أعربت المملكة العربية السعودية عن تطلعها والمجموعة العربية في الأمم المتحدة إلى قيام الجهات المعنية في المنظمة الدولية بإطلاع العالم على حقيقة معاناة الشعب الفلسطيني ووقف حملات التضليل وقلب الحقائق وتزويرها الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي. جاء ذلك في بيان المملكة العربية السعودية نيابة عن المجموعة العربية أمام اللجنة الرابعة حول المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار للبند 53 المخصص للمسائل المتعلقة بالإعلام من الدورة الـ 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة والذي ألقاه شاهر بن خالد الخنيني. وقال الخنيني ” إن اللغة العربية وهي اللغة التي يتحدث بها أكثر مليار ونصف مسلم من شتى بقاع العالم هي صاحبة الدور الريادي في التواصل بين الشعوب والأمم وعابرة للقوميات وهي تختزن داخلها حضارات عدة ولها مكانتها التاريخية والعلمية والثقافية، ورغم ذلك تعاني اللغة العربية من غياب التكافؤ مع اللغات الأخرى المعتمدة في الأمم المتحدة حيث لم يتم نقل العديد من الوثائق والملفات إلى هذه اللغة بعد، في واقع تثبته بشدة صفحات المواقع الإلكترونية الخاصة بالأمم المتحدة”.وأضاف بأن ” تحقيق رسالة الأمم المتحدة في نشر السلم والأمن والتنمية المستدامة ونشر مبادئ حقوق الإنسان والرقي بالإنسان في جميع المجالات ونبذ التطرف ووقف خطاب الكراهية والعنف بين الشعوب والأمم أمر يتوقف على توصيل رسائلها الإعلامية إلى جميع تلك الأمم والشعوب وبكل صور الاتصال التقليدية منها والحديثة، ونشر المعلومة الصحيحة والحقيقية لما يواجهه العالم من أزمات وعوائق تحول دون تلك الأهداف لاسيما نقل معاناة الشعوب التي لازالت تنشد الحرية من نير الاحتلال وأساليبه وما تعانيه وأولها مأساة الشعب الفلسطيني وما يواجهه من احتلال منذ عقود من قتل وتشريد وتهجير ومصادرة للحقوق وللأرض واستمرار وتسارع النشاط الاستيطاني وتكثيف الأعمال غير القانونية في الضفة الغربية واستمرار الأعمال الاستفزازية ضد الفلسطينيين وأراضيهم وأماكنهم المقدسة، وتنفيذ إجراءات أحادية الجانب، وخلق وقائع جديدة على الأرض إتباعاً لسياسة فرض الأمر الواقع في انتهاك صارخ للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية”. وأشار إلى أن ” المجموعة العربية تتطلع إلى قيام الجهات المعنية في الأمم المتحدة وأجهزتها لاسيما الإدارة الإعلامية بدورها المأمول في كشف ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وإطلاع العالم على حقيقة معاناة الشعب الفلسطيني ووقف حملات التضليل وقلب الحقائق وتزويرها، وهي إذ ترحب بالجهود المبذولة في هذا الشأن تشير إلى أن تلك الجهود لا تزال تعاني من قصور واضح وأنها دون المأمول منها”. وتابع ” تكرر المجموعة العربية دعمها لجهود وكيلة الأمين العام للإعلام وتؤيد مطالبها بتوفير الموارد المالية والبشرية اللازمة ليتسنى لها تحقيق أهدافها وأهمها مبدأ التكافؤ بين اللغات المعتمدة ونقل رسالة الأمم المتحدة وأهدافها لجميع الأمم”. وبيّن الخنيني أن المملكة العربية السعودية تدعم مطالبة اللجنة لإقامة نظام عالمي جديد للإعلام والاتصال من شأنه أن يكون أكثر عدلاً وفعالية يستهدف تعزيز السلم والتفاهم الدولي ويقوم على التداول الحر للمعلومات ونشرها على نطاق أوسع وبصورة أكثر توازناً. وقال في هذا الخصوص “في هذا المجال تسعى المملكة العربية السعودية إلى تحول ثقافي وإعلامي ناهض وهو أحد أهداف رؤية المملكة 2030 التي اعتمدتها للعديد من الاستراتيجيات والسياسات والخطط والقوانين والمبادرات لتحقيقها, حيث توازي اهتمامها بخطة التنمية المستدامة 2030 , وتتجه المملكة العربية السعودية إلى تنمية الصناعة الإعلامية وتعزيز تنافسها عالمياً، كما تسعى المملكة وبجهد ملموس دولياً من خلال الإعلام إلى ترسيخ منهج الوسطية وقيم الإتقان والانضباط والعدالة والشفافية. وأكد ” أن المملكة تدعم مبادرات الشباب في مجال تعزيز دور الإعلام في محاربة الفكر المتطرف ونشر خطاب الحوار والسلام عبر الحملات الإعلامية المستمرة في الإعلام المرئي والمقروء, حيث يقود الإعلام الرسمي وغير الرسمي في المملكة مبادرات عده لمناهضة العنف الأسري وتعزيز مساهمة المرأة في جميع القطاعات”. واختتم الكلمة بالقول إن “حكومة المملكة تسعى جاهدةً لرفع مستوى الشفافية الإعلامية، كما تحرص على إيصال المعلومة عبر وسائلها الرسمية وبصفتها التقليدية وغير التقليدية بلغات عدة كالإنجليزية والفرنسية والإسبانية والروسية والفارسية والأوردية وغيرها من اللغات المستخدمة إقليمياً ودولياً”.
مشاركة :