غيب الموت أمس الجمعة الفنان اللبناني ملحم بركات عن 72 عاما بعد أشهر قليلة من المرض قضاها في مستشفى ببيروت. وعانى الفنان الراحل من التهاب في العمود الفقري ثم الرئة ما أثر على القلب، لكنه ظل حتى الأيام الأخيرة ينفي وعائلته كل الأنباء التي كانت تتحدث عن تدهور صحته. ونعاه رفيق دربه الشاعر نزار فرانسيس في تغريدة على توتير قائلا: «رفيق عمري راح. نفسي حزينة حتى الموت». وقال فرنسيس لـ «رويترز» وهو يجهش بالبكاء: «اليوم خسرت أغلى رجل في حياتي». وقبيل دخوله المستشفى كان بركات في حالة نشاط فني كبير حيث أحيا حفلات خلال الصيف تنقل فيها بين قطر والأردن وتونس، كما اشترك في مهرجانات الصيف اللبنانية. واشتهر بركات بحرصه على التراث الغنائي العربي مع إضفاء لمسة تطوير مما جعل لأغنياته طابعا مميزا يجذب فئات عمرية مختلفة. وبركات من مواليد كفرشيما عام 1944 وكان يعمل نجارا وتعلم أصول العزف على العود وتأثر بالموسيقار المصري محمد عبدالوهاب، وكان يلحن بعضا من كلمات الجريدة اليومية ويغنيها كمطرب في قريته. عمل في الكثير من مسرحيات الأخوين رحباني والفنانة فيروز التي وقف أمامها كمدعٍ عامٍّ في مسرحية (الشخص) عام 1968 كما قدم ألحانا لكل من صباح ووديع الصافي وماجدة الرومي وآخرين. وقالت رندة عاصي بري رئيسة مهرجانات صور وزوجة رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري لرويتر: «نعتبره موسيقارا وفنانا من عمالقة لبنان. كنا دائما نحرص على أن نستفيد من هذا النوع من الفن أن يبقى بين الناس ويتسلم من أجيال إلى أجيال». وأضافت: «ملحم بركات منفرد في فنه منفرد بحضوره في الساحة الفنية، وأعتقد أنه أكثر من أعطى للبنان وأغناه في الفن الهادر. هو ظل متمسكا بأصوله وجذوره» وكان ملحم بركات أحد نجوم مهرجان ربيع سوق واقف في دورته الماضية، حيث أحيا حفلا بتاريخ 3 فبراير الماضي رفقة الفنان العراقي وليد الشامي بحضور جمهور كبير، حيث صدح بركات بعدد من الأغاني مزج فيها بين القديم والجديد على مدى ساعة كاملة استمتع بها جمهوره، علما أن بركات عقد خلال ذلك الحفل لقاء مع وسائل الإعلام تحدث خلاله حول عدة قضايا من أبرزها قوله إن الفنان محمد عبده لو لم يتجه إلى القصيدة بعد تقديمه لأغنية «ليلة» لأجلس كل الفنانين في بيوتهم، فيما أشاد بالفنانة ماجدة الرومي، لكنه أعلن عن توقفه عن التعامل معها، إلى جانب عدة قضايا أخرى، علما أن بركات كان أيضا احد نجوم آخر دورة من دورات مهرجان الدوحة للأغنية التي أقيمت في دسيمبر من عام 2010 بالحي الثقافي كتارا.;
مشاركة :