«إينو إنرجي» تتوقع تسارع نمو الطلب النفطي لتلبية إمدادات الشتاء

  • 10/28/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تعافت سوق النفط الخام نسبيا أمس من الانخفاضات السابقة ومالت الأسعار مرة أخرى لاستئناف المكاسب نتيجة تراجع مستوى المخزونات الأمريكية وتجدد الآمال في توافق المنتجين على خفض الإنتاج إثر المباحثات الناجحة لأمين عام أوبك محمد باركيندو في بغداد وجولته الخليجية المتوقعة الأسبوع المقبل. وعادت الأجواء الإيجابية في السوق وانحسرت نسبيا المخاوف من تجدد الخلافات بين المنتجين خاصة بعد تأكيدات وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أنه من المستبعد انهيار الاتفاق العالمي المحتمل لتقليص الإنتاج بسبب الموقف المعلن للعراق، كما عزز هذه الأجواء تصريحات فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية بأن سوق النفط قادرة على استعادة التوازن في النصف الثاني من 2017 دون الحاجة إلى تدخل منظمة أوبك. في سياق متصل، دعا الرئيس العراقي الدكتور فؤاد معصوم إلى تحقيق مزيد من التنسيق والتعاون بين جميع الدول الأعضاء في منظمة أوبك بغض النظر عن خلافاتهم الراهنة، ولا سّيما في ظل الأوقات العصيبة، التي يمر بها السوق، مؤكدا أن التعاون سيصب في النهاية في صالح جميع الدول الأعضاء. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس العراقي لأمين عام منظمة أوبك محمد باركيندو– الذي يزور بغداد حاليا– وبحضور رئيس الوزراء حيدر عبادي ووزير النفط جبار لعيبي. وثمن معصوم زيارة باركيندو إلى بغداد لمناقشة تطورات سوق النفط وسبل الدفع في اتجاه استعادة السوق للتوازن، مشيرا إلى أن باركيندو منذ تولى مسؤوليته في آب (أغسطس) الماضي يقوم بمبادرات جيدة للتقريب بين الدول الأعضاء وتنشيط برامج التعاون المشترك. من ناحيته، أكد الأمين العام لمنظمة أوبك أنه سيواصل العمل مع جميع الدول الأعضاء للتغلب على التحديات والشكوك التي تواجه سوق النفط حاليا مشددا على ضرورة تحقيق أقصى قدر من المرونة في برامج التعاون بين الدول الأعضاء للمساعدة على تحقيق الاستقرار في السوق، على أساس مستدام وتلبية المصالح العامة لكل من المنتجين والمستهلكين. وشدد الأمين العام على الدور الحيوي الذي قامت به العراق في السابق في أوبك لتحقيق استقرار السوق وبلوغ أسعار عادلة وحث العراق على مواصلة العمل مع الدول الأعضاء من أجل التوافق على إطار لتنفيذ اتفاق الجزائر. ويواصل باركيندو لليوم الثاني مشاوراته مع رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي بشأن الوضع الحالي في سوق النفط وأهمية استعادة الاستقرار في إطار تنفيذ وتطبيق اتفاق الجزائر الذي يخفض إنتاج دول أوبك. إلى ذلك، أوضح لـ "الاقتصادية"، الدكتور فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة، أن الموقف العراقي ما زال غامضا رغم ضغوط بقية المنتجين والاتصالات المكثفة، التي أجراها أمين عام أوبك في بغداد، مشيرا إلى أن بغداد حرصت على شرح الضغوط الاقتصادية، التي تتعرض لها نتيجة الحرب على داعش وهو ما يعني أنها تصر على الإعفاء من خفض الإنتاج، متمنيا سرعة حسم الموقف العراقي قبل اجتماع فيينا لأن انتعاش الأسعار سيعود أيضا بشكل إيجابى واسع على اقتصاديات العراق وعائدتها النفطية. وقال لـ "الاقتصادية"، دييجو بافيا مدير شركة "إينو انرجي" للطاقة في هولندا، إن تمسك روسيا بإنجاح خطة تقليص الإنتاج جدد الأجواء الإيجابية في السوق، خاصة مع تقليل روسيا من تبعات الموقف العراقي مرجحا منح العراق حصة