بقايا الشقيقات السبع تطارد قطرة من البترول

  • 10/30/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

شركات البترول السبع العالمية العظمى (بقايا الشقيقات السبع) أصبحت الآن تملك فقط أقل من 10 % بعد أن كانت تسيطر تقريبا على جميع البترول المؤكد في جميع أنحاء العالم. كذلك – وهذا لا يقل أهمية – أنه حتى هذه ال 10 % التي تملكها هذه الشركات العالمية العملاقة هي من حقول البترول الصعبة عالية التكاليف في الأماكن النائية وأعماق البحار ومعظمها الآن ليست اقتصادية (تكاليف استخراجها أعلى كثيرا من أسعار البترول) ولذا تحتفظ بها للمستقبل. بينما في نفس الوقت أصبحت الآن الشركات الوطنية الناشئة – على رأسها أرامكو – تملك أكثر من 90 % من البترول المؤكّد في شتى أصقاع المعمورة، والشيء الأهم أن هذه ال 90 % من احتياطات البترول المؤكدة التي تملكها شركات البترول الوطنية معظمها البترول التقليدي الرخيص (أي المنخفضة تكاليف استخراجها) الذي يمد العالم بمعظم استهلاكه للبترول. لقد أدت التغيرات والتطورات المتسارعة في عالم البترول وانحسار مناطق نفوذ الشقيقات السبع الى لجوء هذه الشركات الى الاندماج مع بعضها وتغيير مسمياتها لتتلاءم مع مركزها الحالي، فأصبحت الآن  تتكون من ست شركات هي: اكسون موبيل (أمريكية)، وشل (هولاندية/بريطانية)، وبريتش بتروليوم (بريطانية)، وتوتال (فرنسية)، وايني (ايطالية)، وشيفرون (أمريكية). أما الشركات الوطنية الناشئة فلن أستطيع حصرها في هذه الزاوية فلقد أصبح لدى كل دولة منتجة للبترول شركة وطنية بل ان بعضها كالصين وروسيا لديها شركات وطنية متعددة وبالتالي تضاءل دور الشركات العظمى وأصبحت في معظم نشاطها مجرد شريك لبعض الشركات الوطنية. لكن رغم ما يثبته التاريخ من استغلال هذه الشركات العظمى للدول التي يوجد البترول في أراضيها الا أنه لا شك أن التاريخ في نفس الوقت لا ينفي أن الفضل يرجع لهذه الشركات العالمية في اكتشاف وتطوير معظم البترول الموجود الآن لدى الشركات الوطنية في أنحاء العالم. الشيء الذي نريد أن نقوله الآن بل هو المؤكد كما يثبته التاريخ أنه لولا انتقال ملكية البترول في الدول الرئيسة المالكة للبترول الى الشركات الوطنية (ارامكو كمثال) لأصبح الآن معظم تكاليف استخراج بترول معظم هذه الدول أعلى من تكاليف البترول الصعب والبترول غير التقليدي. واضح كل الوضوح أن زيادة الوعي لدى شعوب وحكومات الدول المالكة للبترول هو الذي جعلها تدرك بأن البترول هو مورد طبيعي محدود يتناقص بالاستخراج (ناضب) وبأن تكاليف المتبقي منه سترتفع تدريجيا الى أن تصبح أعلى من تكاليف البترول غير التقليدي ومن ثمة سيتحول انتاج البترول من منطقتهم الى مناطق الأماكن الأخرى التي تحتفظ  بها الشركات العظمى الآن الى الوقت المناسب لاستخراجها وبيعها في أسواق البترول بأسعار عالية تغطي تكاليفها العالية. الخلاصة: ربما الجميع منا قد سمع – ولو عرضا – عن نظرية الجرس المقلوب التي تقول ان انتاج البترول في أمريكا ومن ثمة في العالم سيكون على شكل الجرس حيث سيصل انتاج البترول الى القمة بشكل متصاعد (exponential) ثم يبدأ في الانخفاض القسري على نفس الوتيرة. لكن رغم ان هذا حدث بالفعل لانتاج البترول الامريكي التقليدي لكنه لم يحدث لانتاج البترول على مستوى العالم فبدأ الكثيرون يشككون في مقولة الجرس المقلوب. الشيء الذي لم يدركه المنتقدون هو أن نظرية الجرس المقلوب كانت تفترض أن الشقيقات السبع ستسير على نفس سياستها الانتاجية في منطقة الخليج التي تهدف الى الانتاج بأقصى سرعة للاحتفاظ بسعر البترول منخفضا بمعدل تكاليف استخراج بترول الخليج. لكن بانتقال ملكية ومن ثمة اتخاذ قرارات انتاج البترول الى حكومات الشركات الوطنية تغيّر الهدف من المحافظة على مستوى سعر الكفاف الى السماح بارتفاع السعر تدريجيا كي يغطي احتياجات شعوبها الضرورية عن طريق خفض (ترشيد) الانتاج لتحقيق هذا الهدف وبالتالي تحوّل مسار الانتاج من الجرس الى ما يسمى Plateau وهو الشكل الحالي لانتاج بترول العالم.

مشاركة :