باستخدام أداة جديدة للبحث في التركيبة الجزيئية للخلايا توصل علماء من معهد ويلكوم ترست سانجر بالمملكة المتحدة، إلى أن العلامة المعروفة اختصاراً بـPD-1 والتي تعمل كاستهداف علاجي لبعض أنواع مرض السرطان، يمكن أن تصبح أيضاً استهداف علاجي لحالة الربو وبعض اضطرابات المناعة الذاتية. تظهر اضطرابات المناعة الذاتية عندما يصبح جهاز المناعة إما غير قادر على القيام بوظيفته كالتخلص من الخلايا غير المرغوب فيها في حالة الالتهابات أو أمراض السرطان، أو أن يصبح أكثر نشاطاً وحينها يهاجم الخلايا والأنسجة السليمة فتظهر أمراض المناعة الذاتية والحساسيات كالربو حيث يصبح مجرى الهواء متورما أو ملتهبا. اختبر الباحثون مجموعة من الخلايا بالجهاز المناعي اكتشفت مؤخراً تعرف بـالخلايا الليمفاوية الفطرية أو (ILC) والتي تنبثق منها مجموعة أخرى تعرف بالخلايا الليمفاوية الفطرية الثانوية (ILC2) والتي تتحكم بالاستجابة المناعية أثناء تعرض الشخص للعدوى أو الربو، ولاحظ الباحثون أن معدلاتها تتزايد بسرعة عند التعرض للملوثات أو السموم ما يسبب التهاب الرئة، وباستخدام وسيلة جديدة تعرف بتسلسل الحمض النووي الريبوزي لوحيدات الخلية، تمكن العلماء من استكشاف المئات من خلايا النخاع العظمي للفئران وذلك للتوصل لكيفية تطور الخلايا الليمفاوية الفطرية الثانوية ووجدوا أن الخلايا الليمفاوية الفطرية الأصل يظهر بسطحها البروتينPD-1 كما وجد أن الخلايا الثانوية التي تنشط يظهر بها أيضاً ذلك البروتين بمعدلات عالية وهو البروتين ذاته الذي يتم استهدافه عند علاج بعض أنواع أمراض السرطان ولكن يتم استهدافه بأسطح خلايا أخرى من جهاز المناعة وهي الخلايا التائية والتي تقضي على الخلايا السرطانية بتلقائية، ولكن تتسلح الخلايا السرطانية بأجهزة تذهب بنشاط تلك الخلايا وذلك لقيام الخلايا السرطانية بإلحاق جزيئات خاصة بالبروتين PD-1 ولكن تعمل العلاجات المتوفرة حالياً لعلاج السرطان على وقف البروتين وبذلك لا تستفيد منه الخلايا السرطانية وبعض ذلك الاكتشاف أصبح العلماء على أمل كبير في أن يشكل علاج السرطان علاجا فعالا للربو وأمراض المناعة الذاتية، ومن ناحية أخرى فإن هذه الدراسة ساعدت في توفير المزيد من المعلومات حول حيوية جهاز المناعة وكيفية زيادة فعالية أدوية السرطان.
مشاركة :