الشاعر نزار فرنسيس أول من نعى بركات وأكد خبر وفاته، حيث غرد على تويتر قائلا “رفيق عمري راح.. نفسي حزينة حتى الموت”. وبعد تأكيد الخبر، نعت مجموعة كبيرة من الفنانين والإعلاميين اللبنانيين والعرب الراحل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث استعان عدد منهم بكلمات أغانيه. وكتب فارس كرم “ضيعان قلبي عليك يا ملحم بركات”، ثم علق زين العمر بـ”وداعا أيها المعلّم”. وكتبت الممثلة السورية شكران مرتجى “من بعدك مين بده يغني للقمر ومن بعدك مين بده يشغل العالم كل ما طل من بعدك لمين الزهر بينحني… وبتشرق لمين شمسك يادني. وداعا ملحم بركات”. ويعتبر بركات الذي يملك رصيدا من نحو 13 ألبوما وأكثر من 107 أغنيات، فرنسيس توأم روحه، حيث كتب له معظم كلمات أغانيه وكان ينتظر تحسن صحته لوضع اللمسات الأخيرة على ألبومه الذي اختار مسارا جديدا له فهو أداه في الإستوديو وليس على أسلوب الحفلة المباشرة. وولد بركات في قرية كفرشيما التابعة لقضاء بعبدا بمحافظة جبل لبنان، في 15 أغسطس من العام 1945، وهو يعتبر من أشهر الفنانين والملحنين اللبنانيين العرب، حيث اشتهر بلقب “الفنان المثير والثائر”. وعرف المطرب اللبناني بتصريحاته وآرائه المثيرة سواء في الفن والحياة أو حتى في السياسة، حيث تميّز بشخصيته العفوية والحادة، وبمواقفه السياسية الواضحة التي أثارت الكثير من الجدل خلال السنوات الماضية، في ظل تأزّم الأوضاع السياسية في لبنان. وكانت علاقته العاصفة مع الفنانة مي حريري، قبل أن تبدأ رحلتها الغنائية، مصدر متابعة واهتمام كبيرين من قبل الصحافة، فتزوجها لتسع سنوات بعدما انفصل عن زوجته الأولى رندا التي أنجبت له أبناءه مجد ووعد وغنوة، في حين أثمرت علاقته بحريري ابنه ملحم جونيور. وكان الفنان الراحل قد تأثر بفن الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب، وظهرت موهبته منذ كان في المدرسة، كما درس الموسيقى والغناء الشرقي والعزف على آلة العود لمدة أربع سنوات في المعهد الوطني للموسيقى، ووصف العديد من الفنانين اللبنانيين الكبار موهبته بأنها “لا مثيل لها لما يمتلكه من طبقات صوت عالية وذات مواصفات جيدة”. وطبع بركات الأغنية العربية المعاصرة بأسلوبه اللحني الإبداعي وأدائه الذي يجمع بين الطرب الأصيل والغناء المتجدد، حيث لحّن للعديد من الفنانين المشهورين أبرزهم الراحلين وديع الصافي وصباح، بالإضافة إلى سميرة توفيق، وماجدة الرومي، ووليد توفيق، ونجوى كرم وغيرهم. لطالما عبر بركات عن قلقه من المرض وعذابه عند فقدان كل عزيز أو حبيب، حيث غنى لوالدته بعد وفاتها "يا كبيرة هيك البيت" تعاون “الموسيقار”، وهو اللقب الذي أطلقه عليه الراحل جورج إبراهيم الخوري عندما كان رئيس تحرير مجلّة “الشبكة”، مع الرحابنة وروميو لحود وشارك في أكثر من مسرحية مع الشحرورة صباح. كما وقف أمام فيروز في مسرحية “فخر الدين” ومع سلوى القطريب في مسرحية “زمرد”. وأطل في برنامج “ساعة وغنية” مع الأخوين رحباني، إذ نجح في ترك الأثر الأكبر لدى المشاهدين وشارك يومها جورجيت صايغ في أغنية ثنائية بعنوان “بلغي كل مواعيدي” فلاقت نجاحا كبيرا وأسرت قلوب الصغار والكبار معا. وعرف عن بركات عشقه للهجة اللبنانية، حيث كان يرفض الغناء بأي لهجة أخرى، وكان يلقب بـ”مطرب الضيعة”. وحققت ألحانه وأغانيه مثل “حمامة بيضا” و”ولا مرة” و”على بابي واقف قمرين”، و”موعدنا أرضك يا بلدنا”، نجاحات كبيرة في لبنان والعالم العربي. وقبيل دخوله المستشفى، كان بركات في حالة نشاط فني كبير، حيث أحيا حفلات خلال الصيف تنقل فيها بين قطر والأردن وتونس، كما اشترك في مهرجانات الصيف اللبنانية. واجتاح خبر وفاة بركات مواقع التواصل الاجتماعي منذ ليلة الخميس، حيث نعاه الكثيرون ما دفع نجله إلى الكشف عن أن “الموسيقار تدهورت حالته الأربعاء لكنها عادت واستقرت الخميس”، مضيفا “والدي بخير وهو موجود في غرفته في المستشفى، لكن حاله كحال أي مريض يتحسن يوما وينتكس يوما آخر”. وتابع قائلا “نتحلى بالصبر والإيمان وأدعو اللبنانيين إلى الدعاء لوالدي والخروج من مستنقع الشائعات التي باتت تؤثر سلبا على صحة الموسيقار”. ولطالما عبر بركات عن قلقه من المرض وعذابه عند فقدان كل عزيز أو حبيب، حيث غنى لوالدته بعد وفاتها “يا كبيرة هيك البيت”، في حين غنى لابن شقيقته الذي رحل عن عمر يناهز الثمانية عشر عاما أغنية “عهد الله يا محبوب”. :: اقرأ أيضاً سحر الشرق يكتسح أسبوع الموضة الصينية منع طالب لجوء في ألمانيا من رؤية ابنته بعد عرضه بيعها على إيباي سيارات طائرة من أوبر للتخفيف من الازدحام المروري
مشاركة :