فقدان حاسة الشم هو الاضطراب الأكثر شيوعاً على صعيد الأنف، ويصفه المريض عادة على شكل عدم القدرة على التمييز بين الروائح. ويكون هذا الضعف عابراً في بعض الإصابات، مثل نزلة الرشح التي تسبب احتقاناً وتورماً في الغشاء المخاطي المبطن للأنف الأمر الذي يعرقل مرور الجزيئات التي تعمل على تحريض مستقبلات الشم، لكن ما أن تولي هذه النزلة أدبارها حتى يعود الشم إلى سابق عهده خلال فترة قد تكون قصيرة عند البعض إلا أنها قد تطول نوعاً ما لدى آخرين. وإذا استمر ضعف الشم ملازماً لفترة طويلة فيتوجب استشارة الطبيب من دون تلكؤ. هنـــاك أسبـــاب متنــوعة يمكن أن تقود إلى اضطرابات في حاسة الشم، من بينها الالتهابات الميكـــروبية للمجـــاري التنفسية العلوية، والاضطرابات الهرمونيـــة عنــــد النساء خلال الدورة الشهرية والحمل، والرضوض على القحف، والزوائد والأورام في منطقـــة الشـــم فــــي الأنف، ومــرض انفصام الشخصية، والتسمم بالمواد الكيمـــاوية والمـــلوثات البيئية، وتناول بعض أنـواع العقــــاقـــير، والمعالجة الكيماوية للأورام الخبيثة، وأورام الرقبة والرأس، والتدخين المزمن وغيرها. وتعتبر نزلة البرد من أشهر المسببات التي تقف وراء اضطراب حاستي الشم والتذوق نظراً الى الترابط الوثيق بين الحاستين، فالمصابون بها لا يستطيعون التمييز بين رائحة القهوة ومذاقها والعصير أو اللحم والجبن وغيرها، لكن مع الشفاء من نزلة البرد تزول هذه الشكاوى، اللهم إلا في بعض الحالات النادرة جداً حين تصبح هذه الشكاوى دائمة. المعروف أنه عندما يفقد الشخص حاسة الشم، فإن أول الأمور التي يلاحظها هو أن الغذاء يصبح أقل طعماً أو حتى بلا طعم. وعند فقدان حاسة التذوق، فإن فقدان حاسة الشم غالباً ما يكون خلف تلك القصة.
مشاركة :