تحظى انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة باهتمام كبير من العرب والمسلمين في أنحاء العالم خاصة في أمريكا نظرا للاختلاف الواضح في رؤى المرشحين الرئيسيين، هيلاري كلينتون ودونالد ترمب، بشأن كثير من قضايا الشرق الأوسط. أما المرشح الجمهوري ترمب فتتركز سياسته الخارجية التي أعلنها تجاه الشرق الأوسط على أولوية استخدام القوة العسكرية ضد "أعداء" الولايات المتحدة في المنطقة، ما يعني إمكانية إرسال مزيد من القوات العسكرية إليها. وقال ترمب إن من أول الأمور التي سيقوم بها في حال انتخابه رئيساً، هو ضمان تقوية وتعزيز القوات المسلحة الأمريكية، لتكون قادرة على مواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها البلاد. وفيما يتعلق بالصراع السوري، أحد أبرز القضايا التي يتطلع العرب لتدخل أمريكي مباشر فيها، تتبنى كلينتون رؤية مفادها ضرورة توحيد قوى المعارضة المعتدلة ضد نظام الرئيس بشار الأسد. كما تتبنى فكرة إنشاء مناطق آمنة للاجئين في سوريا، وتدعم استقبال بلادها والحلفاء الأوروبيين والعرب اللاجئين السوريين. في المقابل يرفض ترمب فكرة تسليح المعارضة السورية، على اعتبار أن الولايات المتحدة ليست على دراية كافية بماهية الجماعات التي يمكن أن تساعدها. كما إنه يرفض استقبال بلاده للاجئين سوريين، بل أنه هدد بمنع جميع المسلمين من الدخول إلى الولايات المتحدة حتى يقوم نظام الهجرة بتحسين إجراءات الفرز. وبالنسبة للوضع في العراق يتركز موقف كلينتون الحالي على ضرورة دعم الحكومة العراقية في حربها ضد تنظيم "داعش"، كما قدمت اعتذارا عن قرارها التصويت مع غزو العراق إبان إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش. على الجانب الأخر يتباهى ترمب بأنه كان أحد المعارضين لغزو العراق، وأنه حذر كثيرا من عواقب هذا الغزو، ويقول أن العراق أصبح الآن ملجأً للإرهابيين، وأن إيران تسيطر عليه. ويقول إن على الولايات المتحدة أن تأخذ أموالاً من عائدات النفط العراقي، لتعويض عائلات الجنود الأمريكيين الذين قُتلوا أو أُصيبوا في الحرب العراقية. وفيما يتعلق بأمن دول الخليج تسعى كلينتون إلى طمأنة حلفاء أمريكا في منطقة الخليج، وتقول إن بلادها سوف تظل ملتزمة بأمن دول مجلس التعاون الخليجي وحمايتها من التهديدات الإيرانية. أما ترمب فقال إنه سوف يوقف استيراد النفط من السعودية، ما لم تشارك بجيشها في قتال تنظيم "داعش" أو تعوض الولايات المتحدة عن الجهود التي تبذلها في محاربة التنظيم. كما يطالب المرشح الجمهوري دول الخليج بأن تتحمل كلفة إقامة مناطق آمنة في سوريا. وبخصوص العلاقة مع إسرائيل يرى مراقبون أن السياسية الأمريكية لن تتغير باختلاف من سيصل إلى سدة الحكم، وأن الإدارات الأمريكية المتعاقبة أثبتت دوما أنها صديقة لإسرائيل بالدرجة الأولى وأن الحفاظ على أمنها هو من أولوياتها. وفي حين تؤيد كلينتون حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يشدد ترمب على ضرورة اعتراف السلطة الفلسطينية بإسرائيل كدولة يهودية، ووقف الهجمات الإرهابية ضدها، على حد قوله. ويرى مراقبون أن برامج المرشحين وخطاباتهم في الحملات الانتخابية تتسم دائماً بالوعود المبالغ فيها لكسب أصوات الناخبين وجماعات الضغط في الولايات المتحدة، وبالتالي ليس بالضرورة أن يتم تبني هذه البرامج الانتخابية وتطبيقها بالكامل بعد دخول البيت الأبيض بشكل رسمي. ما تقييمكم للبرامج الانتخابية للمرشحين الديمقراطي والجمهوري بشأن قضايا المنطقة؟ هل تكفي هذه البرامج لحث العرب والمسلمين على التصويت لأي منهما؟ ما أبرز قضايا المنطقة التي يجب أن تكون على سلم أولويات الرئيس الأمريكي القادم؟ هل تلعب أصوات العرب والمسلمين دورا في تحديد الفائز في الانتخابات؟ ولماذا؟ هل يقوم العرب والمسلمون بما يكفي لجذب الاهتمام إلى قضاياهم وحث الإدارة الأمريكية على حلها؟ سيتم مناقشة هذا الموضوع مع مجموعة من العرب والمسلمين المقيمين في الولايات المتحدة عبر حلقة خاصة تأتيكم من العاصمة الأمريكية، واشنطن، يوم الأحد الموافق 30 أكتوبر/ تشرين الأول، في تمام 16:06 بتوقيت غرينيتش.
مشاركة :