المملكة السعودية تؤكد التزامها بالمشاركة في محاربة داعش في سوريا ضمن التحالف الدولي وهي مستعدة للمشاركة في معركة الرقة إذا ما طلب منها ذلك. العرب [نُشرفي2016/10/28] أحمد عسيري: السعودية تشارك في محاربة داعش في سوريا بالجهد الجوي الرياض- أعلن أحمد عسيري، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي والمتحدث باسم التحالف العربي، استعداد المملكة للمشاركة في العملية العسكرية المتوقع انطلاقها قريبا في مدينة الرقة السورية إذا "ما طُلب منها ذلك". وقال عسيري إن "السعودية تشارك في الجهد الجوي، وأن قواتها نفذت منذ سبتمبر 2014 وحتى اليوم ما مجموعه 201 طلعة جوية ضمن التحالف الدولي". وأضاف "المملكة ملتزمة بالمشاركة في محاربة داعش في سوريا ضمن التحالف الدولي بما يوكل إليها من مهام جوية سواء من داخل السعودية أو من خلال طائراتها المنتشرة في قاعدة انجرليك التركية". وأوضح أنه في الاجتماع الأخير للتحالف الدولي في واشنطن اتفقت الدول الأعضاء فيه على استخدام قوات برية سورية يتم مساعدتها من قبل قوات التحالف وتوفير غطاء جوي لها. وأعرب قائد قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، الفريق ستيفن تاونسند، عن أمله في بدء عملية عسكرية خلال وقت "قريب جداً" لتحرير مدينة الرقة السورية من التنظيم. وفي اليوم نفسه، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، ضرورة تحرير الرقة من سيطرة داعش على يد القوات المحلية في سوريا. وعن العملية العسكرية الجارية في مدينة الموصل شمالي العراق، منذ 17 الشهر الجاري، بيّن عسيري أن السعودية ومنذ تأسيس التحالف لم تشارك في أية عمليات بالعراق. وفسّر عدم المشاركة هذه، بأن المملكة "لا يمكن أن تدخل في عمليات تشارك فيها الميليشيات"، في إشارة منه إلى الحشد الشعبي المدعوم من إيران والذي يواجه اتهامات بارتكاب جرائم بحق المواطنين السُنة في المناطق المحررة من تنظيم داعش. وبحسب ما كشفه وزيرا الدفاع الأميركي آشتون كارتر والفرنسي جان ايف لو دريان الثلاثاء الماضي عقب اجتماع وزراء دفاع 13 دولة في باريس، يستعد التحالف الدولي لـ"عزل واستعادة الرقة" لمنع داعش من إعادة تنظيم نفسه "بعد ما تم إحرازه استراتيجيا وعسكريا في الموصل". وقال كارتر في مؤتمر صحافي على هامش الاجتماع الأخير إن موقع مدينة الرقة الاستراتيجي، وهي ثاني معقل مهم لتنظيم داعش والأول في سوريا، "يعطي فرصة للمقاتلين الفارين من الموصل بالهروب إليها وإعادة تشكيل كيان إرهابي سيشكل تهديدا أكبر للمنطقة"، مشيراً إلى "احتمال تداخل الإطار الزمني للمعركتين لتجنب حصول انزلاقات أمنية في المدينتين". وأوضح وزير الدفاع الأميركي أن أحد السبل المطروحة لاستعادة الرقة هو تطويق المدينة أولا ثم شن معركة "تتشابه إجراءاتها مع الخطوات المتخذة والمطبقة في الموصل"، في إشارة إلى تنفيذ العملية العسكرية من قبل "قوات محلية سورية" وبدعم من التحالف. من جهته أكد الوزير الفرنسي أهمية انطلاق عملية استعادة الرقة "بأسرع وقت ممكن" وتعزيز الموارد العسكرية لتنفيذها بهدف "تزامن انهيار أهم معاقل التنظيم الإرهابي في الوقت نفسه". وقال لو دريان إن تقاطع عمليات محاربة داعش في الرقة والموصل سيشكل "ضربة قاسية للتنظيم" ويمنع احتمال انتقالهم إلى بلد آخر مثل ليبيا أو عودة عناصره "الأجانب" إلى بلادهم الأصلية وإعادة بناء تنظيم إرهابي أو تنفيذ "هجمات إرهابية". وشدد على ضرورة "اليقظة الأمنية على صعيد دولي وتكثيف التعاون حول المقاتلين العائدين إلى بلدانهم لاعتقالهم فور وصولهم وتضييق الخناق عليهم". وانطلقت، في 17 أكتوبر الجاري، معركة استعادة مدينة الموصل من داعش، بمشاركة نحو 45 ألفاً من القوات التابعة للحكومة العراقية، سواء من الجيش، أو الشرطة، فضلا عن الحشد الشعبي، وحرس نينوى إلى جانب قوات البيشمركة وإسناد جوي من التحالف الدولي. ومنذ 2014 تقود الولايات المتحدة تحالفا دولياً مكونًا من نحو 60 دولة، يشن غارات جوية على معاقل داعش في العراق وسوريا.
مشاركة :