الصاروخ الباليستي الذي أطلقته الميليشيات الحوثية صوب مكة المكرمة، أسفرعن استنكار المسلمين في العالمين العربي والإسلامي بشكل واسع، وهو استنكار أيدته مختلف شعوب العالم المحبة للعدل والحرية والسلام والرافضة لكل أساليب العدوان والغدر والخيانة، فما أقدمت عليه تلك الميليشيات يمثل اعتداء صارخا على القيم الإسلامية الكبرى، وعلى مقدسات المسلمين. إنها جريمة شنعاء، تمثلت في ضرب أقدس الأماكن لدى المسلمين، وقد كانت ردة الفعل الغاضبة من سائر المسلمين في العالم في مستوى تلك الجريمة البشعة، التي تمثل ما تضمره تلك الميليشيات والمخلوع صالح من عدوان على المسلمين، وتمثل في ذات الوقت عدوانا صارخا على مبادئ وتعليمات العقيدة الإسلامية السمحة التي استهان بها هؤلاء من خلال عدوانهم السافر على مكة المكرمة. والدعم الإيراني المتواصل للحوثيين لمواصلة شن اعتداءاتهم السافرة على أبناء اليمن من جانب وعلى المسلمين واستهداف مقدساتهم؛ يكشف بوضوح عن ما يبيته حكام طهران من اعتداءات سافرة ضد المسلمين وضد مقدساتهم وضد الإسلام، رغم تشدقهم عبر أبواقهم الإعلامية الجوفاء بدفاعهم عن الإسلام والمسلمين، وتلك كذبة كبرى اتضحت تفاصيلها وجزئياتها من خلال دعمهم للحوثيين المستهينين بحرمة المقدسات الإسلامية. هذا الدعم الإيراني السافر للميليشيات الحوثية والمخلوع صالح هو تهديد واضح -لا لبس فيه ولا غموض- لحياة المدنيين العزل في المحافظات اليمنية من جانب، وتهديد كذلك للمقدسات الإسلامية من جانب آخر، فإطلاق الصاروخ الباليستي صوب مكة المكرمة هو استفزاز لمشاعر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وعدوان آثم على الإسلام بكل مبادئه وتعليماته السمحة. وتمثل تلك الجريمة أكبر عدوان حوثي على الإسلام والمسلمين. ويتضح من خلال دعم حكام طهران للميليشيات الحوثية والمخلوع صالح بالسلاح ومدهم بتلك الصواريخ الباليستية، أنهم يستهدفون مقدسات المسلمين، فالدعم المطلق لتلك الميليشيات لا يمثل في حقيقته إلا عدوانا صارخا على المسلمين وعلى مقدساتهم وعلى الشعب اليمني وعلى الشعوب المجاورة لليمن، فالدعم في حد ذاته يمثل اشتراكا واضحا مع الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح لتهديد المسلمين وتهديد أبناء اليمن. النظام الإيراني بدعمه المتواصل للميليشيات الحوثية والمخلوع صالح، إنما يقوم بدعم جماعة إرهابية لا تتورع إطلاقا عن إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية الصنع على المقدسات الإسلامية وعلى المدن السعودية المتاخمة لليمن، وعلى أبناء اليمن أنفسهم داخل منازلهم، فالنظام بهذه الصورة إنما يدعم الإرهاب ويمده بأسباب العدوان والبقاء، ويمده بسلاح يمكنه من العدوان على المسلمين وعلى عقيدتهم ومقدساتهم. واستهداف الأراضي المقدسة يكشف بوضوح عن زيف شعارات الميليشيات الحوثية المنحرفة، وتلك شعارات مرفوعة لخداع الرأي العام اليمني والعربي والإسلامي بحرصهم على الإسلام والدفاع عن قضايا المسلمين في وقت يستهدفون فيه مقدسات المسلمين كما هو الحال مع إطلاقهم أحد صواريخهم الإيرانية الصنع على مكة المكرمة، وهي أشرف بقعة إسلامية يعتز بها المسلمون في كل مكان. تلك الجريمة الشنعاء التي أقدم عليها الحوثيون كشفت للعالم الإسلامي ولكافة دول العالم عن المسالك الإرهابية التي تمارسها تلك الميليشيات ومن ورائها حكام طهران الذين يمدونهم بكل الأسلحة التي تمكنهم من العدوان على أبناء اليمن لإطالة أزمته وإطالة الحرب القائمة بينها وبين الشرعية اليمنية، التي ما زالت تحقق رغم ذلك انتصاراتها الساحقة على تلك الممارسات الإرهابية في سائر المحافظات اليمنية.
مشاركة :