بغداد (وكالات) قالت مليشيات «الحشد الشعبي»، أمس، إنها بدأت هجوماً عسكرياً في المحور الغربي لمدينة الموصل، في إطار عملية تزعم أنها تهدف «لتضييق الخناق» حول معقل «داعش» وقطع طرق إمداده في البلاد، وسط مخاوف متزايدة من أن الخطوة قد تؤجج التوترات الطائفية بهذه المنطقة ذات الأغلبية السنية، فيما أعلن أحمد الأسدي المتحدث باسم «الحشد الشعبي» المدعوم من قبل إيران، أن قواته تعتزم عبور الحدود إلى سوريا للقتال مع قوات الرئيس بشار الأسد بعد طرد «داعش» من الموصل. والمحور الغربي حيث تقع تلعفر، الجهة الوحيدة التي لم تصل إليها القوات العراقية التي تتقدم من الشمال والشرق والجنوب باتجاه الموصل. وقال الأسدي «هدف العملية قطع الإمداد بين الموصل والرقة، معقل التنظيم في سوريا، وتضييق الحصار على المتشددين بالموصل، وتحرير تلعفر التي يغلب على سكانها التركمان». واستهداف تلعفر التي تخضع لسيطرة «داعش» والقريبة من الحدود مع تركيا ويقطنها عدد كبير من التركمان الذين لهم علاقات تاريخية وثقافية بتركيا، سيقلق أنقرة. وحذرت جماعات حقوقية من احتمال نشوب أعمال عنف طائفية إذا سيطر الحشد على مناطق يشكل فيها السنة أغلبية، وهو واقع أغلب المناطق شمال وغرب العراق. كما تشكل مشاركة «الحشد الشعبي» في معركة الموصل محور تجاذبات سياسية، لأن الغالبية العظمى من سكان الموصل من السنة. وأبدى مسؤولون سنة عرب وأكراد اعتراضهم على مشاركة هذه المليشيات في معارك الموصل، ووعدت بغداد بأن القوات الحكومية وحدها ستدخل المدينة. وتؤكد الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية، أن حملات سابقة شهدت ارتكاب «الحشد الشعبي» انتهاكات خطيرة تتضمن جرائم حرب ضد مدنيين فارين من «داعش».
مشاركة :