أكدّ مختصون نفطيون أن الفوائض النفطية داخل الأسواق لا زالت تمثل تحدّياً أمام مؤشر التوازن بها، وأنها بحاجة المزيد من الوقت كي تعكس آثارها على مؤشرات السوق العالمية. وقال المدير التنفيذي لشركة إنيرجي أوتلوك أدفايزرز بالولايات المتحدة الأميركية الدكتور أنس الحجي إن المشكلة الأساسية أن أسعار النفط لم تنخفض بالشكل الكبير واللازم من أجل الإسهام في توزان السوق، وهو الأمر الذي جعل الكثير من المنتجين بين الحياة والموت، وقد يستمر هذا الأمر لفترة طويلة، وبطبيعة الحال فإن هذا الأمر سيزيد من معاناة الدول المنتجة. وتابع الدكتور الحجي هناك اقتصادات منهكة جرّاء ضعف مؤشر الأسعار، إلا أن الخوف يكمن في عدم تواجد لمقومات النهوض إن استمرت الأسعار في مستوياتها الحالية أو حتى إذا ارتفعت. وذكر أن الشركات الغربية عندما تعاني من الكساد فإنها تقوم بالتخلص من العمالة الأقل كفاءة بغض النظر عن رواتبها، وتحافظ على العمالة المميزة ذات الكفاءة العالية التي ستمكنها من النهوض مرةً أخرى حتى لو كانت رواتبها عالية، إلا أنه بدول أوبك وبشكل خاص في دول الخليج يتم التخلص من ذوي الرواتب العليا أولاً، وبذلك تتم خسارة أصحاب الكفاءات العالية القادرين على النهوض بالشركات مرة أخرى. من جهته أكدّ الدكتور محمد الشطي -محلل نفطي- أهمية التنبه لحقيقة وجود التخمة في الأسواق النفطية والمتمثلة في مستويات قياسية للمخزون النفطي، واستمرار رفع الإنتاج وفق خطط إستراتيجية للمنتجين وأنها تحتاج إلى وقت لسحبها واستيعابها من أجل استعادة التوازن، ومن العبث التوقع بارتفاع أسعار النفط الخام أسوةً بمستوياتها السابقة، ولكن المؤشرات تدل على استمرار نفط خام برنت حول 50 دولاراً للبرميل وذلك إلى منتصف العام المقبل على الأقل، وتحقق التوازن أما انحسار الفائض فهو افتراض معقول وواقعي. وقال هنالك أمور يجب التنبه لها وهي لا يعبر الإنتاج الشهري عن وتيرة ثابتة في الإنتاج والتصدير، والمتابع لإنتاج إيران والعراق خلال الأشهر الماضية يؤمن بهذه الحقيقة، كذلك لازالت الأحوال في ليبيا ونيجيريا بعيدة عن الاستقرار، وأيضاً تلمس وتيرة ثابتة متصاعدة للإنتاج يبدو حالياً أمراً غير وارد، كما أن اتفاق أوبك في الجزائر يفرض الالتزام بسقف محدد؛ لإحداث خفض في مستويات الإنتاج للأعضاء بالمنظمة كي يصل إلى مستويات تحقق سقف الإنتاج ضمن نطاق 32.5 – 33 مليون برميل يومياً، ولجنة الخبراء هي لجنة فنية مفوضة، ومكلفة كذلك بالوصول إلى توافق يتم اعتماده في مؤتمر أوبك القادم، وهناك زخم ودعم سياسي واضح لجهودها من خلال التصريحات التي صدرت عن الأوبك خلال الأيام السابقة، وأن من المخاطر استمرار روسيا ضمن مستويات إنتاج عالية، فقد بلغ إنتاجها 11.1 مليون برميل يومياً في سبتمبر 2016 مقارنةً بأغسطس في نفس العام حيث كان الإنتاج 10.7 ملايين برميل يومياً. وأضاف هناك موضوعان يحظيان بانتباه السوق ويؤثران على مسار أسعار النفط الاول وهو الأهم سحوبات من المخزون النفطي وكلما توالت وازدادت فإن أسعار النفط في تعافي والثاني تطورات اجتماعات اللجنة الفنية وتوافقها حول أعاده توزيع مستويات الإنتاج بما يتناسب والسقف الإنتاجي الذي تم الاتفاق عليه، فإن أي تقدم في هذا المسار بلاشك يعني تعافي أسعار النفط. د. محمد الشطي
مشاركة :