لا شك أن تأهل المنتخب السعودي لكرة القدم لفئة الشباب إلى نهائيات كأس العالم المقبلة التي ستقام في كوريا الجنوبية قد أثار انتباه كثير من المتابعين الرياضيين حول المواهب الكروية والتدريبية التي نمتلكها في وطننا، التي ساهمت في تحقيق الإنجاز، بدءاً بالمدرب الوطني الشاب سعد الشهري، الذي تفوق على منتخبات مرشحة مثل كوريا الجنوبية والعراق، ويملك طموحاً وإمكانيات أكبر في تحقيق البطولة الآسيوية المقامة حالياً في البحرين. المواهب الكروية من اللاعبين لا يمكن أن نختزلها في لاعبين معينين، بل في فريق وطني متكامل ساهم بجهازه الفني والإداري والاهتمام الإعلامي في إثبات أن عودة المنتخبات الوطنية إلى سيادة وزعامة آسيا في السنوات القليلة المقبلة هي مسألة وقت، إذا تم الاهتمام بهؤلاء اللاعبين وترقيتهم لتمثيل فرقهم والوصول إلى المنتخب الأول الذي بدأ يستعيد عافيته من خلال تصفيات كأس العالم الأخيرة، من خلال برامج معينة تنفذ على عدة مراحل سيتم التطرق لها على حدة في وقت لاحق. هذا التأهل والإنجاز بالمواهب الوطنية ليس الأول في تاريخها، ولكنه فتح عيني كمتابع على أحد أبرز المواضيع التي أثيرت مؤخراً والمتعلقة بحاجة الكرة السعودية أو رياضتها بشكل عام لفتح باب التجنيس، التي يأتي في مقدمتها المطالبة بتجنيس مهاجم الأهلي السوري عمر السومة، الذي يعد اليوم أبرز محترف أجنبي، والهداف الذي لا يختلف اثنان على إمكانياته، أو التمني بأن يكون هذا اللاعب ضمن صفوف فريقه أو منتخبه. أنا على يقين أن الكرة السعودية وإن عانت في الفترة الأخيرة من عدم وجود مهاجم فذ بمستواه لتراجع مستوى نايف هزازي وناصر الشمراني والسهلاوي لأسباب مختلفة، إلا أنها ليست بحاجة لتجنيس السومة ولو بصورة استثنائية، لأنها ستفتح الباب بالمطالبة بتجنيس آخرين في مراكز أخرى في المستقبل، وربما يمتد الأمر لألعاب مختلفة، وهذا يعني القضاء على عديد من المواهب الوطنية التي تحتاج إلى الاهتمام بها وإبرازها. أدرك أن مثل هذه القرارات المتعلقة بالتجنيس تبقى قرارات بيد السلطة العليا، وهي صاحبة القرار الأول والأخير، لكن البطولة الآسيوية الأخيرة للشباب التي أفرزت لنا جهازا فنيا وطنيا متكاملا، ومواهب شابة تدفعنا إلى المطالبة والاقتراح بعدم القيام بهذه الخطوة لعدم جدواها ولآثارها السلبية المستقبلية.
مشاركة :