختارون المجال الذي لا يرغبونه فقط من أجل المال، ولكن لو حصل العكس سيكون هناك إبداع في العمل، والأمر الثاني هو ضرورة الاستمرارية في العمل، مؤكدة أنه من السهل الوصول إلى مرحلة اليأس وهو ما لا تشجعه، وداعية إلى عدم اقتصار التفكير على ماذا سيحصله المبادر من المشروع بل كيف يخدم المجتمع. وأفادت القطامي أن 80 في المئة من موظفي «سيفكو» كويتيون، مؤكدة تطلعها خلال الفترة المقبلة إلى التوسع في الخليج، بدءاً من قطر والإمارات، وصولاً إلى السوق السعودي. العجيل من جهته، أوضح الشريك الإداري لشركة ريادة كابيتال طلال العجيل، أن المشكلة في الكويت تكمن في عدم وجود مشاريع خلاقة تخدم البلاد بشكل خاص، بل ينقل فكرة المشروع من دولة إلى دولة من غير دراسة مدى احتياج المجتمع لهذا المشروع، أو تطبيقه بالشكل الذي يناسب الوضع المحلي. وأضاف العجيل نحن نهدف دائما في«ريادة»إلى تحسين الإبداع، ولا يمكننا إنكار الدعم الحكومي لكننا نحتاج إلى الدعم من القطاع الخاص أيضاً، لتحسين الإبداع وتطويره ودعمه للوصول إلى العالمية، لأن من المهم إدراك كيفية توصيل فكرة المشروع للمستهلك بطريقة مبسطة ومقنعة وآمنة. وأكد أن هناك عوامل عدة أساسية في نجاح أي مشروع، إذ إن بداية العامل الاساسي لنجاح أي مشروع هو حب الاستطلاع من قبل المبادر ليبتكر، مشجعاً الشباب من هذا المنبر على القراءة ثم القراءة، والاعتماد على الابحاث ودراسات الجدوى، التي تعتبر أمراً أساسياً لدخول السوق وفهمه وإدراك عقباته وتحدياته والتمتع بروح المغامرة والابتكار والمخاطرة لأنهما أساس نجاح المشروع. بودي بدوره، لفت رئيس مجلس إدارة بنك «غايتهاوس» فهد بودي، إلى أنه لابدّ من اعتبار كل الموظفين فريقاً واحداً، وأن نجاح الفرد فيه يعني نجاح المجموعة، مشيراً إلى أنه بهذه الكيفية لابد من بناء ثقافة الشركات، وإلى أنه لا بد من كل شخص تقديم قيمة معينة ولابد من تشجعيهم وإعطائهم الفرص لخلق القيمة، وتعلم كيف تخلقها من خلال ثقافة المنظمات»، فيما شجع في نهاية حديثه على اتباع سياسة الباب المفتوح بين المديرين والموظفين. وقال بودي إن آثار مرحلة إعلان الموافقة على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كانت سليمة على البنك خصوصاً، مبيناً أن أصولها متينة والنقد فيها مرتفع، وليست لديها أي ديون متعثرة، مؤكداً أن البنك ركز على التمويل العقاري في الفترة الأخيرة، والتي مررت فيها بنوع من الضغط. ولفت إلى أنه لدى المستثمر الخليجي فرصة ذهبية في الأسواق البريطانية، خصوصاً بعد هبوط الأصول فيها اليوم بنسبة 30 في المئة بسعر العملة مما كانت عليه قبل 6 أشهر سابقة، منوهاً بأنه مستمر في التركيز على بيع وشراء العقار البريطاني، ويسعى لتمويل الفئات المختلفة من العملاء الكويتيين الراغبين في الشراء العقاري داخل المملكة المتحدة، إذ خصص أكثر من 200 مليون جنيه إسترليني فقط لتمويل عقارات العملاء الكويتيين. وأضاف بودي: «أعتقد أن أزمة خروج بريطانيا قد تكون لها الضرر الواضح، على من يريد الشراء والتخارج خلال الفترة الحالية، ولا نسعى للتخارج خلال الفترة المقبلة، ومن وجهة نظري فإن هذه الأزمة هي قصيرة الاجل، لأن هناك الكثير من العوامل السياسية التي ستؤثر عليها». وتابع أنه بعد إجراء الانتخابات الأميركية في شهر نوفمبر، وحصول ارتياح للرئيس المقبل، ستتحسن الأوضاع، مبيناً أن نزول أسعار الصرف الاسترليني سيكون له أرباح جيدة جدا في المستقبل القريب، لكونه سيستفيد من ارتفاع إجمالي الناتج المحلي خلال الفترة المقبلة بناء على زيادة الصادرات. وذكر أن المنتجات البريطانية عموماً هي الأرخص في أوروبا، كما أن المصالح الكبيرة متبادلة بين المملكة المتحدة وأوروبا، وبالتالي فهم سيتغلبون على هذه الأزمة عبر المفاوضات التي ستدعم استرداد عافية الإسترليني. من ناحية أخرى قال بودي، إن الدعم اليوم الذي يقدمه للمستثمرين الصغار في مؤتمر «تمكين الشباب» دافعه الرئيسي كونه كان شاباً وتم دعمه سابقاً في مشروعه إلى أن كبر ونجح. ورأى أن الشاب الكويتي له تطلعات كبيرة جداً، ولديه الأداة المحركة للخبرة في الدعم الحكومي المتمثل بوزارة الدولة لشؤون الشباب، الذي يساعد على تخفيف العبء عن التوظيف الحكومي والالتفات إلى الجانب الإبداعي في المشاريع. لو: للتعلّم من الفشل اختتمت فعاليات المؤتمر، بمحاضرة لأول مستثمر في شركة موقع التواصل الاجتماعي «سناب شات» جيرمي لو، وحاوره الرئيس التنفيذي لشركة غالية عبدالرزاق المطوع، بحيث أوضح أن ما يدفع الشخص لأن يكون مبادراً، هو أن يحاول البحث عن ما يحتاجه سوق العمل، فالحاجة أم الاختراع، مبيناً أن أول خطوة يخطوها المبادر هي أن يجد سوق العمل ويحرص على جمع كافة البيانات التي ستساعده على أداء مهمة عمله أو تسهيل الأمور له. وأكد عدم الأخذ بموضوع الفشل بشكل شخصي، أو لوم الشركة على الموضوع، بل يجب أن يتقنوا فن الوقوع في الأخطاء والتعلم منها.

مشاركة :