سألتني مغردة مثقفة: لماذا يغلب الانطباع عند عموم القراء أن الكتاب والمثقفين عموما يعيشون في أبراج عالية يطلون منها بخيلاء على قرائهم؟! فقلت لها: إذا كان بعض الكتاب والمثقفين يطلون على أنفسهم بخيلاء من أبراج عالية، فكيف بإطلالتهم على قرائهم، فهناك من الكتاب والمثقفين من يظن أنه تسلق أعلى جبال المجد على درجات أحرفه الركيكية التي يخطها وثقافته الضحلة التي يتوهمها! وتريدون الصراحة أكثر، لو نخلنا صحفنا بمنخال المهنية والموضوعية والمعيارية الثقافية لانتفت صفة الكتابة والثقافة عن نصف الأسماء التي تعج بها ساحتنا الثقافية ولاختفت نصف الزوايا التي تملأ صحفنا! وفي ساحات الإنترنت من الكتاب غير المشهورين من هم أكثر جدارة بصفة الكتابة والثقافة ممن يتسمرون تحت أضواء الشهرة، بل إن بعض كتاب الصحف تكشفت أوراقهم عندما اقتحموا ميادين الإنترنت وبانت عوراتهم الثقافية وتناقضات أفكارهم وطروحاتهم، خصوصا عندما وجدوا أنفسهم في مواجهة مباشرة مع المتلقي! إن الكاتب والمثقف الحقيقي متصل بمجتمعه لا ينفصل عنه أو يتعالى عليه؛ لأنه نبض إنسانه ومرآة همومه وآماله، أما من توهم أنه يستحق أن يسكن الأبراج العالية ليطل على مجتمعه من الأعلى، فإنه في الحقيقة لا يطل عليه إلا من الأسفل، حيث مستقر كل أسير لغروره وضحية لأوهامه!
مشاركة :