عواصم - وكالات - بينما بدأ مقاتلو «جيش الفتح» في سورية امس، اقتحام «مشروع 3000 شقة» جنوب غربي مدينة حلب، هزت اصوات الاشتباكات العنيفة والانفجارات الضخمة، أمس، ارجاء المدينة في اليوم الثالث لهجوم الفصائل المعارضة والاسلامية على اطراف احياء المدينة الغربية حيث قتل 38 مدنيا، بينهم 14 طفلا. وأفاد مصدر إعلامي من «جيش الفتح» ان قواته «اقتحمت مشروع 3000 شقة بعد تمهيد مدفعي وصاروخي بعشرات القذائف ثم تبعه تفجير بسيارة مفخخة استهدف قوات النظام والميليشيات الموالية لها وأن اشتباكات عنيفة تدور داخل المشروع وفي محيط الاكاديمية العسكرية». أضاف أن «العشرات من عناصر النظام والمليشيات الموالية لها سقطوا قتلى وجرحى في القصف والسيارة المفخخة». مؤكداً أن «مجموعة من الانغماسيين استطاعوا الدخول الى حي حلب الجديدة، ويخوضون مواجهات مع قوات النظام بعد تسللهم من منطقة منيان غرب حلب والتي تمت السيطرة عليها (أول من)امس». وكشف المصدر أن «طائرة حربية للنظام شنت غارة عن طريق الخطأ بالصواريخ الفراغية على تجمعات النظام وميليشياته داخل الأكاديمية العسكرية». وأشار إلى أن «جيش الفتح قصف بالدبابات فندق ديديمان واستهدف اجتماعاً لقيادة ميليشيا النجباء العراقية وحزب الله اللبناني وعدد من الضباط التابعين لقوات النظام». من جانبها زعمت وسائل إعلام رسمية سورية إن مقاتلي المعارضة استخدموا غازات سامة في قصف منطقة تحت سيطرة الحكومة في حلب امس، مما تسبب في إصابة 35 شخصا بالاختناق وهو تقرير وصفه مسؤول بالمعارضة بأنه «كذبة». وذكرت «وكالة الأنباء العربية السورية» الرسمية (سانا) أن «التنظيمات الإرهابية تستهدف منطقة الحمدانية السكنية في حلب بقذائف تحتوي غازات سامة ما أدى إلى إصابة 35 شخصا بحالات اختناق». ونفى رئيس المكتب السياسي لتجمع «فاستقم»، وهو جماعة مسلحة مقرها حلب صحة التقرير. وتدور منذ الجمعة الماضي، اشتباكات عنيفة عند اطراف الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في حلب اثر هجوم شنته فصائل مقاتلة واسلامية، بينها خصوصا «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقا قبل اعلانها فك ارتباطها بالقاعدة) و«حركة احرار الشام» و«حركة نور الدين زنكي». وتهدف الفصائل من خلال هجومها الى كسر حصار تفرضه قوات النظام منذ اكثر من ثلاثة اشهر على الاحياء الشرقية. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبد الرحمن: «قتل 38 مدنيا، بينهم 14 طفلا، جراء مئات القذائف والصواريخ التي اطلقتها الفصائل المعارضة على الاحياء الغربية في حلب منذ بدء هجومها». واشار الى اصابة «نحو 250 آخرين». واوضح عبد الرحمن بدوره ان «الاشتباكات على اشدها في محور ضاحية الاسد، اذ تحاول الفصائل التقدم باتجاه حي الحمدانية» الواقع تحت سيطرة قوات النظام والمحاذي للاحياء الشرقية. وكانت الفصائل وبعد ساعات على اطلاقها الهجوم سيطرت على الجزء الاكبر من منطقة ضاحية الاسد، ولم يتمكن الجيش السوري سوى من استعادة بعض النقاط، فيما تمكن من صد هجوم عنيف آخر على حي جمعية الزهراء. وتدور المعارك على جبهة تمتد نحو 15 كيلومترا من حي جمعية الزهراء عند اطراف حلب الغربية مروراً بضاحية الأسد والبحوث العلمية وصولا إلى اطراف حلب الجنوبية. وأفاد مصدر سوري ميداني بان هجوم الفصائل «ضخم جدا ومنسق». وتمثل ذلك، حسب قوله، «بالتمهيد الناري الكبير بصواريخ الغراد التي حصلوا عليها من جهات عربية، وبالعربات المفخخة، وبالمقاتلين الاجانب في صفوفهم». واكد ان «الخرق الوحيد الذي حصل هو في ضاحية الاسد، فيما لم يتمكن المسلحون من خرق اي محاور اخرى». في المقابل اكد عضو المكتب السياسي في «حركة نور الدين زنكي» ياسر اليوسف ان «معنويات الثوار مرتفعة جدا»، مشيرا الى «هجوم مرتقب من داخل الاحياء الشرقية» لدعم العملية الجارية. وقال: «لا تزال هناك مفاجآت كبيرة مستقبلاً حول تنوع المحاور التي سيتم فتحها». من ناحيته، أفاد مراسل «الجزيرة» في ريف دمشق، إن 22 شاحنة مساعدات إنسانية تابعة للأمم المتحدة دخلت إلى مدينة حرستا التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في ريف دمشق. وتحمل هذه الشاحنات مساعدات غذائية وطبية ومواد للنظافة. وذكر المراسل أن هذه القافلة دخلت من معبر مشفى الشرطة بعد تفتيشها من قبل قوات النظام السوري. في غضون ذلك، أعلنت مواقع إيرانية، مصرع العميد محمد علي محمد حسيني، قائد كتيبة الكوماندوز في القوات الخاصة التابعة للحرس الثوري، التي تقاتل إلى جانب قوات نظام الأسد في سورية.
مشاركة :