أكد فضيلة الدكتور محمد حسن المريخي ضرورة الالتفات إلى أهمية الوقت واستغلاله، بما يصب في مصلحة عموم المسلمين، وقال في خطبة الجمعة، أمس، بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب: «إذا نظرنا بعيون مبصرة وقلب بصير في دنيانا، لوجدنا أن السنين تدور بسرعة لافتة للأنظار، وأن الوقت لا يعود، وتمضي الأعمار وتنقضي الآجال وتُطْوَى صحف عباد من الدنيا في ظرف سنوات قليلة». وأوضح: «أن الله تعالى يدعو الناس إلى الالتفات لأعمارهم، مصداقا لقوله تعالى (يأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون)». لافتا الانتباه إلى نعمتَي الصحة والفراغ، «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ». وقال: «اعلموا أن الله عالم بجميع أعمالكم وأحوالكم، لا تخفى عليه خافية ولا يغيب عنه من أموركم صغير ولا كبير ولا جليل ولا حقير، فاعلموا ذلك واعملوا ولا تُنسِكم الدنيا ربكم، كالذين اغتروا بدنياهم فنسوا العمل الصالح الذي يرفعهم الله به عنده بعد منِّه وكرمه، فعاقبهم بأن خرجوا من الدنيا، وما أخذوا منها شيئاً، وضيعوا آخرتهم فلم يعملوا لها شيئاً فخسروا الدنيا والآخرة». ودعا «المريخي» جموع المصلين إلى ضرورة الإفادة من الوقت لأنه عُمر الإنسان، وهو مثاب عليه أو معاقب، فإن بناه بخير طاب مسكنه ومأواه، وإن عمَّره بسوء وشر خاب وخسر، موضحاً أن الوقت المفسوح لنا في هذه الدنيا سوف ينتهي كما انتهت أوقات آبائنا وأجدادنا، وقال: «إن هناك أقواماً يبددون أوقاتهم وأعمارهم فيما لا فائدة فيه، وفيما يضيع عليهم حتى معاش الدنيا وشؤونها، تمضي عليهم الأعوام والأيام وهم ماكثون على حال قديمة، لا يبصرون، يضيعون ويفنون أعمارهم ولا يتعظون ولا يعتبرون بمن تخطفهم المنايا أو الأمراض». وأضاف: «إن هناك مَن أفنَوْا أعمارهم وأوقاتهم تحت ضلال الأحزاب وطغيان الفلسفات وضياع المناهج شرقاً وغرباً، حتى مات بعضهم ولقِيَ الله تعالى خالياً من العمل الصالح الذي يريده الله والدين الخالص الذي ابتغاه الله تعالى»، منوهاً بأن هناك أقواما أعطوا وقتهم للدنيا وبخلوا على أنفسهم من الآخرة، صلاتهم ضعيفة تأتي في آخر تفكيرهم، إيمانهم ضعيف يأتي في آخر قوائم اهتماماتهم، إقبالهم على الدنيا بكل شغف وهلع، صلاتهم لا تنهى عن فحشاء، وإيمانهم لا يردع عن قول مشين، أقوام مغبونون في أوقاتهم وصحتهم، وعندهم صحة لغير طاعة الله، وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك قائلا: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)»، رواه البخاري. وأضاف: «كم لفت الله انتباه عباده المتأخرين إلى ما فتح من الدنيا على عباده الذين مضوا والذين انشغلوا بالدنيا وأنستهم ربهم، فأخذهم الله تعالى في حين غفلة من أمرهم، فلم تغن عنهم دنياهم من الله شيئاً، لقوله تعالى (أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثاراً في الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون)». وتابع «المريخي» متوجهاً بحديثه إلى جموع المسلمين: «إن الوقت لا ينصرم هكذا، لا يجب أن ينصرم من بين أيديكم وأنتم تنظرون، حافظوا على دينكم صافياً نقياً وأقيموا الصلوات في أوقاتها وسارعوا إلى مرضات ربكم واجتنبوا معاصيه، واعتبروا بمن مضت أوقاتهم ولم يستفيدوا حتى عاجلتْهم المنايا أو الأمراض».;
مشاركة :