أفاد نشطاء في المعارضة السورية بوقوع غارات جوية واشتباكات على حافة مدينة حلب المتنازع عليها شمالي البلاد. ويأتي هذا القتال السبت بعد يوم من شن المعارضة السورية هجوما واسعا يستهدف كسر الحصار الحكومي المستمر منذ أسبوع على الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها قوات المعارضة شرقي أكبر المدن السورية. قالت وسائل الإعلام الرسمية السورية، إن المتمردين قصفوا الأحياء الغربية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة صباح السبت، ما أسفر عن إصابة ستة أشخاص على الأقل، بينهم فتاة، وأسفر قصف المتمردين لحلب الجمعة عن مقتل 15 شخصا وإصابة أكثر من مائة آخرين. وأفاد المرصد السوري صباح السبت، عن تواصل الاشتباكات بين قوات النظام من جهة والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة ثانية عند الأطراف الغربية لمدينة حلب، وقد تركزت في النقاط التي تقدم فيها المقاتلون. وكان تحالف فصائل جيش الفتح وبعد ساعات على إطلاقه الهجوم حقق تقدما بسيطرته على الجزء الأكبر من منطقة ضاحية الأسد باستثناء بعض الأبنية المحيطة بالأكاديمية العسكرية داخلها وأخرى على تخومها الشرقية والجنوبية. وأفاد مراسل فرانس برس في ضاحية الأسد، عن دمار كبير بسبب الغارات الجوية الكثيفة التي استهدفت المنطقة طوال الليل. وأكد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لفرانس برس، استهداف غارات جوية روسية مكثفة مناطق الاشتباكات وبشكل خاص ضاحية الأسد، مشيرا إلى أن قوات النظام أطلقت السبت هجوما مضادا لاستعادة النقاط التي خسرتها. ويشارك نحو 1500 مقاتل قدموا من محافظة إدلب شمال غرب المجاورة ومن ريف حلب، في المعارك التي تدور على مسافة تمتد نحو 15 كيلومترا في أطراف حلب الغربية. وقال أحد القياديين العسكريين في صفوف جيش الفتح، لفرانس برس أثناء تواجده في ضاحية الأسد، نحن حاليا على تخوم الأكاديمية العسكرية، موضحا أن المرحلة المقبلة هي الأكاديمية العسكرية وحي الحمدانية الذي يقع بين ضاحية الأسد غربا وحي العامرية شرقا الذي تسيطر الفصائل المعارضة على أجزاء منه. وفي حال تمكنت الفصائل من السيطرة على هذا الحي، ستكسر بذلك حصار الأحياء الشرقية عبر فتحها طريقا جديدا يمر من الحمدانية وصولا إلى ريف حلب الغربي. وتحاصر قوات النظام منذ نحو ثلاثة أشهر أحياء حلب الشرقية حيث يقيم أكثر من 250 ألف شخص في ظل ظروف إنسانية صعبة، حيث لم تتمكن المنظمات الدولية من إدخال أية مساعدات إغاثية أو غذائية إلى القسم الشرقي منذ شهر تموز/يوليو الماضي. وتشكل مدينة حلب الجبهة الأبرز في النزاع السوري والأكثر تضررا منذ اندلاعه العام 2011، إذ من شأن أي تغيير في ميزان القوى فيها أن يقلب مسار الحرب التي تسببت بمقتل 300 ألف شخص وتهجير الملايين وتدمير البنى التحتية.
مشاركة :