الجزائر تتجاوز نيجيريا وتبلغ كأس العالم FIFA لأول مرة في تاريخها

  • 10/30/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في مثل هذا اليوم من سنة 1981، كتب المنتخب الجزائري بأحرف من ذهب اسمه في سجل المنتخبات المتأهلة إلى نهائيات كأس العالم FIFA، لما بلغ لأول مرة في تاريخ البلد النهائيات العالمية بعد تفوقه على نيجيريا ذهاباً وإياباً، بجيل ذهبي من اللاعبين أوصل بلده الجزائر إلى العالمية، منتزعاً شرف المشاركة في نهائيات كأس العالم أسبانيا 1982 FIFA عن جدارة واستحقاق بعد مشوار رائع في التصفيات. وواجه المنتخب الجزائري في مشوار التصفيات منتخبات سيراليون والسودان والنيجر قبل الوصول إلى المباراة الأخيرة أمام نيجيريا، وفاز الأفناك ذهاباً وإياباً (2-0) و(2-1) ليقتطعوا تأشيرة التأهل إلى أسبانيا، وليتمكن المنتخب الجزائري من الثأر لخسارته نهائي كأس إفريقيا 1980 بنيجيريا أمام البلد المنظم بنتيجة (3-0)، وهي النتيجة التي حرمت ماربي الصحراء من أول لقب إفريقي. ولا يختلف اثنان، أن اللاعب لخضر بلومي لعب دوراً كبيراً في بلوغ الجزائر كأس العالم، لما سجل خمسة أهداف كاملة في التصفيات، اثنان منها ذهاباً وإياباً في المباراة الفاصلة أمام نيجيريا، وتحدث صاحب التمريرات الساحرة في الثمانينات لموقعFIFA.com، قائلا:"كنت في يومي حينها، لما سجلت هدفاً في نيجيريا وقدمت كرة حاسمة، ثم سجلت هدفاً في الإياب بقسنطينة ومنحت لماجر أيضا تمريرة الهدف الثاني، فبمساعدة زملائي كنت الرقم واحد في مواجهتي نيجيريا، وأتذكر أنني كنت هداف التصفيات لما سجلت ستة أهداف كاملة من أصل 16 هدفاً." ويرى بلومي أن خسارة نهائي كأس أفريقيا 1980 كان سنداً كبيراً للاعبين من الناحية المعنوية للثأر الكروي وتحقيق التأهل على حساب النسور، وقال في هذا الخصوص "خسارتنا لنهائي كأس أفريقيا أثر علينا كثيراً، لأن الفوز بالنهائي في إفريقيا حينها كان صعباً للغاية، لكننا كنا نعلم أن تشكيلتنا أقوى من تشكيلة نيجيريا، وهم لم يكونوا ليفوزوا علينا مرة أخرى حتى لو أعدنا المباراة عشر مرات، ولهذا، فعلنا المستحيل للفوز عليهم بعد أشهر وحققنا ذلك ذهاباً وإياباً وبلغنا نهائيات كأس العالم." بصمة الروسي روجوف رغم أن المنتخب الجزائري، كان قوياً في الفترة ما بين 1976 و1980، لكنه خسر التأهل إلى كأس العالم الأرجنتين 1978 FIFA أمام تونس، وكان بحاجة إلى بصمة مدرب ليبلور هذه المهارات ويوصلها إلى العالمية حسب لخضر بلومي "قدوم روجوف في 1981 ،لعب دوراً كبيراً في تقوية المنتخب مقارنة بمستوانا في نهائي لايجوس، فباستثناء منصوري وقريشي ودحلب، فالبقية كلهم كانوا لاعبين محليين، ما سمح لنا بالتربص كل أسبوع ولعب العديد من المباريات الودية، وهو ما ساهم في خلق الانسجام، دون نسيان أن اللاعبين كانوا يلعبون بالقلب والحرارة لرفع العلم الوطني عالياً في أكر المحافل الدولية." وأضاف بلومي "ولكي نعطي كل واحد حقه، فالإصلاح الرياضي سنة 1976 ،لعب دوراً كبيراً في وصول المنتخب الجزائري إلى ذلك المستوى، حيث تكوّن لاعبون بمستوى عال على مستوى الأندية، كما أن التأطير كان من قبل لاعبي جبهة التحرير الوطني، ولاعبين قدامى يعرفون جيداً كرة القدم، ما سمح لنا بالبروز على المستوى العالمي بإمكانيات كادت تكون منعدمة." وبعد أشهر من العمل مع روجوف، وتحقيق نتائج رائعة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، جاءت لحظة الحسم يوم 30 أكتوبر 1981 بملعب قسنطينة، وهي آخر مباراة في مشوار التصفيات، وكان يكفي المنتخب تفادي الخسارة بأكثر من هدف لتحقيق التأهل، لكن زملاء عصاد وماجر أبوا إلا أن يهدوا آلاف الجماهير فوزاً تاريخياً يضمن به المنتخب الجزائري التأهل إلى كأس العالم عن جدارة واستحقاق. ويتذكر بلومي تلك المباراة وكأنها لعبت أمس، ويقول عنها "بعد الفوز بثنائية في الذهاب، كنا مستعدين معنوياً في مباراة العودة، وكانت الجماهير القسنطينية الرجل رقم 12 لما قدموه من دعم لنا في كل التصفيات وليس فقط في مباراة نيجيريا، فلما كنا نلعب في قسنطينة كنا نستفيد كثيراً من المساندة الجماهيرية، ودخلنا اللقاء وكأننا سنلعب نهائي كأس إفريقيا، وبعد فوزنا انطلقت الاحتفالات لأنها كانت المرة الأولى التي يصل فيها المنتخب الجزائري لنهائيات كأس العالم FIFA." الفوز في نيجيريا مجدداً يعيد التاريخ نفسه، ويقع المنتخب الجزائري مرة أخرى في تصفيات كأس العالم رفقة نيجيريا في نفس المجموعة، فالجزائر تكبدت تعادلاً بطعم الهزيمة في أول جولة على أرضها أمام الكاميرون، فيما فاز منتخب نيجيريا في زامبيا ويتصدر المجموعة بثلاث نقاط، قبل استقباله المنتخب الجزائري الشهر المقبل، وعن المباراة المرتقبة، يقول رقم 10 التاريخي للمنتخب الجزائري "الجزائر بلد كبير في كرة القدم، وفاز في أكثر من مرة على نيجيريا، فزنا عليهم من قبل في ليبيا، وفزنا عليهم على أرضهم سنة 1981، لهذا فرسالتي لزملاء محرز هي أن الفوز يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني لن يكون أمراً مستحيلاً. بالعكس، فأرى أن الضغط سيكون على منتخب نيجيريا الذي سيستقبل على أرضه وأمام جمهوره وهو مطالب الفوز." وقبل أن يختم المقابلة، قال لخضر بلومي: "شاهدت مواجهتهم أمام زامبيا، وهم ليسوا ذلك المنتخب المخيف والذي لا يقهر، فمنتخبنا قوي جداً، وأصلا فإن التعادل أمام الكاميرون أعتبره كبوة جواد وأمام منتخب قوي لديه تاريخ ومتعود على المشاركة في نهائيات كأس العالم FIFA، ولا ننسى أنه لم يسبق لنا الفوز على الكاميرون من قبل في مباراة رسمية، سيما أن لهم تاريخاً كبيراً وحققوا نتائج أحسن من الجزائر في الكؤوس العالمية السابقة، ولهذا، يجب نسيان تعثر الكاميرون والتفكير من الآن في الفوز بالنقاط الثلاث أمام نيجيريا، وفرض طريقة لعبنا على منتخب نيجيريا سيكون الحل لتحقيق الفوز، لأن تشكيلتنا قوية ومتكاملة، وبقليل من الإرادة والقلب يمكننا العودة بالزاد كاملاً إلى الديار."

مشاركة :