أثار قرار اتحاد كرة القدم بدء تفعيل لائحة عقوبات، ضد قصّات الشَّعر الغريبة في الملاعب، جدلاً بين اللاعبين والإداريين، فمنهم من أيد القرار لدوره في وضع حد للظاهرة السلبية المنتشرة في الملاعب المحلية وآثارها السلبية في اللاعبين الصغار، وآخرون رفضوه لكونه يتدخل في حريات اللاعبين الشخصية، فيما تساءل بعضهم عن كيفية تطبيق القرار، وما إذا كانت هناك معايير وشروط معينة ونماذج لقصات الشعر المسموح بالظهور بها من عدمه. جيان: قصات الشعر جزء من كرة القدم أبدى مهاجم الأهلي، الغاني أسامواه جيان، استغرابه قرار اتحاد الكرة بتوقيع عقوبات على اللاعبين الذين يظهرون بقصات شعر غريبة، مشيراً إلى أنه لا يعتقد أن ظهور اللاعب بقصة شعر معينة ستؤثر في لعبة كرة القدم، وأن «قصات الشعر» جزء من اللعبة، والأجواء المرتبطة بها. وعما إذا كان سيقوم بتغيير قصة شعره تجنباً لتوقيع عقوبة عليه، قال: «نحترم قرار اتحاد الكرة، لكن لا أعلم ما إذا كنت سأقوم بتغيير قصة شعري أم لا، خصوصاً أنني لا أعلم آلية تطبيق القرار، أو قصات الشعر التي يجب أن نتبعها تجنباً للعقوبات». وكان مجلس إدارة اتحاد كرة القدم قرر، خلال اجتماعه أخيراً، البدء في تفعيل لائحة عقوبات ضد قصّات الشَّعر الغريبة ولجميع المراحل، بعد أن نشرت «الإمارات اليوم» تحقيقاً عن انتشار الظاهرة دون تفعيل للعقوبة الموجودة أصلاً في لائحة الانضباط، إذ تبدأ العقوبة بلفت النظر أو الإنذار ثم الغرامة والإيقاف ومضاعفة العقوبة في حال تكررت المخالفة، دون تحديد نوعية القصات التي تتم العقوبة عليها وترك الأمر للجنة الانضباط. وأكد مدافع الأهلي سالمين خميس أن قرار اتحاد الكرة الخاص بالتصدي لظاهرة قصات الشعر، هو قرار موفق للغاية، وقال لـ«الإمارات اليوم»، إن «اللاعب ليس بقص شعره، وإنما بعطائه داخل الملعب، ومن يرد أن يتعلم فعليه أن يُلقي نظرة على نجم برشلونة الإسباني، ليونيل ميسي، كيف يظهر بتسريحة طبيعية دون أي مبالغة، رغم شهرته الواسعة وتسليط الأضواء الجماهيرية والإعلامية في كل مباراة يلعبها». من جهته، قال المشرف العام على الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، عبدالمجيد حسين، إنه لم يكن يفضل أن يكون موقف اتحاد الكرة تجاه قصات شعر اللاعبين يسير في اتجاه القرارات الرسمية، مضيفاً: «من الصعب أن تطبق قراراً مثل هذا دون أن يخلف القرار أي اعتراضات، وأتصور أن الموضوع بحاجة إلى قناعات أكثر من التلويح بالعقوبات، الأمر من وجهة نظري كان يحتاج إلى توجيه إعلامي، من خلال حملات إعلامية لإقناع اللاعبين بأن تصرفات مثل هذه غير مُستحبة في الملاعب الإماراتية، ومثل هذه الطريقة ستُقنع اللاعبين أكثر من أي مواقف أخرى». وأشار إلى أن «تطبيق القانون الذي ينوي اتحاد الكرة تفعيله في هذا الجانب سيواجه صعوبات كبيرة، فعلى سبيل المثال إذا اشتكى لاعب أو تذمر من العقوبة المفروضة عليه، خصوصاً أنه لا يوجد نص في قانون الاتحاد الدولي (فيفا)، يمنع مثل هذه الأمور الشخصية». وأوضح: «أنا أتساءل أيضاً: ما المعايير التي سينظر إليها اتحاد الكرة، لإثبات أن قصات شعر اللاعبين تحمل إدانة لهم، هل هناك شكل مُعين لقصة الشعر، ومن سيُحدد مستقبلاً ما إذا كانت قصات شعر اللاعبين تحمل سلوكاً يُعاقب عليه، هل يحددها الحكم أم الجمهور، أم المعلق، الحكم ليس من صلاحياته مثل هذه الأمور». وأثنى لاعب خط وسط الشباب، الدولي داود علي، على القرارات الإدارية التي أصدرها اتحاد الكرة، لحفظ سلوكيات اللاعبين داخل أرضية الملعب، وقال: «زادت ظاهرة قصات الشعر على الوضع الطبيعي، وأصبحت سلوكاً سلبياً يتنافى مع عادات وتقاليد المجتمع الإماراتي، وللأسف تلك الظاهرة بدأ ينتهجها العشرات من اللاعبين الصغار، الذين سلكوا مسلك اللاعبين الكبار نفسه، وأصبحوا قدوة سلبية لهم». مواضيع ذات صلة: - قصات الشعر الغريبة في الدوري بلا عقوبات - البدء بتفعيل لائحة عقوبات قصّات الشَّعر بعد شهر وأضاف: «أتذكر حينما ظهرت قصة شعر لاعب الشباب والأهلي السابق، البرازيلي سياو، خصوصاً في الفترة التي كان يلعب فيها لنادي الشباب، كان يقلده اللاعبون الصغار، بشكل كان شخصياً لا يُعجبني». وتابع: «معظم اللاعبين الذين يظهرون بقصات شعر غريبة ومختلفة هم الأقل تركيزاً داخل المستطيل الأخضر، مثل هؤلاء اللاعبين يركزون أكثر مع صالونات الحلاقة، ويترددون عليها قبل كل مباراة بيوم أو يومين، هم يُفكرون في كيفية ظهورهم أمام الجماهير بشكل يلفت الأنظار، وتكون محصلة أدائهم أقل مما هو متوقع، والخاسر الوحيد هو النادي الذي يلعب له». أما لاعب الشباب محمد مرزوق، فقد أكد أن أي قرارات من شأنها حفظ النظام والالتزام داخل الملعب وحتى خارجه، أمر يُحترم من قبل المعنيين بكرة القدم الإماراتية، وقال: «أتصور أن القرار الذي أصدره اتحاد الكرة بشأن الخطوات الخاصة بإنذار وطريقة معاقبة اللاعبين الذين لا يلتزمون بقصات شعرهم، هو قرار يُحترم بالفعل، فاللاعبون الكبار هم قدوة في كل تصرفاتهم، وإذا لم يكن اللاعب رقيباً على تصرفاته، فيجب أن تحضر اللوائح والقوانين، وهو ما فعله اتحاد الكرة». واختلف حارس مرمى الشباب، سالم عبدالله مع الآراء السابقة، مؤكداً أن اللاعبين سواء المواطنين أو الأجانب، وهم وحدهم أصحاب القرارات في ما يخص حياتهم الشخصية، ولفت: «في كل ملاعب العالم، يظهر لاعبون أمام جماهيرهم وجماهير الفرق المنافسة بقصات شعر غريبة، وهذه من الأمور الشخصية، ولم نسمع عن قرارات صدرت في حقهم». «قرار اتحاد الكرة يُحترم بالفعل، فاللاعبون الكبار قدوة».
مشاركة :