تحقق المفوضية الأوروبية فيما إذا كانت صفقة الاستحواذ المقترحة لشركة الكيماويات الصينية المملوكة للدولة "تشاينا ناشيونال كيميكال كوربوريشن" (كيم تشاينا)، على شركة إنتاج المبيدات والبذور الزراعية السويسرية "سينجينتا"، تتماشى مع قواعد المنافسة الخاصة بالاتحاد الأوروبي أم لا. وقالت مارجريت فيستاجر مفوضة شؤون المنافسة ومحاربة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي في بيان لها أمس: "نحن بحاجة إلى التقييم بعناية لمسألة ما إذا كان الاندماج المقترح من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع الأسعار أو انخفاض الاختيار للمزارعين". وكانت المخاوف قد أثيرت بسبب تحقيق أولي أظهر أن الشركتين لديهما أسهم كبيرة في السوق لبعض المنتجات الزراعية مثل مبيدات الأعشاب والمبيدات الحشرية ومبيدات الفطريات وهرمونات ومنظمات نمو النبات، التي تعتبر حيوية للصناعة الزراعية الأوروبية. وكانت كيم تشاينا قد وافقت في مطلع العام الجاري على شراء سينجينتا ومقرها بازل بسويسرا، لقاء مبلغ 43 مليار دولار، في أكبر صفقة استحواذ من نوعها على الإطلاق لشركة صينية. وقال مصدر مطلع إن شركة الكيماويات الصينية المملوكة للدولة "كيم تشاينا" مستعدة لتقديم مزيد من التنازلات لنيل موافقة جهات مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي على عرضها البالغ قيمته 43 مليار دولار لشراء مجموعة المبيدات الحشرية والبذور السويسرية سينجنتا. وقال المصدر إن كيم تشاينا قدمت مقترحا إلى المفوضية الأوروبية في سبتمبر يشمل خطة للتخارج من أصول قيمتها نحو 20 مليار دولار بوحدتها "أداما للحلول الزراعية". لكن المفوضية اعتبرت خطط التخارج هذه غير كافية وقدمت "قائمة أكثر تفصيلا بحلول محتملة" خلال اجتماع عقد مع الشركتين الأسبوع الماضي حسبما ذكر المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه لأنه غير مخول بالتحدث إلى وسائل الإعلام. وأضاف المصدر أن "كيم تشاينا" مستعدة للتعاون بشكل كامل مع المفوضية الأوروبية وتقديم خطة ترضي الجهات المعنية بالموافقة على الصفقة. ويأتي التدقيق التنظيمي في صفقة "كيم تشاينا" وسينجنتا التي تعد أكبر استحواذ خارجي للصين على الإطلاق في وقت تشهد فيه صناعة الكيماويات الزراعية العالمية موجة دمج حيث تسعى الشركات إلى حشد قواها لكي تصبح أقدر على المنافسة فيما بينها.
مشاركة :