أكتوبر.. شهر التوعية بمخاطر سرطان الثدي ودحره

  • 10/28/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: عايدة عبد الحميد انطلقت في أكتوبر/ تشرين الأول 2006، فكرة شهر التوعية بسرطان الثدي ومخاطره، عبر مبادرة عالمية للتوعية بالمرض، حيث تقوم منظمات ومؤسسات حول العالم باتخاذ اللون الوردي، كشعار لها من أجل التوعية بمخاطر سرطان الثدي، وتقديم المساعدة من خلال الفحوص المجانية، والدعم النفسي للمرضى، حيث يمثل سرطان الثدي السبب الثاني بعد سرطان الرئة لوفيات السرطان بين النساء، ووفقاً لإحصاءات منظمة الصحة العالمية فإنه يتم سنوياً تشخيص أكثر من 2.1 مليون إصابة بسرطان الثدي في العالم، وأكثر من 500 ألف يموتون من هذا المرض. في الإمارات، بذلت الحكومة جهوداً حثيثة، لإيجاد وتطبيق استراتيجيات شاملة لمكافحة سرطان الثدي، بهدف خفض معدلات الإصابة والوفيات الناتجة عن هذا المرض عن طريق التثقيف والتوعية، وتحسين جودة الحياة للمصابين بالسرطان ودعمهم، وخصصت الدولة لهذا الهدف النبيل دعماً مادياً ومعنوياً طوال 20 عاماً، مما جعل سرطان الثدي يتراجع، مع انتشار حملات التوعية المشجعة على الكشف المبكر، وإتاحة الفحص المجاني، والتكفل بالعلاج. بذلت الدولة جهوداً حثيثة لمكافحة سرطان الثدي، لذا لم يعد يشكل خطراً كما كان قبل عقدين من الزمان، هذا ما أشار إليه د. حسين عبد الرحمن الرند وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد لقطاع المراكز الصحية والعيادات، حيث إن معدلات الشفاء تتزايد يوماً بعد يوم، وتراجعت الإصابة بسرطان الثدي، بفضل زيادة الوعي لدى المجتمع بأهمية الفحص المبكر، وتطور الطرق العلاجية الحديثة في الدولة، التي تعمل على استقطاب أفضل الخبرات والتقنيات، لاستكشاف المرض ومكافحته في بدايته المبكرة. انخفاض الإصابة بنسبة 70% وأوضح بأن مبادرة الكشف المبكر عن السرطان، خاصة سرطان الثدي، الأكثر شيوعاً بين النساء بالدولة، ستخفض نسبة الإصابة بنحو 70%، وهي نسبة كبيرة ومهمة تساعد على الحد من المرض، وذكر أنه وفقاً لمبادرة مجلس الوزراء للكشف المبكر عن السرطان، سيتم إجراء الكشف المبكر عن سرطان الثدي خلال عامين، لنحو 10 آلاف امرأة، بينما العدد مفتوح لفحص سرطان عنق الرحم، والحال نفسها بالنسبة لسرطان القولون، لافتاً إلى أنه تم توفير الكوادر البشرية اللازمة لتنفيذ هذه المبادرة، إضافة إلى أنه تم استقدام خبيرة من بريطانيا، لتدريب الكادر على إجراءات الفحص على الأجهزة الجديدة لسرطان الثدي. وقال: إن الوزارة بدأت الكشف عن السرطان، في مركزين للرعاية الصحية الأولية بالشارقة والفجيرة، إذ تم توفير جهازين حديثين، للكشف المبكر عن سرطان الثدي، وأشار إلى أن مبادرة الكشف المبكر عن السرطان والفحص الشامل، ستنفذ ضمن برنامج وقائي متكامل، يعنى بتعزيز الصحة، إذ يقدم الكشف المبكر عن الأمراض غير السارية، أو عوامل الخطورة المسببة لها، وبعض أنواع السرطانات الأكثر شيوعاً في الدولة، مؤكداً ضرورة الكشف المبكر، لتقليل نسب الإصابة، وتعزيز العلاج منها، في حالة اكتشاف المرض في بدايته. وأشار إلى أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع أطلقت حملة اطمئنان يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول الجاري في الشارقة، لنشر الوعي بين فئات المجتمع بأهمية الفحوص الدورية للأمراض غير السارية والسرطان تحديداً وعوامل الخطورة