«السينما مفتاح الحياة»، لم يكن مجرد شعار للدورة العشرين للمهرجان القومي للسينما المصرية، بل أتى ليلخص كذلك حقيقة أن السينما هي واحة آمنة في مواجهة واقع محبِط أو رتيب. وأهدى المهرجان دورته الأخيرة إلى روح المخرج محمد خان، كما شهد حفل افتتاحه تكريم عدد من رموز السينما المصرية، منهم شويكار وحسن يوسف والمخرجة إيناس الدغيدي والمونتيرة سلوى بكير، بينما حصد الشباب غالبية جوائزه التي تنافس عليها 20 فيلماً روائياً طويلاً، و22 فيلماً تسجيلياً (أكثر من 15 دقيقة) و12 فيلماً تسجيلياً (حتى 15 دقيقة) و50 فيلماً روائياً قصيراً، و7 أفلام رسوم متحركة. وكان في المنافسة تسعة أفلام روائية طويلة لمخرجين يقدمون تجاربهم الأولى. وعن هذا تحدث رئيس المهرجان المخرج سمير سيف لـ «الحياة» قائلاً: «معروف أن لكل دولة مسابقاتها المحلية التي تهدف الى دعم الصناعة السينمائية وتشجيع الفنانين المحليين. ويُعادل مهرجاننا المحلي هذا في أهميته مكانة مهرجان أوسكار في الولايات المتحدة وسيزار في فرنسا، فهو مسابقة محلية بين الأفلام المصرية المنتجة في العام السابق، وأيضاً الأوسكار مسابقة محلية لكنها تكتسب شهرتها من الأفلام الأميركية المعروفة في العالم كله، وكذلك مهرجان سيزار، مع فارق الإمكانيات المتوافرة لكليهما». ويضيف المخرج المعروف: « على رغم أهمية المهرجان فإنه لا يحظى بالاهتمام الكافي وهذا لا يعني تقصيراً من الدولة لأنه مهرجان حكومي يدعمه ويموله صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة المصرية، بل يعود تراجع الاهتمام به إلى ضعف إنتاج السينما المصرية، وانصراف الجمهور عن العروض السينمائية». وأشار سيف إلى أن المهرجان حاز اهتماماً أكبر في السنوات الأولى لانطلاقه وحتى بداية الألفية الثالثة، حيث شهد حضور النجوم لحفلات الافتتاح والختام والندوات والفعاليات وتبادل الآراء مع الجمهور. واستطرد قائلاً: «هناك ظاهرة مؤسفة باتت تطغى على الدورات المتتالية للمهرجان تتمثل في عزوف النجوم عن المشاركة فيه، ما أدى إلى زوال بريقه في سنواته الأخيرة، ولا أقصد بذلك حضورهم الفعاليات كافة، لكن على الأقل المشاركة في حفلتي الافتتاح والختام دعماً للمهرجان». وقال سيف: «نقوم بتحديث بيانات الفنانين سنوياً ونحرص على دعوتهم والتيقن من وصول الدعوات، ومع ذلك يستمرّ غيابهم، ولا نعلم سبب ذلك. يحضر فقط المكرمون وأعضاء لجان التحكيم. وفي المقابل، نحن لا نستطيع استضافة نجوم عرب أو أجانب، لأن ذلك يتطلب موازنة إضافية». ورأى سيف أن مشاركة الفنانين المصريين في فعاليات المهرجان، لا بد أن تكون بوازع وطني، لأن تلك الفعاليات تحتفي بصناعة السينما المصرية وتشجعها، فـ «المهرجان مقام بالأساس لدعم السينمائيين المصريين. من المؤسف أن نجوم الفن المصري يفضلون المشاركة في المهرجانات الدولية عن المشاركة في مهرجان قومي يدعم السينما المصرية». وأوضح أن غيابهم لم يمنع من احتشاد الجمهور في مختلف الفعاليات، ما جعلها تسير في شكل منتظم. وأضاف أن عروض الأفلام القصيرة شكَّلت باعثاً للفخر على رغم أنها لم تحظ بالاحتفاء الإعلامي اللائق نظراً إلى أن صانعيها مغمورون بحكم أنهم في بداية الطريق، لكنها شهدت حضوراً من المهتمين بالسينما والفن، لاسيما من الشباب». ورأى سيف أن ظهور 9 مخرجين يقدمون أعمالهم الأولى خلال عام واحد هي ظاهرة صحية جداً تشير إلى أن الأجيال الجديدة لم تفقد الأمل.
مشاركة :