إعداد: قرشي عبدون تقع ماليزيا في جنوب شرقي آسيا، وهي مكونة من13ولاية وثلاثة أقاليم اتحادية، تبلغ مساحتها الكلية 329,845 كم2، وعاصمتها كوالالمبور، على الرغم من أن الحكومة الاتحادية تتخذ بوتراجايا مقراً لها. وكذلك يبلغ عدد سكانها أكثر من 30مليون نسمة سنة 2014. تنقسم ماليزيا إلى قسمين، شبه الجزيرة الماليزية وبورنيو الماليزية، يفصل بينهما بحر الصين الجنوبي، ولها حدود مع كل من تايلند وإندونيسيا وسنغافورة وسلطنة بروناي. تقع ماليزيا بالقرب من خط الاستواء ومناخها مداري، أما رأس الهرم الماليزي فهو يانغ دي بيرتوان أغونغ وهو ملك منتخب، بينما يترأس الحكومة رئيس الوزراء، ويشبه بناء حكومتها نظام وستمنستر البرلماني. تعتبر ماليزيا من أفضل الوجهات السياحية العائلية في جنوب شرقي آسيا، بإرثها الحضاري والثقافي المميز ، الناتج عن امتزاج حضارات وثقافات مختلفة. منحدرات وكهوف وحصون قديمة لولاية بيراك أكثر من كونها مجرد أماكن تسر الناظرين، فمناظرها الطبيعية المهيبة تتطلب قفزة للوصول إليها - فقم بوضع أقدامك على أرضها أولاً - ومن ثم اسبح وتنزه، وطف وتنقل ودع العرق يتصبب منك حتى يمنح جسدك لمعاناً وبريقاً، فكلما تحتاج إليه للمغامرة في هذه الولاية الماليزية، هو الزمن وأحذية تنزه قوية. وبشكلها الذي يبدو كالهلال، تمتد بيراك عبر الركن الشمالي الغربي لشبه جزيرة ماليزيا، وأكثر ما يميزها هي معالم منحدراتها الحجرية الجيرية التي لا لبس فيها، ولكن بيراك تعتبر نسيجاً من مستنقعات المانغروف وكذلك الأدغال والشواطئ أيضاً، فتضاريسها وعرة على نحو مختلف بحيث تضمن لك الشهيق والزفير على نحو مذهل، فإليك 4 مغامرات تجعل نبضات قلبك تبلغ مداها. منتجع ولاية بلم الملكي يقول أحد السياح: عندما كنا في طريقنا نحو أعماق منتجع بلم، فإن الإيقاع الوحيد الذي كنت أسمعه هو صوت القارب الذي كان يمخر عباب بحيرة تمنغور تش تش تش، فمساحة المنتجع الذي يبلغ 117,500 هكتار من البرية جعلت عبوره عبر المياه أكثر صعوبة. كما أن المستنقعات الغابية لشمال بيراك الواقعة قبالة الحدود الماليزية التايلندية غمرتها مياه الفيضان بالكامل في عام 1972 عند بناء سد تمنغور، إن إمكانية التقاط إشارة الهاتف في هذا المنتجع الطبيعي البعيد، مثله مثل رصد دب الشمس المخادع تماماً. كان القارب يصطك مع المعبر الخشبي لمنتجع بلم الطبيعي الذي سيكون مسكني لعدة ليالٍ قادمة، وبينما كان موظفو المنتجع مشغولين بتأمين القارب، كان زملائي من السياح قد بدؤوا في خلع قمصانهم والقفز داخل مياه البحيرة، وأثناء خوضنا في مياه البحيرة، كانت أصوات الببغاوات العذبة والصراصير تحاصرنا من كل صوب. عند الفجر، اجتمعنا ونحن نرتدي أحذية التنزه الخاصة والسترات الطاردة للبعوض. فالتنقل بالقوارب ووجود الدليل السياحي أمران أساسيان في هذه البرية الرطبة . لقد أبحر بنا القارب نحو غابات مطيرة