واشنطن - (أ ف ب): استأنفت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون أمس السبت حملتها ولكن في وضع دفاعي بعدما أثار مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي) مجددا مسألة بريدها الخاص، في تطور مفاجئ سارع خصمها الجمهوري دونالد ترامب إلى استغلاله. وبعدما بدا انه يتجه إلى الهزيمة بعد عشرة أيام، انتهز ترامب الفرصة ليؤكد لأنصاره انه لم يخسر المعركة. وقد اعطى عنوانا جديدا للمرحلة الأخيرة من حملته هو «فساد» منافسته ومشاكلها الاخلاقية. وقال ترامب خلال تجمع في سيدار رابيدز بولاية ايوا مساء يوم الجمعة ان «التحقيق هو أكبر فضيحة سياسية منذ ووترجيت، ويامل الجميع في احقاق العدالة في نهاية المطاف». وعقد ترامب تجمعين السبت في كولورادو واريزونا. ولا تزال كلينتون تتقدم استطلاعات الرأي في وقت بدأت عملية الاقتراع في 34 من الولايات الخمسين وأدلى اكثر من 18 مليون أمريكي بأصواتهم في شكل مبكر. تشهد مدينة ميامي يوم السبت حفلا موسيقيا كبيرا لجينيفر لوبيز في حضور كلينتون. وكان مدير الاف بي آي جيمس كومي ابلغ بواسطة البريد أعضاء في الكونجرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون انه تم العثور على رسائل جديدة في إطار تحقيق منفصل عن التحقيقات التي اغلقت في يوليو الفائت في شان رسائل وزيرة الخارجية السابقة. وذكرت وسائل الاعلام أنه عثر على آلاف الرسائل هذه داخل جهاز كمبيوتر محمول يعود لمساعدة كلينتون والعضو في فريقها في وزارة الخارجية هوما عابدين، وزوجها انطوني وينر الذي انفصلت عنه في أغسطس، وذلك في سياق تحقيق يتناوله في قضية رسائل ذات مضمون جنسي وجهها إلى قاصر. وندد الديمقراطيون بخطوة جيمس كومي مع بدء العد العكسي للانتخابات، وطالبوه بتوضيح ما أعلنه بهدف وضع حد للشائعات. وقال جون بوديستا رئيس فريق حملة كلينتون أمس السبت «عبر الادلاء بمعلومات في شكل انتقائي، افسح (كومي) المجال امام تحريفات ومبالغات من جهة واحدة لأحداث اكبر قدر من الضرر السياسي». وأكد استنادا إلى معلومات صحفية انه يحتمل جدا ان تكون الرسائل التي عثر عليها مجرد نسخ من رسائل موجودة اصلا لدى الاف بي آي. والسؤال: هل سيؤثر ذلك على نتيجة السباق الرئاسي؟ اعتبرت كلينتون في مؤتمر صحفي يوم الجمعة ان «الناس حددوا منذ فترة طويلة رأيهم في (قضية) الرسائل الإلكترونية. لقد اخذوا هذا الامر في الاعتبار ليقرروا (هوية) من سيصوتون له». والارجح ان مكتب التحقيقات الفيدرالي لن يتوصل إلى خلاصات جديدة بحلول الثامن من نوفمبر انطلاقا من حجم العمل المطلوب لدرس مضمون الاف الرسائل. لكن الجمهوريين يدرجون هذا الفصل الجديد في مسلسل الرسائل في اطار «تاريخ» الزوجين كلينتون المتهمين بأكاذيب متكررة. وقال المتحدث باسم الحزب الجمهوري شون سبايسر عبر سي ان ان السبت «لقد شاهدناهما يقومان بذلك طوال ثلاثين عاما. لا أحد يغير عاداته. هذا ما ستكون عليه رئاسة كلينتون». كذلك، واجه مدير الاف بي آي انتقادات داخلية. ونقلت صحيفة «نيويوركر» ووسائل اعلام اخرى ان مسؤولين في وزارة العدل التي يتبع لها مكتب التحقيقات الفيدرالي كانوا حذروا كومي من عدم كسر قاعدة تقضي بعدم تناول قضايا في شكل علني مع اقتراب موعد الانتخابات. ويخشى الديمقراطيون ان تؤدي الجلبة حول هذه القضية إلى التأثير في تعبئة انصار كلينتون. واظهرت بعض الاستطلاعات نتائج متقاربة قبل التطور الأخير. فقد حصدت كلينتون 47 في المئة من نوايا التصويت مقابل 45 في المئة لترامب، بحسب استطلاع لشبكة «ايه بي سي» وصحيفة «واشنطن بوست» نشر امس السبت، علما بان المرشحة الديمقراطية كانت متقدمة بواقع 12 نقطة في استطلاع مماثل اجري قبل اسبوع.
مشاركة :