قال إمام وخطيب المسجد الحرام ماهر المعيقلي في خطبة الجمعة اليوم : نشهدُ في عالَمِنا اليومَ، إلصاق شُبه بالإسلام وأهله تتمثَّلُ في وصف هذا الدِّين العظيمِ وأتباعِهِ بالتَّعصُّب والطائفية والعُنْفِ والشِّدَّة والإسلام بَريء مِن ذلك؛ فهو دينُ الرَّحمة والعَدالَة، والتَّسامُح والمحبَّة. وقال المعيقلي: النبي محمدا صلى الله عليه وسلم حث على السماحة في المعاملة والتخلق بمعالي الأمور وترك المشاحة وتتجلى هذه السماحة والرحمة، في صور شتى من حياة النبي صلى الله عليه وسلم، في عباداته ومعاملاته، وفي سلوكه وأخلاقه، مع قرابته وأصحابه، وأصدقائه وأعدائه فكان صلى الله عليه وسلم لما قسم رحمة للخلق كلهم، دون اعتبار لجنسهم أو دينهم. ولفت المعيقلي إلى أن من عظيم سماحته صلى الله عليه وسلم دعاؤه للمشركين رجاء أن يهدي الله قلوبهم للإسلام وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أَنَّ السَّمَاحَةَ والرحمة تُثْمِرُ مُجتَمَعَاً يَسُودُهُ الحُبُّ والتَّرَاحُمُ، والتَّعَاوُنُ والتَّلَاحُمُ، وكما قيل: النفس السَّمحة كالأرض الطَّيِّبَة إن أردت عبورها هانت وإن أردت زراعتها لانت وإن أردت البناء فيها سهلت، وإن شئت النوم عليها تمهدت. وقال: قد ندب الإسلام كثيراً إلى تجسيد هذا القواعد في المجتمعات، وجعل ذلك في مقام العبادات، فَإِظْهَارُ الْبَشَاشَةِ وَالْبِشْرِ عبادةٌ، وإماطةُ الأذَى عَنِ الطريقِ عبادَةٌ، وعِيَادَةُ المريضِ عِبادةٌ، وإكرامُ الضيفِ عبادَةٌ، واللُّقمَةُ يَضَعُهَا الرجلُ فِي فَمِ زَوجَتِهِ عِبَادَةٌ، وَشُكْرُ اللهِ تعالَى عَلى اليُسرِ والسماحةِ عبادةٌ وكف الأذى عن الناس عبادة وكلُّ عَمَلٍ أُرِيدَ بهِ وَجهُ اللهِ فَهُوَ عِبَادةٌ ألا ما أعظم التواضع عند النصر وما أجمل العفو عند المقدرة والسماحة مع المسيئين، وكل ذلك تمثل في رسول الله صلى الله عليه وسلم
مشاركة :