مطاعم في أم القيوين تعاني غياب السلامة الصحية وتتطلب رقابة صارمة

  • 10/29/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: محمد الماحي رغم الحملات التفتيشية المفاجئة التي تنفذها بلدية أم القيوين ودائرة التنمية الاقتصادية في الإمارة، التي بدأت تختفي معها بعض المظاهر غير الصحية في المطاعم وكافتيريات الوجبات السريعة وغيرها من المنشآت التي تقدم مواد غذائية للمواطن، إلا أن وجود الغش في تلك المنشآت الغذائية يتطلب تعاوناً من قبل المواطنين لوضع قيود وحدود لأصحاب النفوس الضعيفة. وفي الصيف تعود إلى الأذهان قصص عن حالات المظاهر غير الصحية في بعض كافتيريات ومطاعم الوجبات السريعة التي تستخدم مواد مخزونة وشبه منتهية الصلاحية، وأكثر من ذلك، حيث يتم استغلال زحمة الإقبال في الموسم وإغراءات رائحة الشواء والنكهات المضافة، كل ذلك يختزن في ذاكرة الصيف. بلدية أم القيوين أصدرت الكثير من القوانين والقرارات التي تنظم عمل الكافتيريات والمطاعم، وتحدد الشروط الصحية الواجب مراعاتها، حفاظاً على سلامة طعام وشراب المستهلكين، إلا أن عدداً من أصحاب محال الوجبات السريعة لا يزال يصر على تجاوز هذه القوانين. الخليج تجولت في أسواق عدة من إمارة أم القيوين، حيث التقت بعدد من مرتادي المطاعم و الكافتيريات، تحدثوا عن مستوى الخدمة ومستوى النظافة، وجوانب عدة، تتعلق بالصحة الغذائية، فيما تقدمه المطاعم والكافتيريات من وجبات، ولمعرفة واقع التجاوزات لدى بعض كافتيريات الوجبات السريعة لا يمكن الاعتماد على الرؤية الخارجية لها، بل لابد من دخول هذه الكافتيريات، حيث يتم حفظ الطعام وتحضيره قبل تقديمه للزبون. جولة عشوائية الخليج قامت بجولة عشوائية على كافتيريات عدة في أسواق ومناطق أم القيوين، واكتشفت من خلال تلك الجولة أن كافتيريات عدة، تمت زيارتها تفتقد للكثير من شروط السلامة الصحية. في البداية توجهنا إلى شارع الاتحاد في أم القيوين، وتحديداً منطقة السلمة التي يوجد فيها كافتيريات ومطاعم عدة، تقدم الوجبات السريعة، حيث دخلنا إلى مطبخ أحد المطاعم، التي تقدم وجبات مختلفة، وفيها كان المشهد صاعقاً، حيث وجدنا أن العاملين لا يرتدون القفازات ولا غطاء الرأس، الذي يمنع تساقط الشعر في الطعام، أما الذباب فكان يصول ويجول بحرية، حيث لا توجد في المطبخ أية آلة لمكافحة الحشرات، وعلى الأرض تتناثر القمامة وقطع الخضار التي تساقطت من أيدي العمال أثناء تحضير الوجبات. وقررنا الانتقال إلى مطعم آخر ووجدناه يلتزم بمتطلبات الجودة الغذائية بصرامة، ويقدم خدمة ممتازة لضيوفه من أجل قضاء أوقات طيبة، كما رأينا مدير المطعم يتابع بنفسه عمل العمال، الذين تظهر عليهم كل شروط السلامة الصحية. حملات تفتيشية طالب المهندس يوسف المنصوري مدير بلدية أم القيوين بالوكالة،أصحاب المطاعم بضرورة الالتزام بالاشتراطات وتجديد البطاقات الصحية، وأكد أن فرق التفتيش تعمل بشكل مستمر لمراقبة الكافتيريات والمطاعم، ولن تتهاون في مخالفة المتجاوزين. وقال: إن حملات التفتيش المكثفة للمنشآت الغذائية عالية الخطورة، مثل: المطاعم والكافتيريات مستمرة، حرصاً من البلدية على توفير أقصى شروط الصحة والسلامة العامة للمستهلكين، مشيراً إلى وضع برنامج تثقيفي توعوي، من أجل التعريف إلى اشتراطات الصحة والسلامة التي وضعتها البلدية بمواصفات صحية عالمية، بهدف الحفاظ على الصحة العامة وسلامة الجمهور، وتلافي الإضرار بصحته من الأغذية التي تقدم في المطاعم، وخاصة مطاعم الوجبات السريعة بالإمارة، وأضح أن الحملات التي نفذت خلال العام حققت نتائج إيجابية، ولم تسجل المطاعم مخالفات كبيرة باستثناء بعضها، مشيراً إلى