المسببة، وتعريف المجتمع إلى الخدمات المقدمة في الحملة، منوهاً إلى أن الحملة مبادرة وطنية، وانطلاقها من مصرف الشارقة الإسلامي، يؤكد التزامه بواجبه المجتمعي والوطني. ترسيخ ثقافة الوقاية وبدوره، قال محمد عبد الله الزرعوني مدير منطقة الشارقة الطبية، إن المنطقة أطلقت فعالياتها المتزامنة مع الذكرى ال20 لانطلاق الحملة الوطنية للتوعية بسرطان الثدي، التي تنظمها وزارة الصحة ووقاية المجتمع، للوقاية من سرطان الثدي، والفحص الدوري الشامل تحت شعار اطمئنان. وتهدف الحملة إلى ترسيخ ثقافة الوقاية، التي تشكل الركيزة الأساسية لتجنب عوامل الخطورة المسببة للأمراض غير السارية، ولاسيما السرطان ضمن اهتمام وزارة الصحة ووقاية المجتمع، لإشراك الجهات الحكومية والخاصة والهيئات والمؤسسات والأفراد في الفعاليات المقامة. وأشار إلى أن الحملة تساعد على تقليل نسبة الإصابة بالمرض، لافتاً إلى أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع، متمثلة في منطقة الشارقة الطبية، تسعى إلى توفير الصحة والسلامة لأفراد المجتمع كافة، من خلال نشر الوعي والتدقيق الصحي لوسائل الوقاية والاكتشاف المبكر، مشيراً إلى أن هذا يتم من خلال برنامج توعية متكامل موجه إلى جميع النساء في مختلف المراحل العمرية من جهتها، قالت الدكتورة حصة خلفان الغزال رئيسة لجنة الإعداد لحملة الوقاية من سرطان الثدي اطمئنان بالشارقة، إن وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أطلقت مؤخراً حملة اطمئنان للوقاية من سرطان الثدي بالشارقة، التي تستهدف خلالها هذا العام فحص أكثر من 1500 فرد من 80 مدرسة حكومية فيما يخص إمارة الشارقة من خلال القيام بالفحوص الشاملة التي تتضمن فحص ثلاثة أمراض سرطانية، الماموجرام سرطان الثدي، وفحص سرطان عنق الرحم، وفحص سرطان القولون، إضافة إلى الضغط والسكري ومعدل كتلة الجسم، وهشاشة العظام. وأوضحت د. الغزال أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع، تستضيف خلال فعاليات حملة اطمئنان الخبير العالمي السويدي المتخصص في مجال فحص الثدي البروفيسور الزائر لازلو تبار، حيث سيقوم بقراءة الأشعة، وتقييم الحالات، وأخذ العينة من الثدي مع تقديم المشورة للسيدات المفحوصات أثناء الحملة، إضافة إلى تدريب الكوادر العاملة. وتتضمن فعاليات الحملة الرعاية المتنقلة /Van/ والماموجرام المتنقل في الشارقة، لتوصيل خدمة الفحص لفئة المدرسات والفريق الإداري وتقديم التوعية الصحية للطالبات وإجراء الفحوصات الخاصة بالكشف الدوري والفحص المبكر عن السرطان في المدارس. ويتألف الفريق الطبي من طبيبات للفحص الدوري وأخذ مسحة عنق الرحم وممرضات وأخصائية تغذية وفنية أشعة لفحص هشاشة العظام، ويقوم الفريق الطبي بتقديم محاضرات تثقيفية، وتسجيل وتحويل المدرسات من الفئة المستهدفة للماموجرام. وقالت: إن أهم شيء يجب أن نعرفه حول سرطان الثدي هو قابليته للشفاء بنسبة مرتفعة تصل إلى 95% في حالة الاكتشاف المبكر، كما توضح أن الوقاية من سرطان الثدي ممكنة عن طريق تعزيز النظام الغذائي الصحي والنشاط البدني والتحكم في كمية تناول اللحوم الحمراء والتحكم في فرط الوزن والسمنة من الأمور التي يمكنها الإسهام في الحد من معدلات سرطان الثدي على المدى البعيد. وأشارت إلى أن الأبحاث أثبتت أن زيادة الوزن بشكل عام، التي ترافق المرأة من سن الأربعين وما فوق على الأخص، تزيد خطر تعرضها لسرطان الثدي، وبذلك يجب على كل سيدة أن تحافظ على وزنها، وتواجه السمنة المفرطة، وتواظب على ممارسة رياضة المشي، بما لا يقل عن 30 دقيقة يومياً مما يسهم في تنشيط الدورة الدموية ويقلل الإصابة، بحيث تشكل الرياضة وسيلة جيدة لمحاربة سرطان الثدي. اكتشاف المرض وعن مراحل اكتشاف المرض، تقول د.