بسيطة من الخفض تدعم الاتفاق، ولا تؤثر في اقتصاديات العراق وفي نفس الوقت تدفع جهود تعاون المنتجين نحو استقرار السوق إلى الأمام. وأشار بافيا إلى أن السوق يتغلب فيه تأثير العوامل الإيجابية الداعمة لنمو الأسعار على العوامل السلبية التي تكبحها، موضحا أن الفترة الحالية ستشهد نموا واسعا في مستويات الطلب بسبب ارتفاع الاستهلاك في موسم الشتاء إلى جانب استمرار انحسار حالة تخمة المعروض نتيجة تباطؤ الاستثمارات وصعوبات استقرار الإمدادات، خاصة لدى بعض منتجي الشرق الأوسط. من جانبه، أوضح لـ"الاقتصادية"، سباستيان جرلاخ رئيس مجلس الأعمال الأوروبى، أن منظمة أوبك مطالبة خلال الشهر المتبقي على عقد الاجتماع الوزاري في فيينا باحتواء الخلافات والتأكيد على وحدة الصف والرؤى للتعامل مع ظروف السوق الراهنة، مشددا على أن طلب عدد من الدول منحها وضعا استثنائيا يعكس عدم الجدية والتشكك في نوايا الآخرين على الرغم من الجهود الواسعة والتنسيق المستمر، الذي تقوده كل من السعودية وروسيا. من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط فوق 50 دولارا للبرميل أمس مع استمرار انخفاض مخزونات الخام الأمريكية الذي بدد أثر شكوك المستثمرين في قدرة منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" على تطبيق خفض الإنتاج. وبحسب "رويترز"، فقد سجلت مخزونات الخام بالولايات المتحدة انخفاضا غير متوقع قدره 553 ألف برميل في الأسبوع الماضي ونزلت مخزونات البنزين ونواتج التقطير أكثر من المتوقع بما أنعش الآمال بأن عودة التوازن للسوق قد بدأت أخيرا بعد طول انتظار. وزاد سعر خام القياس العالمي مزيج برنت 22 سنتا إلى 50.20 دولار للبرميل بعدما انخفض في الأيام الثلاثة الماضية، وارتفع سعر الخام الأمريكي عشرة سنتات إلى 49.28 دولار للبرميل. وتراقب السوق تصاعد الاحتجاجات في فنزويلا على حكم الرئيس نيكولاس مادورو لكن لم تظهر أي مؤشرات على تأثر إنتاج النفط في البلد العضو في أوبك، وتراجع الإنتاج الفنزويلي هذا العام مع انخفاض الأسعار الذي أضر بالاستثمار. وتأثرت السوق سلبا بالشكوك في اتفاق منظمة أوبك على خفض الإنتاج، وكانت المنظمة توصلت الشهر الماضي لأول اتفاق في ثماني سنوات على كبح الإنتاج لتعزيز الأسعار، لكن العراق دعا أمس إلى إعفاء بغداد من الخفض لينضم إلى قائمة الدول الأعضاء التي تسعى للحصول على معاملة خاصة. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات سجلت انخفاضا مفاجئا الأسبوع الماضي في حين هبطت مخزونات البنزين والمشتقات الوسيطة بأكثر من المتوقع. وأضافت الإدارة في تقريرها الأسبوعي أن مخزونات الخام انخفضت بمقدار 553 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 21 تشرين الأول (أكتوبر) مقارنة بتوقعات المحللين لزيادة قدرها 1.7 مليون برميل. وهبطت مخزونات النفط في نقطة تسليم العقود الآجلة في كاشينج بولاية أوكلاهوما 1.3 مليون برميل، وقلصت أسعار النفط للعقود الآجلة خسائرها بعد نشر التقرير مع انخفاض الخام الأمريكي 71 سنتا عند 49.25 دولار للبرميل بعد أن كان قد هبط في وقت سابق من الجلسة إلى 48.87 دولار. وبلغت عقود برنت 49.96 دولار منخفضة 83 سنتا. وأفادت إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات البنزين الأمريكية انخفضت مليوني برميل الأسبوع الماضي في حين توقع محللون في الاستطلاع انخفاضا قدره مليون برميل، وهبطت مخزونات المشتقات الوسيطة التي تشمل الديزل وزيت التدفئة 3.4 مليون برميل مقابل توقعات لانخفاض قدره 1.4 مليون برميل.

مشاركة :