وضع آلية لضمان استمرار فعالية تطبيق شروط السلامة، وكذلك رفع المستوى الصحي لهذه المنشآت، وبالتالي الحد من حوادث المخالفات الغذائية. آراء المستهلكين المواطن طالب علي خميس قال:ذهبت إلى كافتيريا داخل أم القيوين تقوم بصنع العصائر والوجبات السريعة، وتقدمها للمستهلكين، وبعد دخولي لم أجد أي ملامح صحية على الفواكه والوجبات المعروضة. وقال: إن العامل في المنشأة عندما طلبت منه العصير والوجبة لم أجد أي اشتراطات صحية على العامل عن تصنيع الوجبة ويظهر على الفواكه التي يصنع منها العصير العطب بوضوح، ما أثار استيائي خاصة أن الكافتيريا تقوم بتوصيل الوجبات والعصائر إلى المنازل التي لا يطلع أصحابها على مدى جودتها، وناشد الجهات الرقابية المختصة تفعيل دورها في تلك المواقع، تجنباً لتعريض المستهلكين للضرر، خاصة أن تلك المطاعم الصغيرة عادة ما يرتادها الأطفال الذين تصعب عليهم ملاحظة التلف الموجود في الفواكه التي يتم عصرها لهم. ويرى المواطن سعيد عبد الله إصرار بعض المطاعم على مخالفة الشروط الصحية، لاعتقادها أن ذلك يقلل مصروفات المنشأة، منوهاً إلى أن وعي المستهلك أصبح يسهم بشكل كبير في الحد من حالات مخالفة الشروط الصحية على اختلاف أنواعها. مسؤولية مشتركة ويوضح المواطن جاسم أحمد، يقطن منطقة السلمة، أن نظافة المطاعم وسلامة أغذيتها مسؤولية مشتركة بين الجهات الرقابية والمستهلك، فلا تستطيع الجهات الرقابية وحدها مهما بلغت الجهود التي تقدمها تلك الجهات مراقبة ومتابعة تلك المطاعم بمعزل عن مشاركة المواطنين والمستهلكين، ولا بد من مرتادي هذه المطاعم في حالة مشاهدتهم لأي خطأ وسوء النظافة والتلوث الإبلاغ عنها فوراً. خطيئة لا تغتفر وقال جمعة جاسم أحمد رئيس قسم حماية المستهلك بدائرة التنمية الاقتصادية، إن مخالفة القانون بشكل عام يعد خطأ كبيراً بحق المجتمع ككل، ولكن عندما ترتبط المخالفة بعنصري الطعام والشراب تصبح المخالفة خطيئة لا تغتفر، لما قد يترتب عليها من نتائج كارثية قد تؤدي بحياة الناس أو تعرضهم لأمراض لا تحمد عقباها، ولكن تبقى هناك حقيقة أساسية يجب عدم إغفالها وهي أنه لا يمكن تحميل مسؤولية الإهمال الحاصل في بعض مطاعم أم القيوين لجهة رسمية وحدها، فالأمر حينها يبدو ضرباً من الخيال خصوصاً في إمارة فيها الكثير من الكافتيريات رغم أن القسم يقوم بحملات تفتيشية بشكل أسبوعي ويتلقى الشكاوى عبر الخط الساخن على مدار 24 ساعة، لذا لابد من أن يكون الضمير الحي هو الرادع الأول لكل من يعمل في هذه المهنة، إضافة إلى وعي المستهلك. سلوكيات غذائية خاطئة قال الدكتور محمد محجوب خبير التغذية، إن هناك الكثير من الممارسات الغذائية الخاطئة المتعقلة بالوجبات السريعة وحفظ الأغذية في الثلاجات، مشيراً إلى أن الكثير من المستهلكين يقومون بشراء أغذية كتب عليها صالحة لمدة ثلاثة أيام، ويقومون بحفظها في الثلاجات مثل الدجاج واللحوم، كما أن بعضهم يقومون بأكل الوجبات السريعة بعد وضعها في الثلاجة لمدة تزيد أحياناً على 48 ساعة. وقال: من الأفضل تناول الوجبات السريعة داخل المطعم وهي ساخنة، وعدم تناول الوجبة إذا مضت ساعتان على شرائها من المطعم، وعدم حفظ ما تبقى من الوجبة في الثلاجة أو الفريزر وإعادة تسخينها وتناولها مرة ثانية. وإذا طلبت خدمة التوصيل للمنازل، فيجب عدم استلام الوجبة إذا كانت باردة أو ذات لون داكن أو رائحتها متغيرة. ويجب عدم إعادة تجميد أي أغذية بعد إذابتها، وعدم حفظ اللحوم والدجاج المصنع أو ما يسمى باللانشون والمرتديلا في الثلاجة لأكثر من ثلاثة أيام، بل يفضل شراء كميات قليلة نسبياً حتى يتم استهلاكها وشراء كمية جديدة دائماً وطازجة.

مشاركة :