عمرها 130 مليون سنة، وهي واحدة من أقدم الغابات حول العالم، كما أنها موطن حيوان التابير، نمور نادرة ونباتات الرافليسيا وهي من أكبر الأزهار على وجه الأديم، فعلى طول المسارات الزلقة رصدنا زهرات الأوركيد الصغيرة المتحلقة وسط جذوع الأشجار، وفي الأثناء كانت الجنادب تطير من فوق رؤوسنا مثل لعبة طائرات الهليوكوبتر، أما طيور الهورنيبلس تنفض وسط فروع الأشجار، بمناقيرها البرتقالية التي يسهل رصدها حتى في الأجواء القاتمة. تبعد ولاية بلم الملكية نحو 170 كيلومتراً شمال إيبوه، المدينة الرئيسية في بيراك أو نحو 150 كيلومتراً شرق بينانغ، هناك حافلات يومية تصل إلى بوابة جيريك التي منها يمكنك استئجار سيارة توصلك إلى المنتجع، تتضمن الإقامة في منتجع بلم البيئي الانتقال بالقوارب من بالو بانتينغ، لمسافة 42 كم شرق جيريك. منتجع كينتا الطبيعي قال المرشد السياحي جيك ياب مفاخراً: ليس هناك مكان آخر في العالم يمكن أن يدعي وجود 10 أنواع من الهورنبيلس في موقع واحد، فبالنسبة له كمراقب للطيور البرية، ليس هناك حياة برية أخرى تضاهي الحياة البرية لبيراك، وعلى عكس ولاية بلم الملكية تقبع بعض المحميات الطبيعية في أماكن يسهل الوصول.وعلى بعد 20 كم جنوب العاصمة الولائية إيبوه، في منطقة التعدين القديمة توجد أشجار منخفضة متشابكة الأغصان، وبرك تعج بالأسماك. هذا المنتجع موطن لنحو 130 نوعاً من الطيور، ويعتبر أكبر مكان للتجمع في المنطقة لطيور مالك. اكتشاف كهوف غوبينغ كانت سماوات غوا تمبرنغ تتثاءب فوق رأسي وأشق طريقاً إلى مكان الكهف حيث قمت بالغوص فيه عميقاً، إنه أحد الكهوف الكبيرة في شبه جزيرة ماليزيا، فأي خطوة على الأقدام ترجع صداها جدرانه، كما أن المغازل الطويلة للأحجار الجيرية ترتفع من الأرض الطينية الزلقة، برواسبها الكلسية التي تصب من الأعلى، فقد استطعت من خلال التحديق تحديد السياح الذين يسيرون في المسارات ذات الإضاءة الخافتة، إنهم يبدون بأحجام صغيرة للغاية من على بعد، فأحجامهم تتضاءل أمام طيات الأحجار الجيرية الضخمة. ولم يكن السياح المتنزهون الذين لديهم المصابيح الأمامية هم وحدهم الذين بإمكانهم المغامرة داخل الكهف الذي يبلغ عمقه 4.5 كم، ففي خمسينات القرن الماضي كانت غواتمبرنغ مخبأ للاشتراكيين، ومن ثم تحولت سريعاً إلى سجن يدار من قبل اليابانيين، ولكن هذه مجرد تغييرات طفيفة في سيرتها الجيولوجية: يقدر عمر الكهف ب 400 سنة. إن اكتشاف هذه المغارة سيراً على الأقدام أتاح لنا زمناً فسيحاً لتقييم حجم غواتمبرنغ، حيث تبلغ أعلى نقطة ارتفاع فيها نحو 72 متراً، وكذلك هناك تحديات مخيفة يمكنك تجريبها، مثل خوض المياه الباردة التي يبلغ ارتفاعها مستوى الصدر بين ثنايا الكهف، وهناك أيضاً مغامرات إلزامية داخل مياه الكهف فوق سطح الأرض، وقد حول نهر كامبر الجارف مدينة غوبينغ إلى مركز صغير للرياضات المائية.
مشاركة :