ينتخب اليوم عند الساعة الثانية عشرة ظهراً رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية بعد فترة فراغ رئاسي قاربت عامين ونصف العام. ومن المرجح أن ينجح عون من الدورة الانتخابية الأولى وسط التوقعات بحصوله على 91 صوتاً. يطوي لبنان اليوم صفحة الشغور الرئاسي، الذي أغرق المؤسسات وشلّ البلد أكثر من عامين ونصف العام، بانتخاب رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية. وحصل عون على دعم معظم الأحزاب السياسية في لبنان بدءاً من حليفه «حزب الله» مروراً بحزب «القوات اللبنانية» وصولاً إلى تيار«المستقبل» والحزب «التقدمي الاشتراكي» في حين اصطفت حركة «أمل» وحزب «الكتائب اللبنانية» وتيار «المردة» وبعض المستقلين ضده. وحسم عون خلال الـ48 ساعة الماضية الجدل حول إمكانية انتخابه بالدورة الثانية (65 صوتاً) بعد تأمينه العدد المطلوب للنجاح في الدورة الأولى (86 صوتاً) إثر اعلان أحزاب «البعث» و«الديمقراطي» و«القومي» دعمها له. كما علم أن النواب ميشال المر ونايلة تويني وعقاب صقر (يصل اليوم إلى لبنان) سيصوتون لمصلحة عون. وأظهرت نتائج «البوانتاجات» الأخيرة أن عدد الأصوات، التي سينالها عون في جلسة انتخاب اليوم سيلامس الـ91 صوتاً بالحد الأدنى. وقالت مصادر نيابية لـ«الجريدة» إن «رئيس مجلس النواب نبيه بري، وفور إنتخاب عون رئيساً للجمهورية، سيفتح جلسة جديدة للهيئة العامة تخصص لتلاوة قسم اليمين وفق المادة 50 من الدستور»، لافتة إلى أنه «ستحضر جلسة الانتخاب 75 شخصية دبلوماسية وجهت إليها دعوات رسمية». ويبقى الموضوع الأهم بعد الانتخاب هو موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري تجاه مسألة تسهيل تأليف حكومة العهد. وسألت مصادر متابعة: «هل يقبل حزب الله أن يشارك في حكومة لا تمثيل فيها لحركة أمل، خصوصاً أن الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله سبق له أن وضع النقاط على حروف العلاقة الوطيدة بين الحزب والحركة، محذرًا من محاولة البعض اللعب على وتر هذه العلاقة، وإن اختلفت توجهات الفريقين الشيعيين من الاستحقاق الرئاسي، ولكل منهما وجهة نظر، قد تتلاقى في الأهداف والاستراتيجيات، وقد تتباعد في التكتيك والالتزامات». وأضافت: «يُنقل عن مقربين من حزب الله أن السيد وقف إلى جانب حليفه الجنرال عون لإيصاله إلى بعبدا، وهو وفى بما تعهدّ به، وتمسّك بهذا الترشيح حتى اللحظة الحاسمة، لكنه بعد انتخابه رئيساً فهو بطبيعة الحال في صفّ الرئيس بري. وهذا يعني أن حزب الله قبل الانتخابات هو غيره ما بعدها، من دون أن يُفسّر ذلك بأن يقف في الجهة المقابلة للعهد، بل سيسعى بكل ما أوتي من حجة إقناع لتليين موقف رئيس المجلس النيابي، وهو المعروف عنه بأنه مهندس تدوير الزوايا». احتفالات إلى ذلك، قطعت، مساء أمس، التحضيرات للاحتفال الذي سيقام عند التاسعة من مساء اليوم في ساحة الشهداء، احتفاءً بانتخاب عون، شوطاً كبيراً. وتمّ بناء المسرح الذي سيُصبِح تمثال الشهداء جزءاً منه، وسترتفع على يمين التمثال ويساره شاشتان عملاقتان بالإضافة الى شاشة ضخمة على يسار موقف السيارات لمتابعة ما يجري في الساحة التي سيحتشد فيها مناصرو الرئيس المنتخب. كما تمّ الاعتماد على أربعة أبراج من مكبرات الصوت لنقل وقائع ما يحدث على رقعة جغرافيّة كبيرة. وسيشهد الاحتفال إطلاق مفرقعات ناريّة مدة 15 دقيقة مصحوبة بموسيقى. وتشير المعلومات الى أنّ برنامج الاحتفال سيكون فنياً من دون أي مضمون سياسي، وهو