حنان محمد، استشارية النساء والولادة: من المؤسف جداً أن أكثر من 75% من السيدات المصابات بالمرض يتم اكتشاف المرض لديهن في مرحلة متأخرة المرحلتان الثالثة والرابعة، علماً بأن نسبة الشفاء من المرض تزداد كلما تم الاكتشاف في المراحل الأولية. وتصل نسبة الشفاء الكامل إلى 100%، ويتم التشخيص المبكر، إذا تبنت الدولة مشروع الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي في الفئات العمرية من (30-40)، عبر جهاز MAMOGRAM، الذي يستطيع اكتشاف الأورام التي لا يكتشفها الطبيب بحاسة اللمس، بمعنى آخر، اكتشاف المرض لدى السيدات في المرحلة قبل الإكلينيكية. وتضيف: في هذه الحالة يتم العلاج عبر الجراحة، أو عن طريق الليزر، ونسبة الشفاء في هذه الحالة تصل إلى 100%، ولابد من الإشارة إلى أنه علاج ناجح، وهو قليل التكلفة، ويمكن المريضة من مزاولة حياتها بصورة طبيعية، وإتمام مشاريع تمكين الأسرة والولادة والرضاعة، هنالك أيضاً وسيلة أخرى للاكتشاف المبكر للمرض إذا تعذر وجود الجهاز، وهو تعليم السيدات كيفية الكشف الذاتي شهرياً، ويستحسن أن يكون ذلك في الأسبوع الأول، بعد انقطاع الطمث، أما الحالات المتأخرة نسبياً، فتحتاج إلى علاجات حسب المرحلة المرضية، وحسب نوعية الخلايا التي يتكون منها المرض. وتشمل مراحل العلاج: الجراحة والعلاج بالأشعة والعلاج الكيميائي والعلاج الهرموني، وهناك علاجات مستحدثة أخرى، بعضها يستغل في علاج بعض الأورام، وبعضها لا يزال في مرحلة التجريب. حقائق وأرقام سرطان الثدي من أكثر السرطانات شيوعاً بين السيدات، إذ إن امرأة من 8 نساء معرضة للإصابة بالسرطان. معظم الحالات المكتشفة في الإمارات تكون في مراحل متأخرة من المرض. 98 % من الحالات التي يتم اكتشاف المرض لديها في مراحله الأولى، تعالج وتشفى تماماً. 80 % من أورام الثدي: أورام حميدة وغير سرطانية. 80 % من أورام الثدي السرطانية تكتشفها السيدة بنفسها أثناء الفحص الذاتي. رمز عالمي لصحة الثدي يعد الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي مبادرة عالمية تنظمها الجمعيات الخيرية الرئيسية لسرطان الثدي كل أكتوبر/تشرين الأول، لزيادة الوعي بالمرض، ولجمع الأموال لتمويل الأبحاث لمعرفة سبل الوقاية منه ومعرفة الأسباب والعلاج. فقد بدأت إيفلين لودر حملتها الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي في المملكة المتحدة عام1993، وأسست مؤسسة أبحاث السرطان المكرسة للوقاية من هذا المرض وإيجاد علاج له، ومنذ إطلاق الحملة أصبح الشريط الوردي رمزاً عالمياً لصحة الثدي. روبوت يكتشف السرطان طور مجموعة من الباحثين خلال سبتمبر/أيلول من العام الجاري، برنامجاً علمياً يتمكن من تشخيص الإصابة بسرطان الثدي بدقة وسرعة تفوق سرعة الأطباء البشريين. وفي التفاصيل التي ذكرها موقع ساينس ديلي، قال رئيس مجموعة البحث العلمي البروفيسور ستيفن وونج، والدكتورة جيني شانج، من مركز هيوستن لعلاج الأمراض السرطانية في أمريكا: إن البرنامج المطور يعمل على استعراض وتحليل ملايين السجلات المرضية، وتحديد احتمالية الإصابة.

مشاركة :