لندن - وكالات: سعت مراكز أبحاث ودراسات عالمية، مؤخراً، إلى رصد المكونات الأساسية لما يطلق عليه الحشد الشعبي في العراق، ومراقبة أدائه ودوره على الأرض، في ضوء الحرب الجارية مع تنظيم داعش المتهم لديها بـ(الإرهاب) في البلاد. وتحدث تقرير لمركز التحليل والإحصاء في جامعة أكسفورد (Oxford) البريطانية، عن وجود قرابة 160 ألف مقاتل شيعي، ينتمون إلى أكثر من 65 ميليشيا، في صفوف الحشد، الذي أُسس بعد انهيار القوات العراقية في يونيو 2014، أمام عناصر داعش في عدة مدن عراقية. وحذر التقرير من تحول ذلك الحشد إلى حالة طاغية على حالة الدولة العراقية، حيث تنبأ بأن تسعى الحكومة وقيادات الحشد إلى إيجاد معارك لتقاتل فيها تلك العناصر، الأمر الذي سيذهب ضحيته مكونات العراق الأخرى، خصوصاً المكون السني، لأن البديل سيكون صراعها على النفوذ، ومنافسة مؤسسات الدولة. وفي 11 من يونيو عام 2014، دعت الحكومة العراقية إلى إنشاء جيش رديف، بعد أن انهار الجيش والقوات الأمنية أمام عناصر تنظيم داعش في عدد من المدن السنية، أهمها الموصل، الأمر الذي سارعت المرجعيات الشيعية إلى دعمه والدعوة إلى ما أسمته بـالجهاد الكفائي وبالرغم من حديث الحكومة العراقية عن تمثيل الحشد الشعبي لجميع مكونات العراق، إلا أن الميليشيات الشيعية شكلت السواد الأعظم من عناصر ذلك الحشد، كما حافظت تلك الميليشيات، داخل الحشد، على قياداتها الخاصة وولاءاتها السياسية والعشائرية والدينية. إضافةً إلى ذلك، يدور حديث حول إقصاء وتحجيم أتباع عدد من التيارات الشيعية، كالتيار الصدري، الذي يتبع رجل الدين البارز مقتدى الصدر، وتغليب للميليشات ذات الولاء الإيراني، الأمر الذي يعبر عنه تسليم الحكومة العراقية قيادة قوات الحشد الشعبي لهادي العامري، قائد منظمة بدر ، التي يشير تقرير أوكسفورد إلى ارتباطها المباشر بإيران.
مشاركة :