سيلي سلسلة احتفالات في عددٍ من المناطق. وتجدر الإشارة الى أنّ تحضيرات تجري أيضاً في مقرّ «التيّار» في سن الفيل حيث ستُرفع شاشتان عملاقتان لمتابعة وقائع جلسة الانتخاب التي سيليها احتفال أولي في المقر. عقاب صقر يعود في حماية «المعلومات» نشر الحساب الرسمي لبرنامج «كلام الناس، الذي يقدّمه الإعلامي مارسيل غانم عبر «تويتر» أمسن أن «عضو كتلة المستقبل النائب عقاب صقر يصل إلى لبنان الاثنين للمشاركة في جلسة انتخاب الرئيس المرتقبة». وقالت مصادر متابعة لـ«الجريدة»، إن «زعيم تيار المستقبل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري اتصل بصقر مساء السبت الماضي وطلب منه الحضور إلى لبنان لانتخاب رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون»، مشيرةً إلى أن «صقر لبى طلب الحريري وأكد له أنه يدعم خياره حتى النهاية». ولفتت المصادر إلى أن «فرع المعلومات سيتولى حماية صقر منذ لحظة وصوله حتى مغادرته الأراضي اللبنانية». قزي غاضب من نقل مأتم بركات! حل وزير العمل سجعان قزي صباح أمس، ضيفاً على البرنامج الصباحي «الحدث» على شاشة «الجديد»، مع الإعلامية نانسي السبع. وأسوة ببقية المحطات، نقلت المحطة مباشرة بعض الوقائع من مراسم وداع الموسيقار ملحم بركات لتعود وتستكمل البرنامج من الاستديو. لكن هذا الأمر لم يُعجب الوزير، فبعدما نقلت المحطة لحظات وصول جثمان الموسيقار إلى كنيسة مار نقولا في الأشرفية، وبعدما أرادت السبع استكمال حوارها مع ضيفها، عاجلها بالقول غاضباً: «بدنا نفهم كيف يعني... انو ما فينا نحكي سياسة ونبكي»! عون «المكافح» يحقق حلمه ولد ميشال نعيم عون في 17 فبراير عام 1932 في حارة حريك قضاء بعبدا. والده يتحدر من قرية المكنونية، جنوب لبنان، وكان يعمل بعد انتقاله إلى بيروت في زراعة الليمون والبرتقال وبيع الحليب. والدته ماري، حائزة الجنسية أميركية وهي ابنة عم والده. وهو وحيد لوالديه. تطوع ميشال عون في الجيش اللبناني بصفة تلميذ ضابط والتحق بالمدرسة الحربية عام 1955. تزوج عام 1968 من السيدة نادية سليم الشامي (نادية عون) ولهما ثلاث بنات: ميراي وهي متزوجة من روي هاشم، وكلودين وهي متزوجة من العميد المتقاعد شامل روكز، وشانتال المتزوجة من وزير الخارجية جبران باسيل (رئيس التيار الوطني الحر). عين قائداً للجيش عام 1984 ومنذ ذلك التاريخ بدا أنه يحلم بالوصول إلى منصب رئاسة الجمهورية، هذا الحلم الذي رافقه طوال مسيرته السياسية وبات على وشك التحقق. عام 1988 ترأس حكومة انتقالية بتكليف من رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل، ثم شكل حكومة عسكرية في مواجهة حكومة مدنية أخرى يرأسها سليم الحص. عام 1989 تواجه عسكرياً مع حزب «القوات اللبنانية» بقيادة سمير جعجع في ما عرف بـ «حرب الإلغاء» التي تبادل الطرفان خلالها احتلال المواقع والمناطق المسيحية. وفي أغسطس عام 1989 تم التوصل إلى اتفاق الطائف، الذي كان بداية لإنهاء الحرب الأهلية، لكن عون رفض الاتفاق. وبعد معارك مع القوات السورية، تم إقصاء عون من قصر بعبدا الرئاسي في 13 أكتوبر عام 1990 حيث اضطر للجوء إلى السفارة الفرنسية وتوجه من بعدها إلى باريس في منفاه، وتعرض أنصاره للتنكيل في لبنان حيث عمل ضد الوصاية السورية وضد حزب الله. عاد عون إلى لبنان عام 2005 من منفاه الباريسي إثر إغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. اختلف مع «قوى 14 آذار (مارس)» وقرر التحالف مع «حزب الله» عام 2006.
مشاركة :