بيروت: الخليج توفي المطرب والموسيقار المخضرم ملحم بركات أمس، عن 71 عاماً في مستشفى اوتيل ديو شرقي بيروت بعد صراع مع المرض، بعدما أدخل إلى المستشفى منذ أسابيع وتضاربت في حينها المعلومات في شأن حالته الصحية. وعانى الفنان الراحل التهاباً في العمود الفقري، ثم الرئة ما أثر على القلب، لكنه ظل حتى الأيام الأخيرة ينفي وعائلته كل الأنباء التي كانت تتحدث عن تدهور صحته. وقد بدأت عائلته التحضيرات لمراسم التشييع التي ستقام في بلدته كفر شيما في ساحل جبل لبنان. ونعاه رفيق دربه الشاعر نزار فرانسيس في تغريدة على تويتر قائلاً: رفيق عمري راح.. نفسي حزينة حتى الموت. وقال فرنسيس وهو يجهش بالبكاء: خسرت أغلى رجل في حياتي. وقبيل دخوله المستشفى كان بركات في حالة نشاط فني كبير حيث أحيا حفلات خلال الصيف، تنقل فيها بين قطر والأردن وتونس، كما اشترك في مهرجانات الصيف اللبنانية. ومن المعروف عن بركات عشقه للهجة اللبنانية وحمله راية الأغنية اللبنانية، وكان يرفض الغناء بأي لهجة أخرى. ويعتبر بركات مجدداً في الأغنية العربية واللبنانية، وقيل عنه إنه سابق عصره، إذ قدم نماذج من الأغنية العربية الجديدة منذ ثمانينات القرن الماضي. يذكر أن بركات ولد في قرية كفر شيما في 15 أغسطس/آب 1945، ويعتبر من أشهر المطربين والملحنين اللبنانيين والعرب، وتأثر بفن الموسيقار محمد عبدالوهاب، وعرف بالفنان المثير والثائر. ظهرت موهبته في أحد الاحتفالات المدرسية، وقام بتلحين بعض الكلمات من الجريدة اليومية وقام بغنائها، والتحق بعد ذلك بأحد البرامج المشهورة للأصوات الجديدة، وقام باختباره رواد الفن اللبناني الكبار، وقالوا عنه أنه موهبة لا مثيل لها لما يمتلكه من طبقات صوت عالية ذات مواصفات جيدة، والتحق بعد ذلك بالمدرسة الرحبانية، وكانت من هناك انطلاقته الكبيرة. واشترك في الغناء مع فرقة الرحابنة في عدد من مسرحياتهم وقام ببطولة مسرحية الربيع السابع، وبدأ مسيرته التلحينية لعدد كبير من المطربين، منهم وديع الصافي، صباح، سميرة توفيق، ماجدة الرومي. وكانت أولى ألحانه، بلغي كل مواعيدي ثم ألحان مسرحية حلوة كتير للمطربة صباح، ومن بينها: صادفني كحيل العين، وليش لهلق سهرانين. أول عمل مسرحي قام ببطولته كان مسرحية الأميرة زمرد ومن ثم الربيع السابع مع الأخوين رحباني، وبعد ذلك مسرحية ومشيت بطريقي. وخاض غمار السينما وقام ببطولة فيلم حبي لا يموت مع النجمة هلا عون. كما أحيا الحفلات في المسارح العربية والعالمية في فرنسا، وأمريكا، وأستراليا، وكندا، وقرطاج (تونس) وجرش (الأردن)، وغيرها من البلدان. كما لحن أغنية شهيرة للمطرب غسان صليبا بعنوان يا حلوة شعرك داري وأغنية شهيرة للفنان الراحل نصري شمس الدين وغيرهم. وطبع الأغنية العربية المعاصرة بأسلوبه اللحني الإبداعي وأدائه الذي يجمع بين الطرب الأصيل والغناء المتجدّد. من النجاحات التي عرفها أخيراً أغنية قدمها لماجدة الرومي بعنوان اعتزلت الغرام وأخرى لكارول صقر بعنوان يا حبيبي تصبّح فيي، إلا أن معظم أغانيه بقيت عالقة في ذاكرة اللبنانيين حتى اليوم. وعن حياته الخاصة، تزوّج ملحم بركات أولاً من رندا عازار وهي أم أولاده مجد ووعد وغنوة، ومن ثمّ من مي حريري التي أنجبت له ملحم جنيور، والتي عاد وطلّقها.
مشاركة :